فيما ذكره الزجاجي لان المرزبان كان قد ابتنى به قصرا وخرب بعده فلما نزل المسلمون البصرة ابتنوا عنده أبنية وسموها الخريبة وقيل بنيت البصرة إلى جانب مدينة عتيقة من مدن الفرس خربها المثنى بشن الغارات عليها فلما قدم العرب البصرة سموها الخريبة وفيها كانت وقعة الجمل ولذلك قال بعضهم:
اني أدين بكما دان الوصي به * يوم الخريبة من قتل المحلينا ووجدت في مسودة هذا الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته انه نسبة إلى الخريبة كجنينة موضع بالبصرة يسمى البصيرة الصغرى وفي انساب السمعاني الخريبة محلة مشهورة بالبصرة اه ويوجد في بعض النسخ الجزيني نسبة إلى جزين بجيم وزاي بوزن سكين قرية في جبل عامل وقيل اسم لموضعين قرية كبيرة قرب أصفهان واخرى في جبل عامل وفي بعضها الجريني بجيم وراء نسبة إلى جرين كحسين موضع بنجد وفي بعضها الحزيبي بحاء مهملة وزاي كما قيل وكل ذلك تصحيف والصواب الخريبي بالخاء المعجمة والراء.
وعلى احتمال انه من جزين جبل عامل وصفه في أمل الآمل بالعاملي الجزيني ثم قال: الذي وجدناه الجزيني بالزاي وجزين قرية من جبل عامل وفي بعض النسخ بالراء لا بالزاي فلا يعلم من تلك القرية حينئذ ثم قال كان فاضلا شاعرا أديبا قال: وذكر أحمد بن محمد بن عياش في كتاب مقتضب الأثر في امامة الأئمة الاثني عشر ع انه كان منقطعا إلى الرضا ع وانه رثاه وقال يخاطب ابنه وذكر له بعض الأبيات الآتية.
أقول في مقتضب الأثر لابن عياش عن عبد الله بن محمد المسعودي عن المغيرة بن محمد المهلبي قال أنشدني عبد الله بن أيوب الخريبي الشاعر وكان انقطاعه إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا يخاطب ابنه أبا جعفر محمد بن علي بعد وفاة أبيه الرضا ع:
يا ابن الذبيح ويا ابن أعراق الثرى * طابت أرومته وطاب عروقا يا ابن الوصي وصي أكرم مرسل * أعني النبي الصادق المصدوقا يا أيها الجبل المتين متى أعذ * يوما بعقوته أجده وثيقا انا عائذ بك في القيامة لائذ * ابغي لديك من النجاة طريقا لا يسبقني في شفاعتكم غدا * أحد فلست بحبكم مسبوقا يا ابن الثمانية الأئمة غربوا * وأبا الثلاثة شرقوا تشريقا ان المشارق والمغارب أنتم * جاء الكتاب بذلكم تصديقا وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت ع فقال: أبو محمد عبد الله بن أيوب الخريبي كان انقطاعه إلى الرضا ع.
عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي شهد مع علي ع الجمل وصفين وقتل بصفين.
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين انه لما عزم أمير المؤمنين ع على المسير إلى صفين قام عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي فقال يا أمير المؤمنين ان القوم لو كانوا يريدون الله أو لله يعملون ما خالفونا ولكن القوم انما يقاتلون فرارا من الأسوة وحبا للأثرة وضنا بسلطانهم وكرها لفراق دنياهم التي في أيديهم وعلى أحن في أنفسهم وعداوة يجدونها في صدورهم لوقائع أوقعتها يا أمير المؤمنين بهم قديمة قتلت فيها آباءهم وإخوانهم ثم التفت إلى الناس فقال: فكيف يبايع معاوية عليا وقد قتل أخاه حنظلة وخاله الوليد وجده عتبة في موقف واحد والله ما أظن أن يفعلوا ولن يستقيموا لكم دون ان تقصد فيهم المران وتقطع على هامهم السيوف وتنثر حواجبهم بعمد الحديد وتكون أمور جمة بين الفريقين وقال نصر أيضا ان عبد الله بن بديل كان على ميمنة أمير المؤمنين ع يوم صفين فقام في أصحابه فقال: ان معاوية ادعى ما ليس له ونازع الامر أهله ومن ليس مثله وجادل بالباطل ليدحض به الحق وصال عليكم بالاعراب والأحزاب وزين لهم الضلال وزرع في قلوبهم حب الفتنة ولبس عليهم الامر وزادهم رجسا إلى رجسهم وأنتم والله على نور من ربكم وبرهان مبين قاتلوا الطغام الجفاة ولا تخشونهم وكيف وفي أيديكم كتاب من ربكم طاهر مبرور قوله أ تخشونهم فالله أحق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين وقد قاتلتهم مع النبي ص والله ما هم في هذه بأزكى ولا اتقى ولا أبر قوموا إلى عدو الله وعدوكم. وروى نصر بسنده عن الشعبي ان عبد الله بن بديل الخزاعي كان مع علي بصفين يوم السابع من صفر سنة 39 وعليه سيفان ودرعان فجعل يضرب الناس بسيفه قدما وهو يقول:
لم يبق الا الصبر والتوكل * واخذك الترس وسيفا مصقل ثم التمشي في الرعيل الأول * مشي الجمال في حياض المنهل والله يقضي ما يشاء ويفعل فلم يزل يضرب بسيفه حتى انتهى إلى معاوية فأزله عن موقفه ومع معاوية عبد الله بن عامر واقفا فاقبل أصحاب معاوية على عبد الله بن بديل يرضخونه بالصخر حتى اثخنوه. وقتل الرجل واقبل إليه معاوية وعبد الله بن عامر فاما عبد الله بن عامر فالقى عمامته على وجهه وترحم عليه وكان له أخا وصديقا فقال معاوية: اكشف عن وجهه فقال عبد الله: والله لا يمثل به وفي الروح فقال معاوية: اكشف عن وجهه فقد وهبته لك فكشف عن وجهه فقال معاوية: هذا كبش القوم ورب الكعبة اللهم اظفرني بالأشتر النخعي والأشعث الكندي والله ما مثل هذا الا كما قال الشاعر.
أخو الحرب ان عضت به الحرب عضها * وان شمرت عن ساقها الحرب شمرا ويحمي إذا ما الموت كان لقاؤه * لدى الشر يحمي الأنف ان يتأخرا كليث هزبر كان يحمي ذماره * رمته المنايا قصدها فتقطرا مع أن نساء خزاعة لو قدرت على أن تقاتلني فضلا عن رجالها لفعلت. وقال عبد الله بن بديل يوم الجمل:
يا قوم للخطة العظمى التي حدثت * حرب الوصي وما للحرب من آسي الفاصل الحكم بالتقوى إذا ضربت * تلك القبائل أخماسا لأسداس الاخوان أبو عتاب عبد الله والحسين ابنا بسطام بن سابور الزيات جمعا كتاب طب الأئمة في الأخبار الواردة عنهم ع في منافع الأطعمة والأشربة ومضارها والأعواد والرقى لدفع الأمراض والبلاء وفي أوله: وبعد فهذا كتاب يشتمل على طب أهل البيت ع حدثنا أبو عتاب والحسين ابنا بسطام قالا حدثنا محمد بن خلف بقزوين وكان