المستبصر. والمجبر. وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى حتى يبعثهم الله على نياتهم " * قال أبو محمد رحمه الله: فهذا خبر صحيح في غاية الصحة عن ثلاثة من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وعن ابن الزبير - وهو صاحب - قد أنذر النبي صلى الله عليه وسلم بأن مكة تغزى بعده، وأما قتل القرشي صبرا فلما روينا من طريق مسلم نا محمد بن المثنى نا ابن أبي عدي عن عثمان بن غياث عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال. " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط من حوائط المدينة استفتح رجل فذكر الحديث، وفيه ثم استفتح رجل آخر فقال: افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون قال: فذهبت فإذا عثمان بن عفان قال: ففتحت له وبشرته بالجنة فقلت الذي قال فقال اللهم صبرا والله المستعان " * حدثنا عبد الله بن ربيع نا عمر بن عبد الملك الخولاني نا محمد بن بكر نا أبو داود السجستاني نا مسدد نا يزيد بن زريع. ويحيى بن سعيد القطان واللفظ له قالا جميعا: نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك حدثهم " أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا فتبعه أبو بكر. وعمر. وعثمان فرجف بهم فضربه نبي الله صلى الله عليه وسلم برجله أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان " * قال أبو محمد رحمه الله: وأنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الكعبة يهدمها ذو السويقتين من الحبشة وهذا لا يكون الا بعد غزوها بلا شك وقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها تغزى بعده وصرح بأن عثمان تصيبه بلوى كما ترى فهذا أنذر بأنه سيقتل وهو قرشي وصح يقينا أن حديث الشعبي عن ابن مطيع وعن الحرث بن برصاء لو صح وهو لا يصح لكان معناه أنه عليه السلام لا يغزوها بعد يومه ذلك أبدا إلى يوم القيامة وانه عليه السلام لا يقتل قرشيا صبرا بعد ذلك اليوم إلى يوم القيامة وهكذا كان فإذ هذا معنى ذلك الحديث لو صح بلا شك فقد ثبت أن القرشي كغير القرشي في أن يقتل إذا وجب عليه القتل صبرا كما يقتل غيره وأن الحدود تقام عليه كما تقام على غير قرشي ولا فرق مع أن هذا أمر مجمع عليه بيقين لا شك فيه وبالله تعالى التوفيق * 2308 مسألة - من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الله تعالى. أو نبيا من الأنبياء أو ملكا من الملائكة. أو إنسانا من الصالحين هل يكون بذلك مرتدا إن كان مسلما أم لا؟ وهل يكون بذلك ناقضا للعهد إن كان ذميا أم لا؟ * قال أبو محمد: اختلف الناس فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم. أو نبيا من الأنبياء ممن يقول أنه مسلم، فقالت طائفة: ليس ذلك كفرا، وقالت طائفة: هو كفر
(٤٠٨)