ولم أحجموا يوم سلع وقد * ثبت لعمرو ولم أسلموك ولم نكصوا بحنين وقد * صككت بنفسك جيشا صكوك فأنت المقدم في كل ذاك * فيا ليت شعري لم اخروك وله:
يا آل ياسين من يحبكم * بغير شك لنفسه نصحا أنتم رشاد من الضلال كما * كل فساد بحبكم صلحا وكل مستحسن لغيركم * ان قيس يوما بفضلكم قبحا علي بن عبد الله الخوافي في انساب السمعاني: الخوافي بفتح الخاء المعجمة وفي آخرها الفاء وبعد الواو الألف، هذه النسبة إلى خواف وهي ناحية من نواحي نيسابور كثيرة القرى والخضرة وهي متصلة بحدود الزوزون منها جماعة من العلماء والمحدثين. أورد الصدوق في العيون هذه المرثية له في الرضا ع واقتصر على الأبيات الخمسة الأول ورواها ابن عياش في مقتضب الأثر عن علي ابن هارون المنجم عن الخوافي وزاد فيها الأبيات الأربعة الأخيرة:
يا ارض طوس سقاك الله رحمته * ما ذا حويت من الخيرات يا طوس طابت بقاعك في الدنيا وطيبها * شخص ثوى بسنا آباد مرموس شخص عزيز على الاسلام مصرعه * في رحمة الله مغمور ومغموس يا قبره أنت قبر قد تضمنه * حلم وعلم وتطهير وتقديس فخرا فإنك مغبوط بجثته * وبالملائكة الأبرار محروس في كل عصر لنا منكم امام هدى * فربعه آهل منكم ومأنوس أمست نجوم سماء الدين آفلة * وظل أسد الشري قد ضمها الخيس غابت ثمانية منكم وأربعة * ترجى مطالعها ما حنت العيس حتى متى يظهر الحق المنير بكم * والحق في غيركم داح ومطموس الشيخ مجد الدين علي بن عبد الله بن محمد بن الهيصم الهروي.
كان عالما فاضلا مؤلفا أديبا شاعرا وصفه البارع الهروي فيما حكي عن كتابه طرائف الطرف بالشيخ الامام مجد الدين علي بن الهيصم. وقال ياقوت في معجم الأدباء: علي بن عبد الله بن محمد بن الهيصم الهروي الامام صدر الاسلام، مات في حدود الخمسمائة.
وقال الدكتور مصطفى جواد العراقي فيما كتبه إلى مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق: جاء ذكر ابن الهيصم استطرادا في كتاب القفطي وهو كتاب المحمدون من الشعراء وأشعارهم المخطوط بدار الكتب الوطنية بباريس رقم 3335 ورقة 18 من العربيات فقد قال في ترجمة محمد بن أحمد بن عبد الله الامام المقتفي لأمر الله العباسي ما صورته: ذكره علي بن الهيصم في كتاب عقود الجواهر وانشد له من قصيدة أولها عمر الامام ودينه الأديانا اه وقال في الطليعة: كان كما قال تلميذه أبو الحسن البيهقي صاحب الوشاح: قد بلغ من العلم أطوريه فلا فضل الا وهو منسوب إليه ورست بالفصاحة فواعده واشتدت بالزهادة سواعده وكان مصنفا أديبا شاعرا.
مؤلفاته فيما حكاه ياقوت عن أبي الحسن البيهقي في كتاب الوشاح في تتمة كلامه السابق أنه قال: ومن تصانيفه 1 مفتاح البلاغة 2 كتاب البسملة 3 نهج الرشاد 4 عقود الجواهر 5 لطائف النكت 6 تصفية القلوب ديوان شعره.
أشعاره يبدو من ملاحظة أشعاره انها من الطبقة الوسطى، قال ياقوت عن كتاب الوشاح: ومن منظومه اي ابن الهيصم ضحك الربيع بعبرة الأنداء * ومن العجائب ضاحك ببكاء وله:
هنيئا لك العيد المبارك يا صدر * وساعدك الاقبال واليمن والنصر وعن كتاب طرائف الطرف للبارع الهروي انه اورد فيه للشيخ الامام مجد الدين علي بن الهيصم قوله:
سامضي لنصر الحق والشرك راغم * ببيض تقد الدار عين ظماء ومطرودة زرق تروح وتغتدي * لنهب نفوس أو لسفك دماء إذا خالطت في الطعن درعا حسبتها * صلال الأفاعي في قرارة ماء فان مت يوما فالجهاد وسيلتي * وان عشت فالطعن الدراك غذائي فلا زالت الأعداء في شر حالة * وكانوا على رغم الأنوف فدائي وأرد له ابن شهرآشوب في المناقب:
الحمد لله ذي الافضال والكرم * رب البرايا ولي الطول والنعم أبدى صنائعه من غيب قدرته * تزهو بدائعها كالروض بالديم يجري ممالكه سلطان حكمته * ما شاء يخرج من خلق عن العدم انظر إلى القبة الخضراء عالية * قد زانها الأنجم الزهراء في الظلم وانظر إلى الأرض فوق الماء طافية * محفوظة بالرواسي ربة الشمم أ ما ترى شخصك الرحمن أبدعه * من نطفة ركبت في ظلمة الرحم جسما عجيبا بلا عيب تعاوره * قدا جميلا مكين الساق والقدم هذا مرتب أفعال ميسرة * هذا مفتح مخزون ومنكتم هذا بعرفان محض القول في شرف * هذا بتوحيد رب العرش في نعم سبحان منشئها سبحان مبدعها * أعجب بصنعته في كل ذي رقم واختار من خلقه ما شاء مغتنيا * حتى تعالى رفيع الشأن والعلم واختار منهم رسول الله سيدنا * محمدا أفضل الاحياء والنسم جلت مناصبه عزت مناسبه * فاحت أطائبه في الحل والحرم صلى عليه إله الخلق متصلا * ما انحل وبل على القيعان والاكم ثم الصلاة على من بعده خلف * عنه الخليفة حقا كاسر الصنم أخو الرسول أمير المؤمنين ولي * الله خير عباد الله كلهم صلى عليه إله الحق ثم على * أخيه ما انهل وبل من حيا سجم ثم الصلاة على نجل له فطن * أعني به الحسن المختار ذا الهمم هم هم شفعائي في القيام إذا * قام الأنام بيوم جد مزدحم هم هم ملجاي آوي إليه وهم * مستمسكي في مخاويفي وملتزمي هم الهداة هم سفن النجاة هم * سم العداة هم الوافون للذمم الشيخ منتجب الدين أبو الحسين علي بن عبد الله بن الحسن بن الحسين الصدوق علي بن الحسين بن بابويه القمي صاحب الفهرست.
توفي بعد سنة 585.
قال صاحب رياض العلماء: كان بحرا من العلوم لا ينزف وهو