منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٤ - الصفحة ٤٩١
ومنها: آية الاذن (ومنهم الذين يؤذون النبي، ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) فإنه (1) تبارك وتعالى مدح نبيه
____________________
من أهل الذكر ومسبوقا بالسؤال - إلى غيره من الصور الثلاث الاخر، و انما يتجه التعدي فيما إذا كان العنوان ظرفا للحكم أعني وجوب السؤال لا موضوعا ومقوما له، كما هو ظاهر الكلام، فالاستدلال بهذه الآية كالآيات السابقة غير ظاهر.
5 - آية الاذن (1) هذا تقريب الاستدلال بالآية الشريفة على حجية خبر الواحد، توضيحه ان الله سبحانه وتعالى مدح نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأنه يصدق المؤمنين، وتسرية الحكم من النبي صلى الله عليه وآله إلى غيره اما من جهة دلالة الآية على حسن التصديق مطلقا من غير فرق بين النبي صلى الله عليه وآله وغيره، واما من جهة ما دل على حسن المتابعة والتأسي للنبي صلى الله عليه وآله، وحسن التصديق يلازم حجية الخبر، والمصدق كل واحد من المؤمنين لا جميعهم بعنوان الاجتماع، فدلت الآية على حجية كل خبر مؤمن وان لم يفد العلم. ولا يمكن حمله على ما إذا أفاد العلم، لان التصديق في صورة إفادة العلم ليس من جهة تصديق المؤمن من حيث إنه مؤمن حتى يكون مدحا، وانما هو من جهة العلم بالواقع فلا يكون مدحا، وظاهر الآية أنها في مقام المدح، فيكون تصديق المؤمن بما هو تصديق المؤمن محبوبا خصوصا مع اقترانه بتصديقه له تبارك وتعالى، ومن المعلوم أن تصديقه تعالى لازم، فكذا ما بعده من تصديق المؤمنين، فدلت الآية المباركة على حجية قول المؤمن. قال شيخنا الأعظم (قده) بعد ذكر
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 ... » »»
الفهرست