ابن الخلاص نا محمد بن القاسم بن شعبان نا الحسن بن علي الهاشمي ني محمد بن سليمان الباغندي نا هشام بن عمار قال: سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر. وعمر جلد ومن سب عائشة قتل قيل له: لم يقتل في عائشة؟ قال: لان الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها: (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا ان كنتم مؤمنين) قال مالك:
فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل * قال أبو محمد رحمه الله: قول مالك ههنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها وكذلك القول في سائر أمهات المؤمنين ولا فرق لان الله تعالى يقول: (الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون) فكلهن مبرءات من قول إفك والحمد لله رب العالمين * قال أبو محمد رحمه الله: وأما الذمي يسب النبي صلى الله عليه وسلم فان أصحابنا. ومالكا وأصحابه قالوا: يقتل ولابد - وهو قول الليث بن سعد - وقال الشافعي: يجب أن يشترط عليهم أن لا يذكر أحد منهم كتاب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم بما لا ينبغي أو زنى بمسلمة أو تزوجها فان فعل شيئا من ذلك أو قطع الطريق على مسلم أو أعان أهل الحرب بدلالة على المسلمين أو اوى عينا لهم فقد نقض عهده وحل دمه وبرئت منه ذمة الله تعالى وذمة المسلمين فتأول عليه قوم أنه ان لم يشترط هذا عليهم لم يستحل دمهم بذلك * قال علي رحمه الله: وهذا خطأ ممن تأول ذلك عليه لأنه لا يختلف عنه ولا عن غيره في الذمي يقطع الطريق على المسلمين أنه قد حل بذلك دمه تقدم إليهم بذلك وشرط لهم أو لم يشترط ذلك لهم، وروي عن بعض المالكيين أن الذمي إذا سب النبي صلى الله عليه وسلم بغير ما به كفر يقتل فاستدل بعض الناس أنه لا يقتل إذا سبه بتكذيب * وقال سفيان. وأبو حنيفة. وأصحابه: إن سب الذمي الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم بأي شئ سبه فإنه لا يقتل لكن ينهى عن ذلك، وقال بعضهم: يعزر، وقد روى عن ابن عمر أنه يقتل ولا بد. واحتج الحنيفيون لضلالهم وإفكهم بما ناه عبد الرحمن ابن عبد الله بن خالد نا إبراهيم بن أحمد نا الفربري نا البخاري نا محمد بن مقاتل أنا عبد الله ابن المبارك أنا شعبة عن هشام بن زيد قال: سمعت أنس بن مالك يقول: " مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السام عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك فقال عليه السلام أتدرون ما يقول؟ قال السام عليك قالوا يا رسول الله: ألا نقتله؟ قال:
لا إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم " * ومن طريق البخاري نا أبو نعيم