قال أبو محمد: قال قوم: في كل هذا الحد وهو خطأ ولكن الحكم في هذا أن ما كان من ذلك على سبيل الحق والخير فهو فعل حسن وقول حسن، وأما ما كان من ذلك مشاتمة. أو أذى. أو تعريضا ففيه التعزير فقط ولا حد في ذلك، برهان ما ذكرنا قول الله تعالى حاكيا عن ولد يعقوب عليه السلام إذ قالوا: (نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق) فجعلوا عمه إسماعيل عليه السلام أبا له ولم ينكر الله تعالى ذلك ولا يعقوب عليه السلام وهو نبي الله تعالى، وقال تعالى:
(ملة أبيكم إبراهيم) وقد علمنا يقينا أن في المسلمين خلائق ليس لإبراهيم عليه السلام في ولادتهم نسب، وأما زوج الام فان أحمد بن محمد بن عبد الله الطلمنكي نا قال:
نا ابن مفرج نا محمد بن أيوب الصموت نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار نا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا أبو أسامة نا محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف أن أبا طلحة صنع طعاما للنبي صلى الله عليه وسلم فأرسل أنس بن مالك فجاء حتى دخل المسجد - ورسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه - فقال: " دعانا أبوك؟ فقال: نعم قال:
قوموا " قال: أنس فأتيت أبا طلحة فذكر الحديث * حدثنا حمام نا أبى مفرج نا ابن الاعرابي نا الدبري نا عبد الرزاق عن ابن جريج عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه قال: " كانت أم عمير بنت سعد عند الجلاس بن سويد فقال الجلاس بن سويد في غزوة تبوك، إن كان ما يقول محمد حقا لنحن أشر من الحمير فسمعها عمير فقال:
والله إني لأخشى إن لم أرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل القرآن فيه وأن أخلط بخطبته ولنعم الأب هو لي فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فدعا النبي عليه السلام الجلاس فعرفه فتحالفا فجاء الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسكتوا فلم يتحرك أحد - كذلك كانوا يفعلون لا يتحركون إذا نزل الوحي - فرفع عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر) إلى قوله: (فان يتوبوا يك خيرا لهم) فقال الجلاس استتب لي ربي يا رسول الله فاني أتوب إلى الله وأشهد له بصدق قال عروة فما زال عمير منها بعلياء حتى مات " * قال أبو محمد: فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عن الربيب أب وينسب إلى الرجل ابن امرأته فيقول له أبوك وهذا أنس. وعمير بن سعد من أهل اللغة والديانة يقولان بذلك * قال أبو محمد: وهذا قول أبي حنيفة. وأبي سليمان - وأصحابنا. وبه نأخذ * 2236 - مسألة - فيمن قال لآخر يا لوطي. أو يا مخنث - قال علي: