لأبي أيوب الخزاز على المحكي " لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين فإنه عز وجل يقول ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم " (1).
وفي حسن ابن سنان " اجتمع الحواريون إلى عيسى عليه السلام فقالوا يا معلم الخير أرشدنا، فقال لهم: إن موسى نبي الله أمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين ولا صادقين " (2).
فيمكن أن يكون نظر السائل في السؤال إلى هذه الجهة فلا يستفاد منه الجواز حتى مع الكذب خصوصا مع ملاحظة التعبير في خبر زرارة " فهو أحلى من التمر والزبد ".
كما لا يخفى.
وأما خبر محمد بن أبي الصباح فلا يخلو العمل به عن إشكال لأنه لم يظهر منه وجود ضرورة مجوزة للحلف كاذبا، نعم لو اتفق أنه توقف حفظ النفس المحترمة على الحلف مع الكذب فالظاهر عدم الاشكال فيه. ثم إن ظاهر المتن أنه مع كون الحالف يحسن التورية ورى وجوبا فإن كان المدرك الأخبار المذكورة فلا إشارة فيها إلى التورية بل يظهر من قصة عمار وابتلائه بالمشركين والحكاية لرسول الله صلى الله عليه وآله - الخ - عدم لزوم التورية.
ومما ذكر ظهر حال الفروع المذكورة وفي صورة الحلف على حرية المماليك لا تتحقق الحرية من جهة إن الحرية تحتاج إلى سبب خاص مع قطع النظر عن حال الحلف المذكور.
وأما تخصيص الكراهة بالحلف على القليل فالنظر فيه إلى صورة الدعوى لمرسل علي بن الحكم عن الصادق عليه السلام " إن ادعى عليك مال ولم يكن له عليك فأراد أن يحلفك فإن بلغ مقدار ثلاثين درهما فأعطه ولا تحلف وإن كان أكثر من ذلك فاحلف ولا تعطه " (3).
بل يستحب عدم الحلف على العظيم من المال أيضا بقصد اجلال الله تعالى وتعظيمه