4 - إن هذا البعض نفسه يصرح بوجود ماء دافق للمرأة، فهو يقول في تفسير قوله تعالى: (فلينظر الإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق (يندفع ويسيل بدفع وسرعة، وهو المني. يخرج من بين الصلب والترائب. أي صلب الرجل، وهو عظام ظهره الفقارية، ومن ترائب المرأة، وهي عظام صدرها العلوية.
وفي تفسير قوله تعالى: (خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب (، يقول هذا البعض تحت عنوان: الآية والاكتشافات العلمية، ما يلي:
" وقد تحدث بعض المختصين بأن الاكتشافات العلمية لا توافق أن يكون نشوء هذا الماء الدافق من الصلب في الرجل، والترائب في المرأة، لأن هناك من ينكر وجود مني للمرأة، فضلا عن انطلاقه من ترائبها، وإذا كان المراد بذلك بويضة المرأة التي يفرزها جسدها لتلقحها النطفة، فإن التعبير لا يلائمها - أولا - ثم إن مصدرها ليس الترائب - ثانيا - فكيف نفسر ذلك؟
وإذا كنا لا نملك اختصاصا في هذا المجال، فلا نستطيع أن نخوض في حديث علمي تحليلي لهذا الموضوع سلبا أو إيجابا، ولكننا قد نلاحظ بأن الحديث عن إرادة الماء الممتزج من ماء الرجل والمرأة، من كلمة الماء الدافق، ناشئ من بعض الروايات التي لا تمثل سندا قطعيا، في ما هي الحقيقة الشرعية.
كما أن هذا الكشف العلمي الناشئ من تأملات تجريبية، لا يفيد إلا الظن، فلا يمكن لنا أن نتوقف هنا أو هناك، لنتحفظ في الحقيقة القرآنية التي لا تصدر من تجربة ظنية ، بل هي وحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد يكتشف الإنسان نظرية علمية جديدة تقلب موازين هذا الاكتشاف رأسا على عقب، فتثبت بأن للمرأة ماء كما هو للرجل، كما تتحدث عن مصدره بما لا يتنافى مع القرآن.
ومن المحتمل أن يكون المراد من الماء ماء الرجل الذي يخرج من الصلب والترائب، إذا كانت كلمة الترائب تتسع لعظام الصدر العلوية للرجل، كما هي للمرأة، والظاهر أن الأمر كذلك، ولذا احتاج التخصيص بها إلى الإضافة؛ والله العالم " (1).
5 - إن هذا البعض يقول:
" ليس هناك ماء للمرأة إلا ما يحصل في بداية الشهوة - أما عندما تصل المرأة إلى قمة الشهوة فإنه لا يخرج منها شيء.. "