____________________
ما كان افتراء ومعنى هذا ما كان مفترى. وهذا الوجه عندي ضعيف، لأن التفضيل على الناقص لا فضل فيه، كقوله.
إذا أنت فضلت أمرأ ذا براعة * على ناقص كان المديح من النقص التوجيه الثاني: أن أفعل ضمن معنى أبعد فمعنى المثال زيد أبعد الناس من الكذب لفضله على غيره، فمن المذكورة ليست الجارة للمفضول، بل متعلقة بأفعل، لما ضمنه من معنى البعد، لا لما فيه من المعنى الوضعي، والمفضل عليه متروك أبدا مع أفعل هذا لقصد التعميم (2) انتهى.
وقال الرضي: أما نحو قولهم: أنا أكبر من أن أشعر، وأنت أعظم من أن تقول كذا، فليس المقصود تفضيل المتكلم على الشعر والمخاطب على القول، بل المراد بعدهما عن الشعر والقول، وأفعل التفضيل يفيد بعد الفاضل من المفضول وتجاوزه عنه، فمن في مثله ليست تفضيلية بل هي مثل ما في قولك: أنت أعز علي من أن أضربك، أنت بائن من أن أضربك من فرط عزتك علي. وإنما جاز ذلك لأن من التفضيلية متعلقة بأفعل التفضيل بقريب من هذا المعنى، ألا ترى أنك إذا قلت: زيد أفضل من عمرو، فمعناه زيد متجاوز في الفضل عن مرتبة عمرو، فمن فيما نحن فيه كالتفضيلية إلا في معنى التفضيل. ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام في وصف الدنيا: ولهي بما تعدك من نزول البلاء بجسمك والنقض في قوتك أصدق وأوفى من أن تكذبك أو تغرك. أي: هي متجاوزة من فرط صدقها عن الكذب (2) انتهى.
إذا عرفت ذلك فمعنى قوله عليه السلام: «أنا أكثر ذنوبا من أن أحصي لك
إذا أنت فضلت أمرأ ذا براعة * على ناقص كان المديح من النقص التوجيه الثاني: أن أفعل ضمن معنى أبعد فمعنى المثال زيد أبعد الناس من الكذب لفضله على غيره، فمن المذكورة ليست الجارة للمفضول، بل متعلقة بأفعل، لما ضمنه من معنى البعد، لا لما فيه من المعنى الوضعي، والمفضل عليه متروك أبدا مع أفعل هذا لقصد التعميم (2) انتهى.
وقال الرضي: أما نحو قولهم: أنا أكبر من أن أشعر، وأنت أعظم من أن تقول كذا، فليس المقصود تفضيل المتكلم على الشعر والمخاطب على القول، بل المراد بعدهما عن الشعر والقول، وأفعل التفضيل يفيد بعد الفاضل من المفضول وتجاوزه عنه، فمن في مثله ليست تفضيلية بل هي مثل ما في قولك: أنت أعز علي من أن أضربك، أنت بائن من أن أضربك من فرط عزتك علي. وإنما جاز ذلك لأن من التفضيلية متعلقة بأفعل التفضيل بقريب من هذا المعنى، ألا ترى أنك إذا قلت: زيد أفضل من عمرو، فمعناه زيد متجاوز في الفضل عن مرتبة عمرو، فمن فيما نحن فيه كالتفضيلية إلا في معنى التفضيل. ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام في وصف الدنيا: ولهي بما تعدك من نزول البلاء بجسمك والنقض في قوتك أصدق وأوفى من أن تكذبك أو تغرك. أي: هي متجاوزة من فرط صدقها عن الكذب (2) انتهى.
إذا عرفت ذلك فمعنى قوله عليه السلام: «أنا أكثر ذنوبا من أن أحصي لك