ومنها ان تلك الأرباب عنده من حقيقة النور والظهور وأصنامها اما برازخ (1) أو هيات ظلمانية واي مناسبه بين الأنوار وهياتها النورية وبين البرازخ وهياتها الظلمانية كيف وجميع الأنوار المجردة العقلية والنفسية والمحسوسة الكوكبية والعنصرية عندهم حقيقة واحده بسيطه لا اختلاف بينها الا بالشدة والضعف أو بأمور الخارجة والأنوار العقلية العرضية (2) التي هي أصحاب الأصنام آثارها ماهيات متخالفة الذوات كما هو رأيه في أن اثر الجاعل الماهية دون الوجود لأنه من الاعتبارات الذهنية ولا شك ان اختلاف الآثار اما لاختلاف في القابل أو لاختلاف في الفاعل وإذا كان الأثر لا قابل له فهو لاختلاف الفاعل لا محاله وإذا كان آثار العقول مختلفه وليس الاختلاف بين الآثار بمجرد اختلاف القابل إذ القوابل واستعداداتها من جمله معلولاتها المختلفة مع أنه لا قابل للقوابل ولا لاختلاف تلك الفعالة إذ لا اختلاف بينها الا بالكمال والنقص فيجب ان يكون اختلاف آثارها أيضا على هذا المنوال وهذا أيضا مما يوقع الطمأنينة في أن آثار العقول والمبادي الرفيعة التي هي أنيات وجودية نورية يجب ان يكون وجودات الماهيات دون معانيها الكلية وان اختلاف الماهيات المنتزعة عن انحاء
(٦١)