والوعيد الشديد فيه ففرض علينا اجتنابه واعتقاد انه من أكبر الكبائر بعد الشرك وهو مع ترك الصلاة أو بعده، ومما كتبه الله تعالى أيضا علينا استنقاذ كل متورط من الموت اما بيد ظالم كافر أو مؤمن متعد أو حية أو سبع أو نار أو سيل أو هدم أو حيوان أو من علة صعبة نقدر على معاناته منها أو من اي وجه كان فوعدنا على ذلك الاجر الجزيل (1) الذي لا يضيعه ربنا تعالى الحافظ علينا صالح أعمالنا وسيئه، ففرض علينا ان نأتي من كل ذلك ما افترضه الله تعالى علينا. وان نعلم أنه قد أحصى اجرنا على ذلك من يجازي على مثقال الذرة من الخير والشر نسأل الله تعالى التوفيق لما يرضيه بمنه أمين وبالله تعالى نعتصم * مسألة 2116: من شق نهرا فغرق ناسا أو طرح نارا أو هدم بناء فقتل قال علي: من شق نهرا فغرق قوما فإن كان فعل ذلك (2) عامدا ليغرقهم فعليه القود والديات من قتل جماعة وإن كان شقه (3) لمنفعة أو لغير منفعة وهولا يدري انه لا يصيب به أحدا فما هلك به فهو قاتل خطأ والديات على عاقلته والكفارة عليه لكل نفس كفارة ويضمن في كل ذلك ما اتلف من المال وهكذا القول فيمن القى نارا أو هدم بناءا ولا فرق، وان عمد احراق قوم أو قتلهم بالهدم فعليه القود وان لم يعمد ذلك فهو قاتل خطا ولو ساق ماء فمر على حائط فهدم الماء الحائط فقتل فكما قلنا أيضا سواء سواء ولا فرق لان كل من ذكرنا مباشر لاتلاف ما تلف فان مات أحد بذلك بعد موت الجاني أو تلف به مال بعد موته فلا ضمان في ذلك لان الجناية حدثت بعده ولا جناية على ميت، ولو أن انسانا رمى حجرا أو سهما ثم مات اثر خروج السهم أو الحجر فأصاب الحجر أو السهم انسانا عمده أو لم يعمده فلا ضمان عليه ولا على عاقلته لان الجناية لم تكن الا وهو ممن لا فعل له بخلاف ما خرج خطأ ثم مات لان الجناية قد وقعت وهو حي فلو جن أثر رمي السهم أو الحجر فكموته ولا فرق، وكذلك لو أغمي عليه، واما النائم فبخلاف المغمى عليه والمجنون لأنه مخاطب وهما غير مخاطبين الا انه لا عمد له فلو ان نائما انقلب في نومه على انسان فقتله فالدية على عاقلته والكفارة عليه في ماله لأنه مخاطب وبالله تعالى التوفيق * 2117 - مسألة - قال علي: وأما من أوقد نارا ليصطلي أو ليطبخ شيئا أو أوقد سراجا ثم نام فاشتعلت تلك النار فأتلفت أمتعة وناسا فلا شئ عليه في ذلك أصلا، وقد جاءت في هذا آثار كما روينا من طريق أبي بكر بن أبي شيبة نا وكيع عن شعبة قال:
سألت الحكم بن عتيبة. وحماد بن أبي سليمان عن رجل رمى نارا في دار قوم فاحترقوا