كانت تعاني من نقاط الضعف الإنساني في داخلها، تماما كما هي المسألة في الرجل في الحالات المماثلة.. وهذا يعني أننا لا نجد فرقا بين الرجل والمرأة عند تعرض أي منهما للتجربة القاسية في الموقف الذي يرفضه المجتمع من دون أن يملك فيه أي عذر معقول؛ الأمر الذي يخرج فيه الموقف عن القائمة المتمثلة فيه من حيث القيمة الاجتماعية السلبية في دائرة الانحراف الأخلاقي (1).
وحين أثير النقد القوي ضد هذا التصريح الذي يشمل فاطمة ومريم عليهما السلام وغيرهما، وكتب المرجع الديني الشيخ التبريزي حكمه القاطع ببطلان هذا القول، وقال: (ما يكتب وينشر في إنكار خصوصية خلقها وظلامتها، فهو داخل في كتب الضلال) (2).
أجابه ذلك البعض بقوله:
" إن المقصود من الظروف الطبيعية التي كفلت النمو الروحي والعقلي للسيدة الزهراء (ع) وغيرها من النساء الجليلات هو مثل تربية النبي (ص) للزهراء (ع) وتربية زكريا لمريم (ع).
أما المقصود من عدم وجود عناصر غيبية، فهو أن أخلاقياتها، وعناصر العظمة فيها كانت باختيارها، ولم تكن حاصلة من أمر غيبي غير اختياري.
ولا ينافي ذلك حصول بعض الكرامات لها، وهي ما زالت جنينا في بطن أمها، بنزول الملك عليها. ثم إننا ذكرنا في ختام الحديث الذي ذكره السائل: أن الله أعطى هؤلاء النساء - وكان الحديث عن مريم - لطفا منه، بحيث يرتفع بهن إلى الدرجات العليا. وهذا هو معنى (العصمة)، ولكن السائل حذف ذلك، واقتطع من النص ما يناسب سؤاله " (3).
ونقول:
1 - إن هذا الاعتذار من البعض لا يتلاءم مع قوله: لا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميزة تخرجهن عن مستوى المرأة العادي.