محل ادراكي منا والثاني باطل والا لما غاب عن محله الذي هو النفس ولا سيما إذا كانت من النفوس المشرفة الزكية ولا كيفية حلولها فيه.
فان قيل إنها حين غيبوبتها عن النفس ليست قائمه بها موجوده فيها بل يكون قيامها دائما بجوهر عقلي مفارق وهو خزانه المعقولات فيدركها حين اتصالها به وتوجهها اليه واستحقاقها لفيضان تلك الصور منه عليها.
قلنا مع الاغماض عما مر (1) من مفاسد ارتسام صور الحقائق في النفس يلزم انتقاش جوهر عقلي بصور الحقائق والأنواع المتكثرة المتكافئة الوجود في مرتبه واحده على سبيل الابداع وذلك باطل لان انتقاش المبادي العقلية بصور ما تحتها لا يجوز ان يستفاد مما تحتها والا لزم انفعال العالي عن السافل واستكماله به والقدماء أشد مبالغه في استحاله هذا من المشائين اتباع المعلم الأول فبقي ان يفيض عليها مما فوقها وذلك يؤدى إلى صدور الكثير عن الواحد الحق المحض