شقت لأجل رحيلك الأكباد * ووهت لعظم مصابك الأطواد وتعطل الوادي فلا لنسيمه * أرج ولا لظلاله استمداد وأنشدني بعض الأرامنة له:
أهيل الحمى رقوا لحالي والشكوى * فان فؤادي للصبابة لا يقوى وقلبي وطرفي في اشتغال فواحد * سفوح وذا من نار جمرته يكوى وصبري عزيز عن لقاء أحبتي * وعيشهم لا أضمرت نفسي السلوى أقول وقد لاحت بروق على قبا * وعنق اشتياقي عن رفاقي لا يلوى وحادي المطايا بالركائب قد حدا * بسفح اللوى وهنا يرنم بالشكوى أأحبابنا بالبيت بالركن بالصفا * بزمزم داووا ما بقلبي من البلوى السيد مير علي الكبير ابن السيد منصور ابن السيد محمد أبي المعالي ابن السيد احمد الحسيني الكارزاني الأصل الحائري المولد والمسكن والمدفن.
توفي في كربلاء سنة 1207 ودفن عند أبيه السيد منصور بين منارة العبد والرواق الشريف وهو غير السيد مير علي الصغير صاحب الرياض وإن كان كل منهما ابن أخت الآغا البهبهاني لكن الثاني حسني طباطبائي والأول حسيني. ذكره الآغا احمد سبط الآغا البهبهاني في رسالته جهان نما وأثنى عليه ووصفه بغاية التقدس والصلاح رئي له عدة تصانيف لم تخرج إلى المبيضة لم يمكث بعد خاله الآغا البهبهاني الا قليلا فلذا لم يشتهر اسمه واشتهر اسم صاحب الرياض لمكثه كثيرا بعد خاله، هكذا يقال والله أعلم بحقيقة الحال.
ويحكى ان كلا من الكبير والصغير وهما ابنا الخالة كانا في غاية الفاقة فقال الكبير للصغير هل لك في أن نسافر إلى الهند فاجابه اني أرجو أن يأتيني الهند قبل أن آتيه فقال له الكبير إذن فاخلفني في أهلي ثم سافر إلى الهند سنة 1204 في عهد أحد ملوكها النواب آصف الدولة بهادر بن شجاع الدولة بن صفندر جنك فأكرمه وعظمه وأعطاه لكا من الروبيات مائة ألف روبية وعين جملة من الأموال لحفر نهر كبير من الفرات إلى النجف فلما رجع السيد باشر بحفره إلى الكوفة فوفق لذلك وصار نهرا عظيما يسمى بالهندية وتاريخ حفره موافق لمادة صدقة جارية 1208 وهذا بناء على حساب الهائين تائين وهو خلاف المتعارف من حساب الحرف كما يكتب ومنها مبلغ خطير لشراء جملة من الدور في الحائر الحسيني ووقفها على أهل العلم والسادة والاشراف وإلى هذا العصر بعضها كذلك عدا ما بيع منها على اختلاف الأيدي وتعاقب السنين ومنها بناء سور على مدينة كربلاء وهو السور الباقي بعضه إلى اليوم.
وروى كاتب في مجلة المرشد البغدادية وفاته كما يلي:
توفي بعد عودته من الهند بأشهر على اثر افتجاعه بغرق أكبر أنجاله السيد محمد في بحر الهند، واليك فاجعة الغريق التي أشار إليها آقا أحمد بن المؤسس البهبهاني: لما عزم السيد الأمير على الرجوع إلى وطنه العراق واجتمع لديه من عطايا ملك الهند وهدايا أمرائها مال عظيم رأى أن يرسل الهدايا والعطايا مع ولده السيد محمد في سفينة خاصة وكانت السفن الشراعية هي النقلية الوحيدة يومئذ في الخليج ما بين كراتشي والبصرة وفي أثناء الطريق صادف السيد محمد زوابع بحرية وطوفانا شديدا أدى بالسفينة إلى الغرق بما فيها من النفوس والنفائس وكان قد تخلف السيد الأمير عن ولده في الهند ينتظر صدور الأوامر الملكية بشأن وعوده الثلاثة فلما قضى منه وطره سافر إلى البصرة وفيها أخبر بغرق ولده وغرق السفينة بما فيها ومن فيها فأصيب من يومه بمرض قلبي قضى عليه قبل أن يقضي ما عليه فاوصى إلى سميه وابن خالته الأمير السيد علي الصغير ليخلفه في انجاز المشاريع الثلاثة: السور والدور والنهر.
الحاج علي المنكري العاملي الكوثراني.
كان من المناكرة أحد امراء جبال عاملة من العائلات الثلاث:
المناكرة والصعبية وآل علي الصغير والمناكرة أصلهم أهل علم ثم صاروا حكاما والصعبية أصلهم أكراد وآل علي الصغير أصلهم من عرب السوالمة.
في تاريخ الشيخ أحمد بن محمد بن خالد الصفدي المعروف بتاريخ الخالدي الذي هو تاريخ الأمير فخر الدين بن قرقماس المعني الثاني من سنة 1021 إلى سنة 1043 ان الأمير فخر الدين المعني الثاني بينما كان قادما من طبرية هاربا من عسكر أحمد باشا الحافظ والي الشام ونازلا تحت قلعة الشقيف 1022 جاء إليه أناس واشتكوا من أولاد علي مشايخ قرية الكوثرية المناكرة بان أتباعهم سلبوا أناسا وشرعوا يخربون في البلاد ويشوشون على الرعية ويظهر ان جبل عامل كان في ذلك الوقت تابعا لحاكم صفد وداخلا تحت حكم فخر الدين فركب عليهم بخيله ورجله فما وجدهم بالقرية بل كانوا غائبين في جمعية مشايخ بني متوالي وصار كبيرهم الحاج علي وأخوه ناصر الدين أبناء منكر فنهب جميع أرزاقهم التي وجدت لهم في بلدهم قرية الكوثرية المذكورة وأخذ ما لكل واحد منهم من الدواب وغيرها ليتأدب غيرهم وعاد إلى خيامه تحت قلعة الشقيف.
الشيخ علي ابن الشيخ مهدي ابن الشيخ علي شمس الدين.
توفي سنة 1373 في قرية مجدل سلم من جبل عامل عن سن عالية.
فاضل، شاعر من أبرز شعراء جبل عامل في عصره، أديب ظريف ذو نكتة وفكاهة ومرح، كان فترة من الوقت قاضيا شرعيا في صور ثم في جديدة مرجعيون، وفي أواخر أيامه كف بصره (1).
شعره من شعره ما أرسله إلى المؤلف:
ان فاتني شرف المثول امام من * هو في الحقيقة كعبة الاسلام ما فاتني شرف الولاء لمن له * نفس أحلته أجل مقام ولو استطعت نزول حي ضمه * للثمت منه مواطئ الاقدام وقال:
سمعنا زئير أسود الشري * وقد بارحت غيلها للكفاح فردت إلى الناس أرواحها * وقالت لقد جاء دور الصلاح ودبت بأقذاذنا نخوة * غنينا بها عن صليل الرماح فيا هل ترى والليالي حبا * لي نرى بعض بارقة من نجاح ونمشي إلى النجح في موكب * يقول لغاصبنا لا براح ونستعمل الحزم إذ عله * يضمد ما بالحشا من جراح عرفنا الزمان وأبناءه * وأفعال أهل الوجوه الوقاح ومرت علينا السنون الطوال * نقاسي العنا في الحمى المستباح