وكعبة فضل تحط الرحال * بساحتها خلفا عن سلف فيا معشرا كلهم عاكف * على الفضل من بحره يغترف لأنتم نجوم سماء الهدى * دياجي الخطوب بكم تنكشف وقال يرثي ابن عمه الشيخ عبد الكريم:
عليك دما قد أرسلت عبراتها * شؤني عسى يطفي البكا حسراتها وهيهات ما ارسالها الدمع نافع * وبالأمس قد واروا جلاء قذاتها وقفت برسم الدار وقفة منكر * معارفها والحزن عم جهاتها وقفت ولي بين الجوانح زفرة * تجف مياه الأرض من لفحاتها وقفت ونار الوجد تسعر بالحشا * ولي أضلع لفت على جمراتها وعهدي بها تزهو سرورا وبهجة * وتأوي إليها الناس في معضلاتها ولو نطقت قالت بمن أزدهي وقد * رمت واحد الأيام في مردياتها فلهفي على فتيانها كيف وجدهم * عليه ووا لهفي على فتياتها ويا وحشة الدنيا وكانت أنيسة * ويا بؤس ما فيها وبؤس حياتها لقد فقدت منه الورى بدر هديها * وملجا عانيها وغيث عفاتها له ذات قدس عز في الناس مثلها * بنفسي ما أحلى وأعلى صفاتها إباء تقى زهدا عفافا ونائلا * وعلما وحلما ذاك بعض سماتها أبا محسن تفديك نفسي وأ نفس * ترى موتها أحرى بها من حياتها أ يهدأ قلبي ساعة من وجيبه * أ تالف اجفاني لذيذ سناتها وقد ضاقت الأرض الفضاء برحبها * على فما انفك رهن فلاتها بآية كف استجن واتقي الخطوب * إذا ما أقبلت بهناتها ومن ذا الذي ان ساورتني نكبة * من الدهر يوما كنت لي من وقاتها ومن لندوب في حشاي ممضة * عزيزة برء كنت لي من أساتها أتيت فألفيت الأنام بغمرة * من الجهل حيري في دجى ظلماتها تتيه فلا تدري الطريق إلى الهدى * وتخبط لا تدري سبيل نجاتها فأنقذتها من غمرة الغي والعمى * سريعا وقومت إعوجاج قناتها فكم شبه أوضحت كانت مزلة * فرحت مقيلا من أذى عثراتها وكم السن أخرستها بعد نطقها * وكم أرجل قصرت من خطواتها مضيت نقي الثوب غير مدنس * بشئ من الدنيا ولا تبعاتها رضيت بنزر العيش فيها قناعة * وبالغت بالاعراض عن طيباتها لقد كنت لا تأسو على فائت بها * ولا فرحا منها بأسنى هباتها ليهنك يا عبد الكريم نعيمها * بجنات عدن تجتني ثمراتها الشيخ علي عز الدين ابن الحاج كاظم ابن الحسن بن إبراهيم (1).
كان فاضلا أديبا شاعرا ولد في دير قانون النهر سنة 1281 وقرأ القرآن على الشيخ طالب مغنية ثم انتقل إلى حناوية فدرس النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والفقه والأصول على الشيخ إبراهيم عز الدين كما درس في حناوية الطب القديم على السيد محمد آل إبراهيم وألف فيه رسالة جاء بخطه في أولها: وبعد فهذا مختصر يشتمل على زبدة ما يجب استحضاره من صناعة الطب انتخبته من كتب المتقدمين ورتبته على عشر مقالات الأولى في الأمور الطبيعية وهي مشتملة على فصول الفصل الأول في الأركان والأمزجة ثم انتقل من حناوية إلى بلده دير قانون النهر.
شعره قال من قصيدة:
شبوب لا تجارى في سباق * وإن كان السباق مع الطيور ومقربة تقرب لي مرادي * وتبعدني عن الخطر الخطير تمانع غير فارسها ركابا * وتجنح نحوه ميل السمير هي الشهباء فارية الفيافي * بعزم ثاقب صلد الصخور شبوب بي إلى العليا كأني * علوت بها على هام الأثير ولي أمل أجوب بها الفيافي * إلى ارض الغري حمى الأمير من انتشأت له الأملاك طرا * أمير المؤمنين أبو شبير مغيث الخلق غيث الجود مولى * شفيع العالمين من السعير عليه ما همى غيث بأرض * سلام الدائم الحي القدير وله:
أ شذاك أم عرف الخزامي ينفح * وبريق ثغرك أم بروق تلمح ومعاطف من لين قدك تنثني * أم تلك أغصان القسي ترنح ونبال راء ما رمين حشاشتي * أم سهم لحظك في فؤادي يجرح يا ريم هل لي من رضا بك نهلة * أو زورة أو طيف شخصك يسنح بالله صل صبا بحبك مغرما * بفؤاده داعي هواك مبرح لم يبق حبك من فؤادي موضعا * الا وفيه للصبابة مطرح فعلا م حرمت الوصال ولم أكن * اجني عليك ولم أطع من ينصح وله:
وانظري النهر وتجعيد الرياح * ماءه الصافي بعين صافيه جنة تجري بها الأنهار في * حيث لا تسمع فيها لاغيه فارقصي تيها وميسي طربا * وأصغى للأطيار أذنا واعيه واسمعي تغريدها فوق الغصون * بلبل شادي وقمري صافر تشكر الصانع في تغريدها * وغناها لذة للسامعين وانظري الشمس تجلت في السما * وتراءت لعيون الناظرين سنة الله بكل كوكب * فلم عنا سناك تحجبين؟
وله:
ما بين رملة عالج وزرود * وتلال رامة والنقى الصيخود قلبي أصيب بأسهم مطرورة * من قوس لحظ فاتر وخدود عجبا لظبي يشتكي ضعف الحشا * ويصيد أفئدة الليوث الصيد إلى أن يقول:
أيام كنت من الشباب مجللا * بمناقبي وعلي فضل برود حتى بدا فجر المشيب مشعشعا * في عارضي ولمتي ووريدي ان المشيب لهيبة وجلالة * وسناء فضل طارف وتليد وله قصيدة يهنئ بها أخاه الشيخ كاظم عند قدومه من الحج:
سل سرحة الوادي واثل الريف * بين المحصب من منى والخيف هل جاز في تلعاتها متروحا * من عالج رهط الظباء الهيف؟
سرب على غدران رامة وارد * اوفى يريث الخطو غير مخوف اهوى على ورد الغدير وللصبا * بين الغصون تحرش بوزيف فأحس من ذاك الحفيف بنباة * بثته بين تناؤف وشعوف فانحار ثمة نافرا متلفتا * وجلا بقلب ذي جوى ووجيف