والامكانات القريبة والبعيدة أسبابا للوجود وهو ان في عالم الاستعدادات توجد صور متضاده متفاسده وتلبس المادة ببعضها يمنع عن وجود بعض آخر وقبول المادة إياه وهذا المنع في بعضها أقوى وفي بعضها أضعف فكون المادة مصوره بالمائيه يبعدها عن قبول الصورة النارية وكونها هواء ا يقربها من قبول النارية ثم كلما كانت صورتها الهوائية أشد سخونة صارت مناسبتها للناريه أقوى وهكذا إلى أن يصير بحيث يستوى نسبتها إلى الطرفين اي الهوائية والنوريه فيكون فيها امكان لهما فإذا اشتدت السخونة بحيث تزيد سخونتها عن سخونة الهواء صار استعدادها لقبول النارية أقوى من استعدادها لقبول الهوائية فحينئذ قبلت النارية فصارت نارا صرفا فالامكان الاستعدادي مرجعه زوال المانع والضد اما بالكلية وهو القوة القريبة أو بالبعض وهو القوة البعيدة ا لا ترى ان المزاج مع أنه كيفية وجوديه من باب الملموسات يقال له انه استعداد لوجود الصورة الحيوانية أو النباتية أو الجمادية اي امكان لها وذلك لان تضاد الصور بكيفياتها الصرفة مانع عن قبول صوره كمالية فكلما زال صرافه كيفياتها وانهدم جانب تضادها كان قوه قبول المادة لكمال آخر أقوى حتى إذا تم استعدادها للكمال الأقصى وهو بصيرورتها بحيث كأنها زالت عنها تلك المتضادات قبلت من الكمال ما قبلتها المادة الفلكية الخالية عن الصور والهيئات المضاده أعني النفس الناطقة لان المبدء الاعلى فياض دائما والمادة قد زال عنها المانع فقبلت لا محاله فالامكانات القريبة والبعيدة مصححات (1) للقابليه لان معناها يحصل عند ارتفاع الموانع وزوال الاضداد فقد ثبت وتحقق ان الامكانات والقوى وكذا الاعدام (2) كلها ليست مؤثرات في وجود شئ من الأشياء
(٣٧٦)