على العاقلة فوجب أن يحملوا من ذلك ما يطيقون وما لا حرج عليهم فيه وما لا يبقون بعده في عسر فان الله تعالى لم يرد ذلك - أعني العسر بنا - قط فيؤخذ من مال المرء ما لا يبقى بعده معسرا أو يعدل بينهم في ذلك فيمن احتمل ماله أبعرة كثيرة ولم يجحف ذلك به كلف ذلك، ومن لم يحتمل الا جزءا من بعير كذلك أشرك بين الجماعة منهم في البعير هكذا حتى تتم الدية وهكذا في حكم الغرة وبالله تعالى التوفيق، إنما ننظر إلى مال المرء منهم وعياله فيفرض الدية والغرة على الفضلات من أموالهم التي يبقون بعدها لو ذهبت أغنياء فيعدل بينهم في ذلك كما قال تعالى: (اعدلوا هو أقرب للتقوى) والعدل هو الاخذ بالسنة لا بان يساوي بين ذي الفضلة القليلة والفضلة الكثيرة فيؤخذ منهم سواء لكن يؤخذ من الكثير كثير ومن القليل قليل، وهذا قول أصحابنا وهو الحق وبالله تعالى التوفيق * 2144 مسألة: هل يعقل عن الحليف وعن المولى من أسفل أو من فوق؟ وعن العبد أم لا؟ وهل يعقل عمن أسلم على يديه أم لا؟ وهل ينتقل الولاء بالعقل أم لا؟ قال أبو محمد رحمه الله: قال قوم: يعقل عن المولى المعتق مواليه من فوق كما نا محمد بن سعيد بن نبات نا عبد الله بن نصر نا قاسم بن أصبغ نا ابن وضاح نا موسى بن معاوية نا وكيع نا سفيان الثوري عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم قال:
اختصم علي. والزبير في موال لصفية. فقضى عمر بن الخطاب بان الميراث للزبير والعقل على علي، وعن إبراهيم النخعي في رجل أعتقه قوم وأعتق إباه آخرون قال: يتوارثون بالأرحام والعقل على الموالي * وعن أبي موسى أنه كتب إلى عمر بن الخطاب ان رجلا يموت قبلنا وليس له رحم ولا ولي فكتب إليه عمر ان ترك ذا رحم فالرحم والا فالولاء والا فبيت المال يرثونه ويعقلون عنه، وعن مجاهد قال: ان رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال: ان رجلا أسلم على يدي فمات وترك ألف درهم فتحرجت منها فرفعتها إليك فقال: أرأيت لو جنى جناية على من كانت تكون؟ قال علي: قال فميراثه لك، وعن معمر عن الزهري قال قال عمر بن الخطاب: إذا والى الرجل رجلا فله ميراثه وعلى عاقلته عقله، ومن طريق عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قلت لعطاء أبي القوم أن يعقلوا عن مولاهم أيكون مولى من عقل عنه فقال: قال معاوية:
اما ان يعقلوا عنه واما أن نعقل عنه وهو مولانا، قال عطاء: فان أبى أهله أن يعقلوا عنه وأبى الناس فهو مولى المصاب، وعن عبد الرزاق عن سفيان الثوري قال: إذا أبت العاقلة أن يعقلوا عن مولاهم أجبروا على ذلك، وعن إبراهيم النخعي إذا أسلم