ومنهم من ذهب إلى أنه إشارة إلى هذه الصور الهيولانية في هذا العالم باعتبار حضورها وظهورها عند المبدء الأول ومثولها بين يديه وعدم خفائها وغيبوبتها بذواتها عن علمه إذ هي بهذا الاعتبار كأنها مجرده من المواد والأزمنة والهيئات الحسية والغشاوات المادية لعدم كونها حجابا عن شهودها ووجودها لدى الباري فهي بذواتها معقوله له تعالى كسائر الكليات والمجردات متمثلة بين يديه.
أقول (1) والأظهر ان أولئك الأكابر من الحكماء والأعاظم من الأولياء المتجردين عن غشاوات الطبيعة الواصلين إلى غايات الخليقة حكموا بأن الصور المعقولة من الأشياء مجرده قائمه بذواتها وإياها يتلقى العقلاء والعرفاء في معقولاتهم ومعارفهم إذ لها وجود (2) لا محاله فهي اما قائمه بذواتها أو حاله في