ما زلتم في الحياة بينهم * بين قتيل وبين مستلب انا إلى الله راجعون على * سهو الليالي وغفلة النوب غدا علي ورب منقلب * أشأم قد عاد غير منقلب فاغتره السيف وهو خادمه * متى يهب في الوغى به يجب اودى ولو مد عينه أسد الغاب * لباخ السرحان من هرب يا طول حزني ولوعتي وتبار * يحي ويا حسرتي ويا كربي لهول يوم تقلص العلم والد * ين فغراهما عن السلب يوم أصاب الضحى بظلمته * وقنع الشمس من دجى الغهب وغادر المعولات من هاشم الخير * حيارى مهتوكة الحجب تمري عيونا على أبي حسن * مخفوقة بالكلوم والندب تعمر ربع الهموم أعينها * بالدمع حزنا لربعها الخرب تئن والنفس تستدير بها * رحى من الموت مره القطب لهفي لذاك الرواء أم ذلك المر * أي وتلك الأبناء والخطب يا سيد الأوصياء والعالي لحجة * والمرتضى وذا الرتب ان يسر جيش الهموم منك إلى * شمس منى والمقام والحجب فربما تقعص الكماة بأقدامك * قعصا يجثي على الركب ورب مقورة ما ململمة * في عارض للحمام منسكب فللت ارجاءها وجحفلها * بذي صقال كوامض الشهب أو أسمر الصدر أصفر أزرق الراء * س وإن كان احمر الحلب اودى علي صلى على روحه * الله صلاة طويلة الدأب وكل نفس لحينها سبب * يسري إليها كهيئة اللعب والناس بالغيب يرجمون وما * خلتهم يرجمون عن كثب وفي غد فاعلمن لقاؤهم * فإنهم يرقبون فارتقب ولما توجه أبو نواس إلى مصر لمدح الخصيب مر بحمص وقصد دار ديك الجن فلم يحب لقاءه فقالت الجارية ليس هنا، فقال لها أبو نواس قولي له فليخرج فقد فتن أهل العراق بهذا البيت:
موردة من كف ظبي كأنما * تناولها من خده فأدارها وقال وقد ندم على قتل جاريته:
جاءت تزور فراشي بعد ما قبرت * فظلت الثم نحرا زانه العود وقلت قرة عين قد بعثت لنا * فكيف ذا وطريق القبر مسدود قالت هناك عظامي فيه مودعة * تعيث فيه بنات الأرض والدود وهذه الروح قد جاءتك زائرة * هذي زيارة من في الأرض ملحود وله:
ما الذنب الا لجدي حين ورثني * علما وورثه من قبل ذاك أبي فالحمد لله حمدا لا نفاد له * ما المرء الا بما يحوي من النسب وله:
ولا تنظرن الدهر يوما إلى غد * ومن لغد من حادث بأمان وله:
أ وما ترى طمري بينهما * رجل ألح بهزله الجد فالسيف يقطع وهو ذو صدا * والنصل يفري الهام لا الغمد هل تنفعن السيف حليته * يوم الجلاد إذا نبا الحد وله:
ومجزولة إما ملاث ازارها * فدعص واما قدها فقضيب لها القمر الساري شقيق وانها * لتطلع أحيانا له فيغيب أقول لها والليل مرخ سدوله * وغصن الهوى غض الشباب رطيب ونحن به فردان في ثني مئزر * بك العيش يا زين النساء يطيب لأنت المنى يا زين كل مليحة * واتت الهوى أدعى له فأجيب وله:
أ يا قمرا تبسم عن أقاح * ويا غصنا يميل مع الرياح جبينك والمقلد والثنايا * صباح في صباح في صباح وقال أبو تمام:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى * ما الحب الا للحبيب الأول كم منزل في الأرض يألفه الفتى * وحنينه ابدا لأول منزل ولديك الجن في عكس ذلك:
نقل فؤادك حيث شئت فلن ترى * كهوى جديد أو كوصل مقبل ما لي أحن إلى خراب مقفر * درست معالمه كان لم يؤهل وقال محمد الدش:
وليس من شك في أن إقامة عبد السلام الدائمة في الشام حرمته من الشهرة كما حرمت شعره من الذيوع والشيوع بين الناس، اي ان انحصار هذه الإقامة وحبسه نفسه في هذا الإقليم كان سببا مهما في ضيق المجال الذي ذهب فيه ذكره وشعره. وفي قلة الفنون والاغراض التي تناولها هذا الشعر، كما كان سببا في توفير خصائص معينة وسمات خاصة له في المعنى والمبنى يمكن ان توصف عامة بالشامية. وعلى الرغم من أن القليل من شعره الذي بين أيدينا يدلنا على شعره جيد، كما أن الرواة، والنقاد يرون فيما كتبوه عنه انه شاعر مجيد، فان شعره لم يحظ بالبقاء، ولم يصل إلينا منه الا النزر القليل، فكانه هو وشعره، كانا غريبين في ذلك العصر، وظلا غريبين في ذلك العصر، وفي كتب الأدب والتاريخ التي أرخت للشعراء وجمعت شعرهم، وأغلب الظن انه سيظل غريبا على قراء العربية غير المتخصصين.
ومن وجوه الغرابة في حياته وشعره ان هذا الشعر، كما ذكرته لم تتعدد له الأغراض ولم تتنوع به طرائق الإنشاء، لأننا نعرف ان معظم شعره اقتصر سوى بعض المدائح على فنين من فنون الشعر هما الغزل والرثاء، والكثرة للرثاء.
وهذا الرثاء يصور الفاجعة أو المأساة في حياة ديك الجن.
السيد عبد السلام ابن السيد زين العابدين بن السيد عباس صاحب نزهة الجليس بن علي بن نور الدين علي أخي صاحب المدارك ابن علي بن الحسين بن أبي الحسن الحسيني الموسوي العاملي.
ولد في حدود سنة 1179 قال الشيخ علي سبيتي فيما حكي عن كتابه الجوهر المجرد في شرح قصيدة علي بك الأسعد: كان من الفقهاء والمحدثين شافهني بذلك حفيده المؤرخ الثقة السيد عباس بن عيسى بن عبد السلام عن أبيه السيد عيسى