علي بن علي العاملي وجد مكتوبا على مجلدين من مجمع البيان: قد دخل في ملكي هذا الكتاب المستطاب بالبيع الصحيح الشرعي وانا أقل عباد الله تعالى علي ابن أحمد بن جعفر العمري لقبا السكيكي الميسي العاملي بلدا سنة 1105 بمحروسة أصفهان.
السيد نور الدين علي أخي صاحب المدارك بن نور الدين علي بن الحسين ابن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي نزيل مكة المكرمة.
ولد بجبع سنة 970 وتوفي بمكة المكرمة لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة سنة 1068 وصلى عليه ولده السيد زين العابدين ودفن بالمعلى، وهو أخو السيد محمد صاحب المدارك لأبيه وأخو الشيخ حسن صاحب المعالم لامه فان والده كان قد تزوج ابنة الشهيد الثاني في حياته فولد له منها صاحب المدارك ثم تزوج أم الشيخ حسن بعد شهادة أبيه التي هي غير أم زوجته فولد له منها صاحب الترجمة، ذكره السيد علي خان في سلافة العصر فقال في حقه طود العلم المنيف، وعضد الدين الحنيف، ومالك أزمة التأليف والتصنيف، الباهر بالرواية والدراية والرافع لخميس المكارم أعظم راية، فضل يعثر في مداه مقتفية ومحل يتمنى البدر لو أشرق فيه وكرم يخجل المزن الهاطل وشيم يتحلى بها جيد الزمن العاطل وصيت حل من حسن السمعة بين السحر والنحر.
فسار مسير الشمس في كل بلدة * وهب هبوب الريح في البر والبحر وكان له في مبدأ امره بالشام مكان لا يكذبه بارق العز إذا شام بين اعزاز وتمكين ومكان في جانب صاحبها مكين ثم قطن مكة شرفها الله وهو كعبتها الثانية يعتقد الحجيج قصده من غفران الخطايا وينشد بحضرته تمام الحج ان تقف المطايا وقد رأيته بها وقد أناف على التسعين والناس تستعين به ولا يستعين والنور يسطع من أسارير جبهته والعز يرتع في ميادين جدهته اه.
وفي أمل الآمل: كان عالما فاضلا أديبا شاعرا منشئا جليل القدر عظيم الشأن قرأ على أبيه وأخويه صاحبي المدارك والمعالم وقد رأيته في بلادنا وحضرت درسه بالشام أياما يسيرة وكنت صغير السن ورأيته بمكة أيضا أياما وكان ساكنا بها أكثر من عشرين سنة ولما مات رثيته بقصيدة تبلغ ستة وسبعين بيتا نظمتها في يوم واحد منها:
لحا الله قلبا لا يذوب لفادح * تكاد له صم الصخور تذوب أقول لو نظمها في حول لما كانت الا على على هذا النول وفي لؤلؤتي البحرين: كان فاضلا محققا مدققا مشارا إليه في وقته توطن بمكة المشرفة وله اجازة للشيخ صالح بن عبد الكريم البحراني تاريخها ثاني عشر ذي القعدة سنة 1055 له شرح المختصر النافع أطال فيه المقال والاستدلال لم يتم. الفوائد المكية في مداحض الخيالات المدنية ردا على الملا محمد امين الاسترآبادي الاخباري صاحب الفوائد المدنية والأنوار البهية في شرح الاثني عشرية في الصلاة للبهائي رسالة في تفسير قوله قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى. غنية المسافر عن النديم والمسامر يشتمل على فوائد واخبار ونوادر وأشعار وتعليقات كثيرة على كتب الفقه والأصول والحديث وأجوبة وسؤالات وغيرها.
وكانت في ذلك العصر الكلمة والغلبة بمكة المكرمة لعلماء الامامية وكانت الإمامة في المسجد الحرام لهم كما يدل عليه كلام ابن حجر في أول صواعقه حيث ذكر انه التمس على أقرائها بمكة حيث إن مجمع الروافض بها، وقال: طهر الله البيت منهم، ويدل عليه أيضا ما في تكملة أمل الآمل من أن عنده نسخة من كتاب المحاسن للبرقي في أحاديث أهل البيت ع بخط الامام بمقام إبراهيم الخليل ع بالمسجد الحرام بمكة المشرفة السيد الشريف عبد الله بن محمد علي الحسيني الطبري فرع من نسخها يوم الأحد المبارك من شهر جمادى الأولى من 1044 من الهجرة النبوية على صاحبها آلاف صلاة وآلاف تحية اه وعن ابن شدقم انه ذكر المترجم وأولاده الخمسة السيد جمال الدين والسيد زين العابدين والسيد علي والسيد حيدر والسيد أبا الحسن اه.
وذكره السيد ضامن بن شدقم المذكور في كتابه وأثنى عليه وقال منشؤه في الشام ثم عطف عنان عزمه إلى البيت الحرام تشرفنا برؤيته مرارا بمكة المكرمة سنة 1068 وله أشعار حسنة منها قوله:
يا من مضوا بفؤادي عندما رحلوا * من بعد ما في سويد القلب قد نزلوا يا من يعذب من تسويفهم كبدي * ما ان يوما لقطع الحبل ان تصلوا جادوا على غيرنا بالوصل متصلا * وفي الزمان علينا مرة بخلوا كيف السبيل إلى من في هواه مضى * عمري وما صدني عن ذكره شغل في أي شرع دماء العاشقين غدت * هدرا وليس لهم ثار إذا قتلوا يا للرجال من البيض الرشاق إما * كفاهم ما الذي بالناس قد فعلوا وله ومادحا بعض الامراء:
سموت علي عالي المجرة رفعة * ودارت على قطبي علاك الكواكب وحزت رهان السبق في حبلة العلى * فأنت لها دون البرية صاحب وجلت بحومات الوغى جول باسل * فردت على اعقابهن الكتائب ببيض المواضي يدرك المرء شاوه * وبالسمران ضاقت تهون المصاعب لاسلافك الغر الكرام قواعد * على مثلها تبنى العلى والمناصب بنو عمكم لما أضاءت مشارق * بكم أشرقت منهم علينا مغارب وفيكم لنا بدر من الغرب طالع * فلا غرو إن كانت لديه العجائب هو الفخر مد الله في الأرض ظله * ولا زال تجلى من سناه الغياهب إلى حلب الشهباء مني بشارة * تعطرها حتى تفوح الجوانب إذا ما مضى من بعد عشر ثلاثة * من الدور فيها تستتم المآرب لقد حدثت عنها أولو العلم مثلها * جرى وانقضت تلك السنون الجواذب بدا سعدها لما علي بدا لها * ويا طالما قد انحست وهو غائب وفوز علي بالعلى فوزها به * فكل إلى كل مضاف مناسب كأني بسيف الدولة اليوم وافد * إليها يلاقي ما جنته الثعالب لقد جادها صوب الحيا بعد محلها * وشرفها من أحكمته التجارب كريم إذا ما امحل الغيث أمطرت * أياديه جودا منه تصفو المشارب أريب أديب لو تصور لفظه * أصابته عقدا للنحور الكواعب مدحتكم والمدح فيكم تجارة * بها تثمر النعمى وتغلو المكاسب إلى باب علياكم شددت ركائبي * ويا طالما شدت إليه الركائب بها الفضل منشود بها الجود وافد * بها فتح من سدت عليه المذاهب ووجد على جامع في جبع ما صورته.
قد وفق الله لهذا إلينا * ولم يكن في الوسع تيسيره فهو بحمد الله قد تم في * أحسن ما قد كان تصويره