صلى الله عليه وسلم. " لأقضين بينكما بكتاب الله تعالى " وأقسم على ذلك ثم قضى بالرجم في الاعتراف دون عدد فصح أنه إذا صح الاعتراف مرة أو الف مرة فهو كله سواء وان إقامة الحد واجب ولابد وبالله تعالى التوفيق * 2192 - مسألة - هل في الحدود نفي أم لا؟ قال أبو محمد رحمه الله: النفي يقع من الحدود في المحاربة بالقرآن وفي الزنا بالسنة وحكم به قوم في الردة وفي الخمر والسرقة * قال أبو محمد رحمه الله. فنتكلم إن شاء الله تعالى في كل ذلك فصلا فصلا فنقول وبالله تعالى التوفيق. قالت طائفة. نفيه سجنه، وقالت طائفة. ينفى ابدا من بلد إلى بلد، وقالت طائفة. نفيه هو ان يطلب حتى يعجزهم فلا يقدروا عليه كما نا حمام نا ابن مفرج نا ابن الاعرابي نا الدبري نا عبد الرزاق نا إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال. في المحارب ان هرب واعجزهم فذلك نفيه * وبه إلى عبد الرزاق عن ابن جريج عن عبد الكريم أو غيره قال. سمعت سعيد بن جبير وأبا الشعثاء جابر بن زيد يقولان. إنما النفي ان لا يدركوا فإذا أدركوا ففيهم حكم الله تعالى والا نفوا حتى يلحقوا ببلدهم، وعن الزهري أنه قال فيمن حارب ان عليه ان يقتل أو يصلب أو يقطع أو ينفى فلا يقدر عليه، وعن الضحاك في قوله تعالى. (أو ينفوا من الأرض) قال: هو ان يطلبوا حتى يعجزوا * قال أبو محمد رحمه الله. وبهذا يقول الشافعي. وقال آخرون. النفي حد من حدود المحارب كما كتب إلى المرجى بن زروان قال. نا أبو الحسن الرحبي نا أبو مسلم الكاتب نا عبد الله بن أحمد بن المغلس نا عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه نا أبو معاوية نا حجاج عن عطية العوفي عن ابن عباس قال. إذا خرج الرجل محاربا فأخاف الطريق واخذ المال قطعت يده ورجله من خلاف، وإذا اخذ المال وقتل قطعت يده ورجله من خلاف ثم صلب، وإذا قتل ولم يأخذ المال قتل، وإذا أخاف الطريق ولم يأخذ مالا ولم يقتل نفي * قال أبو محمد رحمه الله: فنظرنا فيما يحتج به من قال. ان النفي هو السجن فوجدناهم يقولون إن الله تعالى قال. (أو ينفوا من الأرض) قالوا. والنفي في لغة العرب التي نزل بها القرآن هو الابعاد فصح ان الواجب إبعاده من الأرض قالوا. ولا يقدر على إخراجه من الأرض جملة فوجب ان نفعل من ذلك أقصى ما نقدر عليه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. " إذ أمرتكم بأمر فانوا منه ما استطعتم " ولقول الله تعالى. (فاتقوا الله ما استطعتم) فكان أقصى ما نستطيع من ذلك إبعاده عن كل ما قدرنا على إبعاده منه من الأرض، وغاية ذلك السجن لأنه ممنوع من جميع الأرض حاشا ما كان سجنه الذي لم نقدر على منعه منه أصلا فلزمنا ما استطعنا من ذلك، وسقط عنا ما لم نستطع منه وإنما قلنا حتى يحدث توبة لأنه ما دام
(١٨١)