مذ قد اتى الرق فريد النظام * من سيد بالفضل ساد الأنام من ماجد ندب كريم علاء * بالعلم والآداب أعلى مقام من ذي علوم فاضل كامل * خص بها من قبل يوم الفطام من معشر حازوا علوما بها * سموا على أبناء سام وحام من سادة سادوا الورى بالتقى * واخجلوا بالجود صوب الغمام مهدي الورى اهدى لنا لؤلؤا * من نظمه المزري بعقد انتظام من خير أقوام بأنوارهم * زالت دياجير الدجى والظلام من علاء داعيه في رتبة * تقاصرت عنها كرام الكرام لا زلت في عز وفي نعمة * وفي سرور وعلا مستدام فاجابه الشيخ مهدي وأرسل الجواب إلى كربلاء وذكر معه أخاه الحاج حمد فقال:
يا من له في المجد أعلى مقام * ومن محياه تجلى الظلام ومن تردى بداء العلى * ومن تزيا بمزايا الكرام ومن أبى الا العلى موطنا * ومنزلا قبل بلوع الفطام ومن حوى من أحرزته الالى * من سؤدد أو مفخر لا يضام ومن تغذى بالتقى فاغتدى * فرد المعاني دون كل الأنام إليك أشكو من أخ حبه * غادرني حلف الأسى والسقام احمد من فاق جميع الورى * في شرف سامي الذرى والدعام أفعاله الغر واخلاقه * أذكى من المسك ونشر الخزام لا زال في خير وفي نعمة * ما أشرق البدر وغنى الحمام دونك شعرا فائقا نظمه * أزرى سناه بعقود انتظام اني وأن أعرضت عن نظمه * فمنه قدما قد ملكت الزمام فاجابه الحاج قاسم يقول:
طربت شوقا مذ اتاني الجواب * من عالم حبر رفيع الجناب وماجد قد فاق اقرانه * واكتسب الآداب اي اكتساب لله من نظم حباني به * من شاد للفضل بيوتا رحاب أبدع في النظم ولا بدع أن * أبدع ما ذلك منه عجاب ولا عجيب من نجيب إذا * ما أوتي العلم وفصل الخطاب ونلت به فخرا وطلت الورى * قدرا به اقتدت الأمور الصعاب له يد عم الورى نيلها * قد أخجلت بالبذل نيل السحاب زان به مدحي كما زين الدر * نحو الغانيات الكعاب دونك صفو الرد من ذي وفا * جميل فعل دون كل الصحاب هو الذي يرعاك دون الورى * مع خلك الذاعي ذهابا اياب وقاك ربي حادثات الردى * تهدي البرايا لطريق الصواب قال صاحب الرسالة الشيخ موسى ابن الشيخ شريف آل محيي الدين وعزم الحاج قاسم على زيارة كربلاء فأرسلت إليه هذه الأبيات:
يا قاسم الآداب والمكرمات * ومن بعليا مجده المكرمات أرجو إذا جئت إلى كربلاء * تعفير خديك بتلك الفلاة وزر وسلم وانتحب باكيا * على بني الهادي الكرام الهداة نيابة عن ذي اشتياق أبى) أن يألف السلوان طول الحياة ودع دموع العين تجري دما * على ذبيح بظبى البارقات واندب حماة دونه صرعوا * من بعد ما أفنوا جموع العداة لهفي على تلك الجسوم التي * عدت على أبياتها العاديات يا ليت عين المرتضى شاهدت * أبناءه صرعى بشط الفرات وأرسل إليه الشيخ عباس ابن ملا علي النجفي أيضا بهذه الأبيات يخاطبه بها وأخاه الحاج حمد آل عطية:
ألا يا خليلي كل مجد ومفخر * ومن رقيا في الفضل أعلى مراقيها نشدتكما بالله أن جئتما إلى * ربي كربلاء تعفير خديكما فيها وابلاغ تسليمي وأزكى تحيتي * على من ثوى ظامي الحشي في نواحيها هو السبط من هدت مصيبته الورى * واوهى من العليا أعلى مبانيها وآساد حرب أدركوا المجد والعلى * بسمر عواليها فحازوا معاليها تفانوا عطاشى دونه بعد ما ارتوت * حدود ظباهم من دماء أعاديها عليهم سلام الله ما هبت الصبا * وأزهرت الدنيا وما أخضر ناديها وأرسل الحاج قاسم صاحب الترجمة إلى الشيخ عباس ابن ملا علي النجفي بهذه الأبيات:
عباس يا ابن الكرام * قد زان فيك نظامي أنت الذي حزت فخرا * يسمو على كل سامي وفقت نظما ونثرا * أبناء سام وحام إليك أهدي برغم ال * وشاة أذكى سلامي قال الشيخ موسى جامع الرسالة فلما وقفت على هذه الأبيات شطرتها تشطيرا أخرجتها فيه عن المدح إلى شبه الهجاء ولكن نسخة التشطير ذهبت من يدي فلما وقف الشيخ عباس على التشطير أجاب الحاج قاسم يقول:
يا قاسم وقليل * قولي سليل الكرام من شاد للمجد بيتا * سامي الذرى والدعام ورب كف كريم * بالجود كالغيث هامي فكم له من اياد * بهن أطفي أوامي وكم له من مزايا * لها يضيق نظامي وعن تقاه لعمري * أعيت جميع الأنام مولى به نلت عزا * غضا وأي احتشام بلغت منه رجائي * ونلت اقصى مرامي من مبلغ يا لقومي * نجل الشريف الهمام رسالة وعتابا * عني بلين الكلام يا معرضا عن محب * وراميا غير رامي أصبت نفسك لما * رميتني بسهام أ لست تعلم يا من * به تعالى مقامي اني ارق وأصفو * لمن يريد خصامي عليكما وقليل * تحيتي وسلامي القاسم بن عبد الله بن الحسن بن عبد الله القاضي بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب: كان القاسم بن عبد الله ذا خطر بالمدينة وسعى بالصلح بين بني علي وبني جعفر وكان أحد أصحاب الرأي واللسن