بها الجبلان من صخر وفخر * أنافا ذا المغيث وذا اللكام وهو الجبل المشرف على أنطاكية والمصيصة وطرسوس وتلك الثغور.
وفيه: برج الرصاص قلعة ولها رساتيق من اعمال حلب قرب أنطاكية وإياها عنى أبو فراس بقوله: وذكر البيت: قال:
وأوردها بطن اللقان وظهره * يطان به القتلى خفاف حواذر في معجم البلدان بالضم ثم التخفيف واخره نون بلد بالروم وراء خرشنة بيومين غزاه سيف الدولة وذكره المتنبي في قوله:
يذري اللقان غبارا في مناخرها * وفي حناجرها من آلس جرع وهذا البيت من اسرافات المتنبي في المبالغة لأنه يقول إن هذه الخيل شربت من آلس وهو بلد بالروم فلم يتعد حناجرها حتى أذرى اللقان الغبار في مناخرها يعني انها سارت من آلس إلى اللقان في مدة هذا مقدارها وبينهما مسافة بعيدة وقد شدده أبو فراس فقال:
وقاد إلى اللقان كل مطهم * له حافر في يابس الصخر حافر اه والموجود في ديوانه ذكر في البيت كما ذكرناه أولا ولا وجود له بالصفة التي نقلها ياقوت في جميع النسخ التي بأيدينا، قال:
اخذن بأنفاس الدمستق وابنه * وعبرن في جيحان من هو عابر وجبن بلاد الروم ستين ليلة * تغادر ملك الروم فيمن تغادر تخر لنا تلك القبائل عنوة * وترمى لنا بالأهل تلك المظاهر قال ابن خالويه: قوله وأوردها بطن اللقان الخ قال أبو فراس:
غزونا مع سيف الدولة وفتحنا حصن العيون سنة 339 وسني إذ ذاك تسع عشرة سنة وأوغلنا في بلاد الروم وفتحنا حصن الصفصاف فقال ابن عمي أبو زهير مهلهل بن نصر بن حمدان في هذه الغزاة أبياتا ذكرت في ترجمته، وأحرقت في هذه الغزاة مدينة خرشنة وصارخة وهزم الدمستق واخذ من بطارقته عدة عديدة اه وفي معجم البلدان: صارخة بعد الراء خاء معجمة بلدة غزاها سيف الدولة في سنة 339 ببلاد الروم فعند ذلك قال المتنبي:
مخلى له المرج منصوبا بصارخة * له المنابر مشهودا بها الجمع قال:
وما زال منا جار خرشنة امرؤ * يراوحها في غارة ويباكر قال ابن خالويه قال أبو فراس غزا عمي قبل سنة 300 فاحرق مدينة خرشنة وصارخة اه.
ولما وردنا الدرب والروم فوقه * وقدر قسطنطين ان ليس صادر ضربنا بها عرض الفرات كأنما * تسير بنا تحت السروج جزائر إلى أن وردنا ارقنين نسوقها * وقد نكلت اعقابنا والمخاصر والهبن لهبي عرقة وملطية * وعاد إلى موزار منهن زائر ومال بها ذات اليمين لمرعش * مجاهيد يتلو الصابر المتصابر فلما رأت جيش الدمستق راجعت * عزائمها واستنهضتها البصائر وما زلن يحملن النفوس على الوجى * إلى أن خضبن بالدماء الاشاعر وابن بقسطنطين وهو مكبل * تحف بطاريق به وزرازر وولى على الرسم الدمستق هاربا * وفي وجهه عذر من السيف عاذر فدى نفسه بابن عليه كنفسه * وللشدة الصماء تقنى الذخائر وقد يقطع العضو النفيس لغيره * وتدفع بالامر الكبير الكبائر في اليتيمة: يقال إن سيف الدولة غزا الروم أربعين غزوة له وعليه فمنها انه أغار على زبطرة وعرقة وملطية ونواحيها فقتل وأحرق وسبا وانثنى قافلا إلى درب موزار فوجد عليه قسطنطين بن فردس الدمستق فأوقع به وقتل صناديد رجاله وعقب إلى بلدانه وقد تراجع من هرب منها فاعظم القتل وأكثر الغنائم وعبر الفرات إلى بلد الروم ولم يفعله أحد قبله حتى أغار على بطن هنزيط فلما رأى فردس بعد مغزاه وخلو بلاد الشام منه غزا نواحي أنطاكية فاسرى سيف الدولة إليه يطوي المراحل لا ينتظر متأخرا ولا يلوي على متقدم حتى عارضه بمرعش فأوقع به وهزمه وقتل رؤوس البطارقة وأسر قسطنطين بن الدمستق وأصابت الدمستق ضربة في وجهه وأكثر الشعراء في هذه الوقعة:
قال ابن خالويه: قوله ولما وردنا الدرب الخ قال أبو فراس: كل موقف لسيف الدولة شريف وهذه الحالة التي أشرحها كالمعجزة وذلك انا سرنا معه إلى ديار مضر لأن قبائل كعب شمخت واستفحل امرها فلما عبرنا الفرات هربوا وأمرني باللحاق بهم وردهم إلى الطاعة ففعلت ذلك واخذت رهائنهم فكتب إلي أبو محمد الكاتب بحضرة سيف الدولة:
أصلحت أمر عقيل * وسست أمر قشير وكنت أيمن خلق * على خلال نمير فلا يزال نزار * ما دمت فيهم بخير وسرنا ففتحنا بلاد الروم وقدمني ففتحت حصن عرقة، وفي معجم البلدان عرقة بكسر أوله وسكون ثانيه مؤنث عرق بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ وعلى جبلها قلعة لها وكان سيف الدولة بن حمدان قد غزاها فقال أبو العباس الصفري شاعره:
أخذت سيوف السبي في عقر دارهم * بسيفك لما قيل قد اخذ الدرب وعرقة قد سقيت سكانها الردى * ببيض خفاف لا تكل ولا تنبو كان المنايا أودعت في جفونها * فارواح من حلت به للردى نهب ثم قال عرقة هكذا وجدته مضبوطا بخط بعض فضلاء حلب في شعر أبي فراس بفتح أوله وقال هي من نواحي الروم غزاها سيف الدولة فقال أبو فراس:
وألهبن لهبي عرقة وملطية * وعاد إلى موزار منهن زائر أقول هذا البيت لا يوجد في نسخ الديوان التي بأيدينا وقد ذكره ياقوت في معجم البلدان في ثلاثة مواضع منه في عرقة وملطية وموزار:
قال: وكذا يروى في شعر المتنبي أيضا، قال:
وأمسى السبايا ينتحبن بعرقة * كان جيوب الثاكلات ذيول قال وموزار بالفتح ثم السكون وزاي واخره راء حصن ببلاد الروم وقد ذكره أبو فراس فقال:
ألهبن لهبي عرقة وملطية * وعاد إلى موزار منهن زائر وقال المتنبي:
وعادت فظنونها بموزار قفلا * وليس لها الا الدخول قفول