محمد بن معد في تلك الأيام ذا منزلة ومكانة من الناصر ووزيره العلقمي فكتب إليه شمس الدين بن المختار يستنجده ويسأله التوصل في الافراج عنه قصيدة من جملتها:
يا قادرين على الاحسان ما لكم * من غير جرم عدتنا منكم النعم ما لي أذاد كما ذيدت محلأة * عن وردها ولديكم مورد شبم قوام الدين أبو الفرج علي بن عمر بن محمد بن فارس يعرف بابن الحداد ابن معين الأنباري ناظر الحلة.
رأيت ذكره في مشيخة نجيب الدين ابن أبي الحسن علي بن علي بن منصور الحائري الخازن وقد ذكر قوام الدين وشكره ووصفه بالفضل والعلم والمعرفة وقال كان كاتبا سديدا ورتب ناظرا بالبلاد الحلية روى عنه محمد بن جعفر بن عليل وطالعت كتاب الروض الناضر في اخبار الامام الناصر وقال لم يزل على عمله إلى أن توفي سنة 610 وله شعر وله كتاب نخبة الانتقاد (1) الشيخ علي بن فضل بن هيكل الحلي.
كان تلميذ ابن فهد، له مجموعة الأدعية والأوراد والختوم. وجد بخطه رسالة في واجبات الصلوات لفخر المحققين.
السيد علي الحائري ابن السيد أبي القاسم المفسر اللاهوري.
من العلماء المعاصرين سكن في لاهور من مدن باكستان ورأس فيها.
من مؤلفاته المجلد الرابع عشر من تفسير لوامع التنزيل لوالده وغاية المقصود في أحوال الامام الموعود وغير ذلك.
القاضي علي ابن القاضي أبي علي المحسن ابن القاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم القحطاني التنوخي البصري ثم البغدادي.
صاحب كتاب الطوالات وولد صاحب كتاب الفرج بعد الشدة ولد في شعبان سنة 356 بالبصرة وتوفي في أول المحرم سنة 447 وسمع لما كملت له خمسة أعوام من علي بن محمد بن سعيد الرزان وغيره قال الخطيب: كان متحفظا في الشهادة عند الحكام صدوقا في الحديث تقلد قضاء المدائن وقرميسين والبردان.
قال أبو الفضل بن خيرون قيل كان رأيه الرفض والاعتزال. قال شجاع الذهلي كان يتشيع ويذهب إلى الاعتزال قال شيخنا شمس الدين رحمه الله كان زيديا وهو في الأستاذ على الرشد بالله في أوساط رجال الزيدية وكان التشيع دينه ودين أبيه وجده، وجده علي بن محمد الأكبر هو صاحب القصيدة البائية المشهورة في الذب عن أهل البيت ع مجيبا لقصيدة ابن المعتز وقد ذكرناها في ترجمته، كذا في كتاب مطلع البدور ومجمع البحور في علماء الزيدية رأينا منه الجزء الثالث والرابع في مكتبة السيد هبة الدين الشهرستاني في بغداد وتاريخ كتابته سنة 1180.
وفي الرياض: الفاضل العالم الجليل الشاعر الأديب المعروف بالقاضي التنوخي كان من أصحاب المرتضى وأبي العلاء المعري بل تلميذهما والراوي عنهما وينقل عنه الخطيب البغدادي بل التبريزي أيضا وهو من أولاد يشجب بن يعرب بن قحطان وكان هذا القاضي وأبوه صاحب كتاب الفرج بعد الشدة وجده الاعلى وعمه القاضي أحمد بن محمد بن أبي الفهم وسائر سلسلته وأقربائه بل أكثر التنوخيين من أهل بيت العلم والفضل وهذا القاضي وسائر هذه السلسلة قد عدهم أكثر العامة من علمائهم في كتبهم وبعض الخاصة عد خصوص هذا القاضي من علماء الشيعة كما يظهر من فحاوى بعض إجازات أصحابنا، وفي مجالس المؤمنين صرح بأنه من علماء الشيعة بل جعل والده وجده أيضا من علماء الإمامية وكذا يظهر من تاريخ ابن كثير الشامي لكن جعل صاحب الجواهر المضية في طبقات الحنفية هذا القاضي من الحنفية كما أن سائر سلسلته كذلك وقال إنهم أهل بيت علماء فضلاء، قال وكان بينه وبين الخطيب أبي زكريا التبريزي مؤانسة واتحاد اه وابن طاوس في أول الطرائف قال صنف القاضي أبو القاسم علي بن الحسن بن علي التنوخي وهو من أعيان رجالهم يعني العامة كتابا سماه ذكر الروايات عن النبي ص أنه قال لأمير المؤمنين ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي وبيان طرقها واختلاف وجوهها رأيت نسخة من هذا الكتاب نحو ثلاثين ورقة عتيقة عليها رواية تاريخ الرواية سنة 445 اه وأوردناه في كتابنا لظهور انه من علماء الشيعة ويؤيده ان ابن شهرآشوب عد في معالم العلماء القاضي أبا القاسم بن محمد التنوخي من الشعراء المجاهرين بمدح أهل البيت ع ويحتمل ان يريد به جده فيكون أيضا شيعيا أو اراده هو وحذف بعض الأسامي من نسبه اختصارا كما هو شائع وهذا القاضي هو الذي نقل ان كتب المرتضى كانت ثمانين ألف مجلد سوى ما اخذه الامراء ونحو ذلك من أحوال المرتضى، ورأيت في مجموعة بخط الشيخ محمد بن علي بن الحسن الجباعي العاملي جد البهائي وتلميذ ابن فهد الحلي نقل فيها أبياتا للقاضي التنوخي هذا في مدح أمير المؤمنين ع والسبطين ع تدل على تشيعه. وفي مجالس المؤمنين ان القاضي أبا القاسم علي ابن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي هو ولد القاضي أبي علي المحسن وقال ابن كثير الشامي في تاريخه انه كان من أعيان فضلاء العصر ولد بالبصرة سنة خمس وستين وثلاثمائة وسمع الحديث سنة سبعين وثلاث مائة وقبلت شهادته عند الحكام في حداثته وتولى القضاء بالمداين وغيرها وكان صدوقا محتاطا الا انه كان يميل إلى الاعتزال والرفض وقال ابن خلكان انه كان مصاحبا لأبي العلاء المعري وكان يحفظ شعرا كثيرا وهم قد كانوا أهل بيت كبير كلهم أدباء فضلاء ظرفاء.
ملا علي القزويني القاربوزآبادي.
وقاربوزآباد قرية من نواحي قزوين ولد المترجم بها في سنة 1209 ه وقرأ في أوائل امره على علماء قزوين ثم هاجر إلى أصبهان وتلمذ على جماعة من أساتذتها منهم المرحوم الشيخ محمد تقي الأصبهاني صاحب بداية المسترشدين واجازه ثم عاد إلى بلده ولقي والمولى عبد الكريم الإيرواني المعروف بالتبحر في علم الأصول فحضر عليه أيضا مدة متمادية حتى صار مجازا عنه وصرح مصوبا علميته بعده وهاجر إلى زنجان وتوقف بها وتوطن هناك مشتغلا بتعليم الاحكام وارشاد الناس والتدريس والتصنيف والقضاء وعظم صيته وكبرت رياسته ورجع إلى العمل بفتاويه جماعات كثيرة من أهالي بلاد أذربايجان والقفقاز وهمدان وقزوين وزنجان.