قال أبو محمد رحمه الله: فلما اختلفوا كما ذكرنا نظرنا فيما احتجت به كل طائفة لقولها فنظرنا في قول من رأى أن الحد لا يقام في الزنا بأقل من أربع مرات فوجدناهم يحتجون بطريق مسلم ني عبد الملك بن شعيب عن الليث بن سعد ني أبي عن جدي ني عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. وسعيد بن المسيب كلاهما عن أبي هريرة أنه أتي برجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد - فناداه فقال:
يا رسول الله اني قد زنيت فأعرض عنه فتنحى تلقاء وجهه فقال. يا رسول الله اني قد زنيت فأعرض عنه حتى كرر ذلك أربع مرات فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أبك جنون؟ " قال. لا قال: فهل أحصنت؟ قال: نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهبوا به فارجموه " * حدثنا عبد الله بن ربيع نا محمد بن معاوية نا أحمد بن شعيب انا محمد بن حاتم بن نعيم انا حبان - هو ابن موسى - انا عبد الله - هو ابن المبارك - عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن عبد الرحمن بن مضاض عن أبي هريرة ان ماعزا اتى رجلا يقال له هزال فقال. يا هزال ان الاخر قد زنى قال. إيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان ينزل فيك قرآن فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه زنى فأعرض عنه ثم أخبره فأعرض عنه. ثم اخبره فأعرض عنه أربع مرات فلما كانت الرابعة امر برجمه فلما رجم اتي إلى شجرة فقتل * حدثنا عبد الله بن ربيع نا محمد بن معاوية نا احمد ابن شعيب انا محمد بن حاتم بن نعيم انا حبان - وهو ابن موسى - انا عبد الله بن المبارك عن زكريا أبي عمران البصري - هو ابن سليم - صاحب اللؤلؤي قال: سمعت شيخا يحدث عمرو بن عثمان القرشي قال نا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال. شهدت النبي عليه السلام وهو واقف على بغلته فجاءته امرأة حبلى فقالت: انها قد بغت فارجمها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: " استتري بستر الله " فذهبت ثم رجعت إليه وهو واقف. على بغلته فقالت: ارجمها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: " استتري بستر الله " فرجعت ثم جاءت الثالثة - وهو واقف على بغلته - فأخذت باللجام فقالت: أنشدك الله الا رجمتها فقال:
" انطلقي حتى تلدي " فانطلقت فولدت غلاما فجاءت به النبي صلى الله عليه وسلم فكفله النبي عليه السلام ثم قال: " انطلقي فتطهري من الدم " فانطلقت فتطهرت من الدم ثم جاءت فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى نسوة فأمرهن أن يستبرئنها وأن ينظرن أطهرت من الدم فجئن فشهدن عند النبي صلى الله عليه وسلم بطهرها فأمر لها عليه السلام بحفرة إلى ثندوتها ثم أقبل هو والمسلمون فقال. بيده فأخذ حصاة كأنها حمصة فرماها بها ثم قال " للمسلمين ارموها وإياكم ووجهها " فرموها حتى طفيت فأمر باخراجها حتى صلى عليها * وروينا من