منتهى الدراية - السيد محمد جعفر الشوشتري - ج ٤ - الصفحة ٢٦٥
كذلك، فان ما هو حاصل بالوجدان هو عدم الحجية فعلا، لعلم المكلف بعدم حجية مشكوك الحجية، وعدم صحة اسناد مؤداه إلى الشارع، حيث إن آثار الحجة لا تترتب على مجرد جعل الحجية واقعا، بل تترتب على وجودها الواصل. بخلاف ما يحصل بالتعبد الاستصحابي، فإنه عدم الحجية إنشاء، فما هو حاصل بالوجدان غير ما يحصل بالاستصحاب، ومعه لا يلزم تحصيل الحاصل فضلا عن كونه من أردأ أنحائه).
وذلك لان إشكال تحصيل الحاصل وان كان يندفع بما أفاده، لكن يرد عليه: أنه لا أثر لهذا الاستصحاب، حيث إن آثار الحجية لا تترتب على مجرد تشريعها واقعا حتى تنتفي بجريان استصحاب عدم تشريعها، بل تترتب على عدم علم المكلف بحجية أمارة، كما اعترف به في كلامه المتقدم بقوله: (بل تترتب على وجودها الواصل).
وفي موضع آخر من الكتاب المزبور أيضا بقوله: (فان الموضوع في العموم - أي عموم ما دل على عدم جواز العمل بغير علم - هو العمل بغير العلم، ومن الظاهر أن العمل بما يشك في حجيته عمل بغير علم، فان ثبوت حجيته واقعا مع فرض عدم علم المكلف به لا يخرج العمل به عن كونه عملا بغير العلم).
هذا كله في جريان الاستصحاب في عدم الحجية، وأما جريانه في حجية أمارة كانت معلومة سابقا كفتوى المجتهد بعد وفاته، فإنه لا مانع منه بعد شمول