يؤخر جلده حتى يبرأ، وهو قول مالك * وجاء عن مجاهد في الآية المذكورة ما ناه يحيى ابن عبد الرحمن بن مسعود بالاسناد المذكور إلى إسماعيل بن إسحاق نا علي بن عبد الله نا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: (وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث) قال: هي لأيوب خاصة * وقال عطاء: هي للناس عامة * قال أبو محمد رحمه الله: فلما اختلفوا نظرنا في ذلك لنعلم الحق فنتبعه بعون الله تعالى فوجدنا الطائفة المانعة من إقامة الحد عليه حتى يبرأ يحتجون بما ناه حمام نا عباس ابن أصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا أبي نا غندر نا شعبة قال: سمعت عبد الأعلى التغلبي يحدث عن أبي جميلة عن علي بن أبي طالب " أن أمة زنت فحملت فأتى على على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال له: دعها حتى تلد أو قال حتى تضع ثم اجلدها " * وبه إلى أحمد بن حنبل نا وكيع نا سفيان عن عبد الأعلى التغلبي عن أبي جميلة الطهوي عن علي " أن خادما للنبي صلى الله عليه وسلم أحدثت (1) فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أقيم عليها الحد فأتيتها فوجدتها لم تجف من دمها فأتيته فأخبرته فقال: إذا جفت من دمها فأقم عليها الحد أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم " قالوا: فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعجل جلد الخادم الحامل حتى تضع فتجلد الحد الذي أمر الله تعالى به، وكذلك التي لم تجف من دمها حتى يجف عنها دمها * ثم نظرنا في قول الطائفة الثانية الموجبة تعجيل الحد على حسب ما يؤمن به الموت فوجدناهم يذكرون ما ناه عبد الله بن ربيع نا محمد بن معاوية نا أحمد بن شعيب نا أحمد بن يوسف النيسابوري. ومحمد بن عبيد الله ابن يزيد بن إبراهيم الحراني - واللفظ له - قال أحمد: نا أحمد بن سليمان، وقال محمد بن عبيد الله: حدثني أبي ثم اتفق أحمد بن سليمان. وعبيد الله بن يزيد: قالا نا عبد الله بن عمرو - هو الرقي - عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي برجل قد زنى فأمر به فجرد فإذا رجل مقعد حمش الساقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبقى الضرب من هذا شيئا فدعا بأثاكيل فيها مائة شمروخ فضربه بها ضربة واحدة * نا حمام نا عباس بن أصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا يزيد ابن محمد العقيلي بمكة نا عبد الرحمن بن حماد الثقفي نا الأعمش عن الشعبي عن علقمة عن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة ضعيفة لا تقدر أن تمتنع ممن أرادها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ممن؟ قالت: من فلان فذكرت رجلا ضعيفا أضعف منها فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئ به فسأله عن ذلك؟ فأقر مرارا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خذوا أثاكيل مائة فاضربوه بها مرة واحدة *