مع الفصل وباقي الصور والقول والكيفيات ومبادي الفصول في المركب بمنزله الشرائط والآلات والفروع لذات واحده هي بعينها صنم لصاحب نوعه كما انها أصنام لأصحاب أنواعها نسبتها اليه نسبه الفروع إلى أصل واحد وكذا الهيات والنسب والاشكال التي فيها اظلال لهيات عقلية ونسب معنوية في أربابها النورية ونسبه صاحب النوع الانساني المسمى بروح القدس وهو عقله الفياض عليه إلى أصحاب سائر الأنواع الحيوانية والنباتية كنسبة الأصنام إلى الأصنام فهذه الصور النوعية المادية كالانسانية والفرسية والثورية وغيرها من الأنواع وان كانت مفتقرة في عالمنا هذا إلى أن تقوم بمادة حسية فهي غير مفتقرة في العالم العلوي إلى قيامها بذلك بل هي في ذلك العالم العقلي مجرده عن المادة قائمه بذاتها مستغنية عما تحل فيه كما أن الصور الذهنية وهي المأخوذة من الأمور الخارجة اعراض قائمه في الذهن لا تقوم بذاتها وان كانت مأخوذة من الجواهر القائمة بذواتها فكذلك يكون حكم صور الأنواع الجسمانية الحاصلة في المادة من تلك المثل المجردة العقلية الإفلاطونية فان للصور المجردة العقلية كمالية في حد ذاتها وتمامية في ماهياتها به تستغنى عن القيام في المحل واما الصور الجسمانية التي هي أصنامها فان لها نقصا يحوج إلى القيام بالمحل لكونها كمالا لغيرها فلا يمكن ان يقوم بذاتها كالجواهر (1) الصورية الموجودة في الذهن المأخوذة من الأمور العينية المادية فإنها وان كانت مجرده عن المادة في العقل فهي غير مجرده عن المادة في الخارج فكذلك يكون حكم الصور العقلية التي هي أرباب الأنواع فإنها وان كانت مجرده في عالم العقل فأصنامها وأظلالها الجسمانية أعني الصور النوعية غير مجرده عن المادة ولا يتوهمن من اطلاقهم المثل على الصور العقلية القائمة بذواتها في عالم
(٦٣)