____________________
وفي باب الأقوال، كالبلاغة المتوسطة بين العي والهذر.
فتبين أنه لا يخرج شئ من الفضائل عنه قولا وعملا واعتقادا.
ولذلك قالوا: هو ميزان الله المتبرئ من كل ذلة، وصراطه المستقيم المؤدي بسالكه إليه، وبه يستتب أمر العالم، قال الله تعالى: «الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان» (1) وقال تعالى «والسماء رفعها ووضع الميزان» (2)، عبر بالميزان عن العدل، لأنه من أثره ومن أظهر أفعاله للحاسة، إذا كان العدل مراعاة الاستقامة على حاق الوسط في طرفي الإفراط والتفريط، اللذين هما ككفتي الميزان مهما رجحت إحداهما فالنقصان لازم والخسران قائم.
وقال عليه السلام: بالعدل قامت السماوات والأرض (3)، إذ لو كان شئ من موجودات العالم وأصولها زائدا على الآخر إفراطا، أو ناقصا عنه تفريطا، لم يكن منتظما هذا النظام.
وبيان ذلك: أن مقادير العناصر لو لم تكن متكافئة متعادلة بحسب الكمية والكيفية، لاستولى الغالب على المغلوب، وانتقلت الطبائع كلها إلى طبيعة الجرم الغالب، ولو كان بعد الشمس من الأرض أقل مما هو الآن لاحترق كل ما في هذا العالم، ولو كان أكثر لاستولى البرد والجمود، وكذا القول في مقادير حركات الكواكب ومراتب سرعتها وبطئها، فإن كلا منهما مقدر على ما يليق بنظام العالم وقوامه وقيامه، ولهذا المعنى وصف الله سبحانه بالعدل، إذ كان معنى عدله وضعه لكل موجود في مرتبته، وهبته (4) له ما يستحقه من غير زيادة ونقصان مضبوطا بنظام الحكمة.
فتبين أنه لا يخرج شئ من الفضائل عنه قولا وعملا واعتقادا.
ولذلك قالوا: هو ميزان الله المتبرئ من كل ذلة، وصراطه المستقيم المؤدي بسالكه إليه، وبه يستتب أمر العالم، قال الله تعالى: «الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان» (1) وقال تعالى «والسماء رفعها ووضع الميزان» (2)، عبر بالميزان عن العدل، لأنه من أثره ومن أظهر أفعاله للحاسة، إذا كان العدل مراعاة الاستقامة على حاق الوسط في طرفي الإفراط والتفريط، اللذين هما ككفتي الميزان مهما رجحت إحداهما فالنقصان لازم والخسران قائم.
وقال عليه السلام: بالعدل قامت السماوات والأرض (3)، إذ لو كان شئ من موجودات العالم وأصولها زائدا على الآخر إفراطا، أو ناقصا عنه تفريطا، لم يكن منتظما هذا النظام.
وبيان ذلك: أن مقادير العناصر لو لم تكن متكافئة متعادلة بحسب الكمية والكيفية، لاستولى الغالب على المغلوب، وانتقلت الطبائع كلها إلى طبيعة الجرم الغالب، ولو كان بعد الشمس من الأرض أقل مما هو الآن لاحترق كل ما في هذا العالم، ولو كان أكثر لاستولى البرد والجمود، وكذا القول في مقادير حركات الكواكب ومراتب سرعتها وبطئها، فإن كلا منهما مقدر على ما يليق بنظام العالم وقوامه وقيامه، ولهذا المعنى وصف الله سبحانه بالعدل، إذ كان معنى عدله وضعه لكل موجود في مرتبته، وهبته (4) له ما يستحقه من غير زيادة ونقصان مضبوطا بنظام الحكمة.