____________________
عيوبي» على توجيه ابن مسعود: وأنا أكثر ذنوبا من الذي أحصي لك عيوبي، وهو مشكل، لأنه لو كان كذلك لوجب أن يقال: من الذي يحصي بالياء، لتكون الصلة متحملة لضمير غيبة يعود إلى «أن» التي هي أسم بمعنى «الذي»، وكذا الكلام في نظائره المشتملة على التكلم والخطاب، وعلى التوجيه الأول من توجيهي ابن هشام: أنا أكثر ذنوبا من محص لك عيوبي، وعلى التوجيه الثاني منهما: أنا أبعد الناس من الإحصاء لعيوبي لكثرة ذنوبي، وعلى توجيه الرضي: أنا متجاوز وبائن من كثرة ذنوبي عن إحصائي لك عيوبي.
إنما: للحصر عند الجمهور، لتضمنها معنى «ما وإلا»، وأنكر قوم إفادتها إياه، والصحيح الأول. وهو هنا إما على توجيهه إلى نفس الفعل، على معنى ما أقصد بهذا إلا توبيخ نفسي لا غيره، كما قاله بعض المفسرين في قوله تعالى: «يا قوم إنما فتنتم به» (1): إن القصر متوجه إلى نفس الفعل لا إلى قيده، على معنى إنما فعل بكم الفتنة لا الإرشاد، لا على معنى إنما فتنتم بالعجل لا بغيره. وإما على توجيهه إلى المفعول لأجله أعني طمعا، على معنى ما أوبخ بهذا نفسي إلا طمعا. وأما توجيه إلى قيد الفعل أو إلى المفعول به فلا يصح، إذ ليس الغرض ما أوبخ نفسي إلا بهذا لا بغيره، ولا ما أوبخ بهذا إلا نفسي لا غيرها.
قال بعضهم في نظير هذا المقام: لو قيل: إن «إنما» هنا لتأكيد الحكم لا للقصر، لم يبعد، لأن الحصر يقتضي أن يكون للمخاطب حكم مشوب بصواب وخطأ، فيثبت صوابه ويرد خطأه، والمخاطب هنا هو الله سبحانه وهو منزه عن ذلك.
إنما: للحصر عند الجمهور، لتضمنها معنى «ما وإلا»، وأنكر قوم إفادتها إياه، والصحيح الأول. وهو هنا إما على توجيهه إلى نفس الفعل، على معنى ما أقصد بهذا إلا توبيخ نفسي لا غيره، كما قاله بعض المفسرين في قوله تعالى: «يا قوم إنما فتنتم به» (1): إن القصر متوجه إلى نفس الفعل لا إلى قيده، على معنى إنما فعل بكم الفتنة لا الإرشاد، لا على معنى إنما فتنتم بالعجل لا بغيره. وإما على توجيهه إلى المفعول لأجله أعني طمعا، على معنى ما أوبخ بهذا نفسي إلا طمعا. وأما توجيه إلى قيد الفعل أو إلى المفعول به فلا يصح، إذ ليس الغرض ما أوبخ نفسي إلا بهذا لا بغيره، ولا ما أوبخ بهذا إلا نفسي لا غيرها.
قال بعضهم في نظير هذا المقام: لو قيل: إن «إنما» هنا لتأكيد الحكم لا للقصر، لم يبعد، لأن الحصر يقتضي أن يكون للمخاطب حكم مشوب بصواب وخطأ، فيثبت صوابه ويرد خطأه، والمخاطب هنا هو الله سبحانه وهو منزه عن ذلك.