هاهنا فكثيره الا انها جزئيه فجميع نبات هذا العالم جزئي وهو من ذلك النبات الكلى وكلما طلب الطالب من النبات وجده في ذلك النبات الكلى.
فإن كان هذا هكذا قلنا إنه إن كان هذا النبات حيا فبالحري ان يكون ذلك النبات حيا أيضا لان ذلك النبات هو النبات الأول الحق فاما هذا النبات فإنه نبات ثان وثالث (1) لأنه صنم لذلك النبات وانما يحيى هذا النبات بما يفيض عليه ذلك النبات من حياته واما الأرض التي هناك ان كانت حيه أو ميته فانا سنعلم ذلك ان نحن علمنا ما هذه الأرض لأنه صنم لتلك فنقول ان لهذه الأرض حياه ما وكلمه فاعله فان كانت هذه الأرض الحسية التي هي صنم حيه فالحري أن تكون تلك الأرض العقلية حيه وأن تكون هي الأرض الأولى وأن تكون هذه الأرض أرضا ثانيه لتلك الأرض شبيهه بها والأشياء التي في العالم الاعلى كلها ضياء لأنها في الضوء الاعلى ولذلك كان كل واحد منها يرى الأشياء (2) كلها في ذات صاحبه فصار لذلك كلها في كلها والكل في الواحد منها والواحد منها هو الكل والنور الذي يسنح عليها لا نهاية له فلذلك صار كل واحد واحد منها عظيما انتهت عباراته النورية وكلماته الشريفة بنقل عبد المسيح بن عبد الله الحمصي واصلاح يعقوب بن إسحاق الكندي وفيها تصريحات واضحه بوجود المثل الإفلاطونية وان للأشياء الكونية صوره نورية عقلية في عالم العقل وإياها يتلقى الانسان حين ادراكه للمعقولات الكلية وإن كان ادراكه لها لأجل تعلقه بالبدن والكدورات والظلمات ادراكا ناقصا كادراك البصر شيئا بعيدا في هواء مغبر مغيم ولذلك السبب يرى الانسان الأمور العقلية التي هي أنيات محضه