فعلت مثل ذلك. وإذا تمضمض الانسان بمائها، قوى اللثة ونفع من وجع الأسنان والأضراس. وإذا اغتسل بمائها، نقى سطح البدن من القمل والصئبان.
وأما ثمرة هذا النبات فقد بينا أن القبض فيها ليس باليسير حتى كأن قبضها يقرب من قبض العفص الأخضر، وإن كان بينهما فرق (1) بين من قبل أن العفص أشد قبضا لان عفوصته ساذجة بسيطة لا يصحبها فيه غيرها ولا يشركها سواها من الطعوم. وعفوصة ثمر الطرفاء قد يخالطها جوهر لطيف غير موجود في العفص، ولا هو أيضا في ثمر الطرفاء باليسير. ولذلك صار الأغلب عليه الجلاء والتنقية وصارت له حرارة في الدرجة الأولى، وإن كان يبسه في الثانية. ومما يدل على قوة يبس ثمرة الطرفاء البري والبستاني جميعا، أن الانسان قد يمكنه أن يستعمل كل واحد منهما مكان العفص إذا أعدم العفص.
وأما اللحاء من هذه الشجرة، فإن قوته قريبة من قوة الثمرة في العفوصة، وإن كانت فيه أضعف قليلا لان التحليل فيه أقوى، ولما فيه من قوة العفوصة أيضا، صار رماده يجفف تجفيفا ليس باليسير.
ومن منافع ثمر الطرفاء البري والبستاني أنه إذا طبخ أو أنقع في ماء حار من الليل إلى الصبح وشرب ماؤه، نفع من الصفار واليرقان ولسع الرتيلاء. وإذا أخذ ماؤه المتخذ على ما وصفنا من دقه وإنقاعه في الماء الحار إلى الليل وسقي الصبيان، قيأهم ونقى معدهم من الرطوبات الغليظة المنعقدة، ونفع من الجرب الرطب المتعفن وحسن ألوانهم وصار سببا للزيادة في لحومهم. ورأيت كثيرا من المتطببين إذا أرادوا أن يزيدوا في لحم الجواري القضاف (2) النحيفات الأبدان يسقونهن (3). بدءا نقيع ثمر الطرفاء البستاني المعروف بحب الأثل ثلاثة أيام أو سبعة متوالية ثم يتبعون ذلك بالأقراص المبردة المركبة المستعملة في زيادة لحم المسلولين سبعة أيام ثم يلزمونهن (4) شرب مخيض لبن البقر ويعطونهن بدءا بالكثيراء (5) المسحوق وأياما بالكعك المعمول من دقيق السميذ المحكم الصنعة، فيزيد ذلك في لحمومهن زيادة حسنة، ويحسن ألوانهن ويطريها ويفيدها نضارة ورونقا.
ومن منافعه أيضا على سبيل الدواء: أنه إذا شربه من كان في معدته رطوبات فاسدة، نقاها وقوى المعدة. وإذا شربه من كانت معدته نقية، قوى المعدة ونفع من الاسهال المزمن العارض من الرطوبة وقطع نزف الدم ودرور الطمث ومنع من سيلان الرطوبات إلى الأرحام. وإذا جلست المرأة في مائه المطبوخ به، فعل مثل ذلك أيضا. وقد يتخذ منه شراب بسكر طبرزد، فيفعل في تحليل جسأ الطحال