المولى صفي الدين علي ابن المولى حسين الكاشفي السبزواري المفسر المشهور.
له: كتاب أنيس العارفين، في المواعظ، فارسي، ألفه في عهد الشاة طهماسب لبعض حكام خراسان. وله: بدائع الأفكار في صناعة الاشعار. وله: حرز الآمان من فتن الزمان فارسي في علم الحروف واسرارها وخواصها وخواص آيات القرآن وأثارها ونحوه من العلوم الغريبة. عن صاحب الرياض انه رأى النسخة في سجستان قال وهو كتاب جامع كامل في معناه غريب، رتبه على خمس مقالات كل مقالة خمسة أبواب بعدد الخمسة الطاهرة رتب كل باب على اثني عشر فصلا بعدد الأئمة الاثني عشر وذكر في أوله شطرا من أسماء الكتب التي ينقل عنها وعن غيرها كالجفر الكبير والجفر الجامع والجفر الخابية والسجنجل والمحبوب والدائرة السبتية وكشف المعاد في تفسير أبي جاد والألفين ولم يذكر مؤلفها ثم ذكر بعض المؤلفين مع كتبهم منهم أبو العباس أحمد بن علي القرشي البوني صاحب شمس المعارف في الأكبر والأصغر والتعليقة الكبرى والصغرى واللمحة الروحانية واللمعة النورانية وختمات السور القرآنية وألواح الذهب وغيرها، ومحيي الدين محمد بن علي العربي له المدخل في علم الحروف والشيخ عفيف الدين عبد الله بن سعد اليمني له الدر النظيم في منافع القرآن العظيم ومحمد بن إبراهيم التميمي الكازروني له خواص القرآن وفخر الدين الرازي له لوامع البيان في شرح الأسماء الحسنى ومولانا يعقوب الحرحي له خواص أسماء الله وبعض تلاميذ ابن عباس له سر الآيات وأبو بكر علي بن وحشة له الهياكل والتماثيل ونجيب الدين حسين السكاكي له خواص الحروف والسيد حسين الاخلاطي وتلاميذه سيما نظام الدين اللمرك لهم رسائل مختصرة معتبرة والدرة المكنونة في غرائب خواص الحروف لبعض الأكابر وكتاب حل قواعد الجفر الكبير لبعض تلاميذ السيد حسين الاخلاطي اه.
علي بن الحسين بن محمد أبو الفرج الأصبهاني المنتهي نسبه إلى مروان بن الحكم (1).
قال التنوخي: من المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج الأصبهاني ثم مدحه، وقال ابن شاكر في عيون التواريخ: انه كان ظاهر التشيع وقال ابن الأثير في الكامل: وكان أبو الفرج شيعيا وهذا من العجيب، وقال ابن الجوزي في كتابه المنتظم في الملوك والأمم: انه كان متشيعا ومثله لا يوثق بروايته.
ولد سنة 284 في أصفهان وتوفي سنة 356.
نشأ في بغداد بعد تركه أصفهان واخذ العلم عن اعلامها، وكانت بغداد إذ ذاك قرارة العلم والعلماء ومثابة الأدب والأدباء ومهوى أفئدة الذين يرغبون في الالمام بالثقافة أو يودون التخصص في فروعها.
وقد اخذ أبو الفرج نفسه بالجد في طلب العلم فنبغ وتفوق، وكان له من توقد ذكائه وسرعة حفظه وشغفه بالمعرفة ما مكن له من ناحية التفوق وذلل له من شماس النبوع وجعله ينهض بتأليف الأغاني العظيم ولما يبلغ الثلاثين من عمره، فإذا ما بلغها أو جاوزها بعام أو ببعض عام ألف كتابه الخالد مقاتل الطالبيين.
وقد قدر له ان يعرف شابا من لداته يهيم بالمجد مثله ويبتغي إليه الوسيلة بالقوة في العلم والأدب، وهو الحسن بن محمد المهلبي، وتظهرهما المعرفة على ما بينهما من التمازج النفسي والالتقاء الكثير في الإرادات والاختيارات والشهوات فتوثق بينهما صداقة عقلية ومؤاخاة روحية، ستظل قوية العرى مستحصدة العلائق ابدا.
ويختلف الدهر ويتبدل العسر باليسر، ويرق الزمان لفاقة المهلبي ويرثي لطول تحرقه وينيله ما يرتجي فيصير وزيرا لمعز الدولة البويهي. ويطيع الدهر بعد عصيانه لأبي الفرج فيصبح كاتبا لركن الدولة البويهي قريب المنزلة منه عظيم المكانة لديه ولعل من أسباب تلك الحظوة اتفاقهما في التشيع.
وفي سنة 328 يستوزر ركن الدولة أبا الفضل بن العميد فيكون بينه وبين أبي الفرج ما يكون عادة من التحاسد والتباغض، والمصارعة النفسية والاستباق إلى قلب ركن الدولة، ويستطيل ابن العميد على أبي الفرج ويتعاظم، ولا يلقاه بما ينبغي له من الاجلال والتعظيم أثناء دخوله وخروجه فتثور نفسه ويخاطبه بقوله:
ما لك موفور فما باله * أكسبك التيه على المعدم ولم إذا جئت نهضنا وان * جئنا تطاولت ولم تتمم وان خرجنا لم تقل مثل ما * نقول: قدم طرفه قدم ان كنت ذا علم فمن ذا الذي * مثل الذي تعلم لم يعلم ولست في الغارب من دولة * ونحن من دونك في المنسم وقد ولينا وعزلنا كما * أنت فلم نصغر ولم نعظم تكافأت أحوالنا كلها * فصل على الإنصاف أو فاصرم ويظل أبو الفرج في ظل الوزير المهلبي مدة وزارته لمعز الدولة، وهي مدة طويلة أربت على ثلاث عشرة سنة، يسامر وينادمه ويؤاكله، ويصبر الوزير على مساوئ أبي الفرج، فقد كان كما قيل قذر المطعم والمشرب والملبس، لا ينضو عنه ثوبه الا إذا أبلت جدته الأيام.
وتجري الأيام بينهما على خير ما تجري بين صديقين، أو على خير ما تجري بين سمير ظريف ووزير حصيف يفيض بالكرم والإنعام.
ويؤتي الكرم ثماره فيسخر أبو الفرج أدبه في رغبة الوزير، ويترصد مواقع هذه فيضع فيها نثره وشعره، ويؤلف له نسب المهالبة و مناجيب الخصيان، وينظم فيه الشعر كلما دعت المناسبة فيهنئه إذا ابل من مرض أو ولد له ولد، ويمدحه في المواسم والأعياد، ويتظرف فيشكو إليه الفأر ويصف الهر ويستميحه البر:
رهنت ثيابي وحال القضاء * دون القضاء وصد القدر وهذا الشتاء كما قد ترى * عسوف علي قبيح الأثر ينادى بصر من العاصفات * أو دمق مثل وخز الإبر وسكان دارك ممن أعول * يلقين من برده كل شر فهذي تحن وهذي تئن * وأدمع هاتيك تجري درر إذا ما تململن تحت الظلام * تعللن منك بحسن النظر ولاحظن ربعك كالممحلين * شاموا البروق رجاء المطر