____________________
من الأشياء إلا بطاعتك وبفضل رحمتك، أي: بابتداء إحسانها الكائن بلا علة.
ولما كان السبب في الفوز بمحبة الله سبحانه ورضاه، ونيل ما عنده من السعادات، أمرين: أحدهما: العمل الذي يترتب عليه الأجر والجزاء.
والثاني: محض التفضل الذي يكون عن مزيد رحمته.
حصر عليه السلام أسباب الفوز بذلك في الطاعة التي يستعد بها المطيع لدرك بغيته من الله تعالى، وفي فضل رحمته الذي يؤتيه من يشاء. وقدم الطاعة لأنها كما تكون سببا لاستعداد العبد لنيل الأجر والجزاء، تكون سببا لإفاضة الرحمة المقتضية للتفضل من غير استحقاق، كما قال تعالى: «إن رحمة الله قريب من المحسنين» (1)، والله أعلم.
«أصبح» و «أمسى» يكونان تامين بمعنى وصلنا إلى الصبح والمساء ودخلنا فيهما، ويكونان ناقصين، ولهما حينئذ معنيان: أحدهما: أن يكونا بمعنى صار مطلقا، من غير اعتبار الوقتين اللذين يدل عليهما تركيب الفعل أعني الصبح والمساء، بل باعتبار الزمن الذي يدل عليه صيغة الفعل أعني الماضي فيهما، أو الحال أو الاستقبال في مضارعهما، فيكونان لإفادة الانتقال من حال إلى حال مجردا عن ملاحظة الوقت، ومنه قوله تعالى: «فأصبحتم بنعمته إخوانا» (2).
والثاني: أن يكونا بمعنى كان في الصبح وكان في المساء، فيقترن في هذا المعنى
ولما كان السبب في الفوز بمحبة الله سبحانه ورضاه، ونيل ما عنده من السعادات، أمرين: أحدهما: العمل الذي يترتب عليه الأجر والجزاء.
والثاني: محض التفضل الذي يكون عن مزيد رحمته.
حصر عليه السلام أسباب الفوز بذلك في الطاعة التي يستعد بها المطيع لدرك بغيته من الله تعالى، وفي فضل رحمته الذي يؤتيه من يشاء. وقدم الطاعة لأنها كما تكون سببا لاستعداد العبد لنيل الأجر والجزاء، تكون سببا لإفاضة الرحمة المقتضية للتفضل من غير استحقاق، كما قال تعالى: «إن رحمة الله قريب من المحسنين» (1)، والله أعلم.
«أصبح» و «أمسى» يكونان تامين بمعنى وصلنا إلى الصبح والمساء ودخلنا فيهما، ويكونان ناقصين، ولهما حينئذ معنيان: أحدهما: أن يكونا بمعنى صار مطلقا، من غير اعتبار الوقتين اللذين يدل عليهما تركيب الفعل أعني الصبح والمساء، بل باعتبار الزمن الذي يدل عليه صيغة الفعل أعني الماضي فيهما، أو الحال أو الاستقبال في مضارعهما، فيكونان لإفادة الانتقال من حال إلى حال مجردا عن ملاحظة الوقت، ومنه قوله تعالى: «فأصبحتم بنعمته إخوانا» (2).
والثاني: أن يكونا بمعنى كان في الصبح وكان في المساء، فيقترن في هذا المعنى