بلا وجل هنالك يعتريه * لمشكلة معقدة عراها له الكلم المؤلف من جمان * تود الحور لو يمسي حلاها فنهجا للبلاغة سن منه * عليه يشع منبلجا سناها ويعقد روضها ظللا عليه * ويأرج من جوانبه شذاها ترى البلغاء قاصدة خطاها * عليه تسير آمنة خطاها فتصهر كل املود ندي * وتجنى منه أطيب مجتناها امام بالإمامة قد تردى * وزر عليه خالقه رداها وصاع له من العلياء تاجا * يواقيت الفخار له انتفاها سما في قبة الشرق اعتلاء * تطامن في السماء له سهاها وهل في الأرض من يحكيه ذاتا * وهل يحكي جواهرها حصاها هو النبأ العظيم فكم لبيب * تحير في حقيقته وتاها وهل يسمو إلى علياه سام * فيدرك شاوه قدرا وجاها وكم رامت له الأقلام وصفا * وغامض كنهه عنه ثناها يدق على الخواطر منه معنى * يبلد ما توقد من ذكاها وهل سفط الجواهر غير صدر * له في طي أضلعه حواها جواهر حكمة وكنوز فضل * كنوز الأرض تنفق في شراها يحلق في سما العرفان فكرا * فتمنحه الطبيعة ما وراها سل البيت الحرام من ارتقاه * على كتف النبي وقد علاها فكان منكس الأصنام عنه * وللجبهات خاسئة رماها ومن بالنفس جاد لنفس طه * وقال من الردى كوني فداها وبات مكانه يرعى الأعادي * فما رهب المنون ولا اختشاها ومن بالطهر فاطمة حباه * رسول الله وهي به حباها فأولدها الكواكب زاهرات * تشع ويملأ الدنيا سناها وكان أخا لأحمد يوم شدت * رجال المسلمين عرى أخاها وخامس خمسة في بيت قدس * قد اجتمعت وجللها كساها وكان الروح سادسهم وفيهم * لنفي الرجس آبته تلاها وأول من أصاخ إلى نداء * له أم القرى اهتزت رباها وجاء ملبيا للحق صوتا * شغاف القلب منه هدى ملاها وجاء من العشيرة لا سواه * يؤازر من بدعوته ابتداها وهل كاد العدا الا علي * لأحمد واستفاد لها رداها وهل إلا شبا ماضيه عدى * قريشا من مطارف كبرياها وقد شمخت أنوفا للثريا * فألصق بالثرى منها الجباها وفي بدر ويثرب للمنايا * تقطر شيخها وهوى فتاها وفي أحد بطلحتها صريعا * له قد فلها ولوى لواها القصيدة الفاطمية هي فاطم كم للمصائب صابها * جرعت وكم قد كابدت أو صابها نثل الزمان لها كنانة نبله * ورمى وفي كل السهام أصابها احنى أضالعها على جمر الغضا * اجرى مدامعها أمر شرابها اعدى عليها من اراع جنابها * وجناب خير الرسل كان جنابها هي بنت احمد من حماه حمى لها * وهي التي من هاب احمد هابها هي بضعة الهادي ومن إغضابه * في النص منه ملازم إغضابها هي أم أشبال ولبوة ضيغم * من جاء مجترئا وهاجم غابها من حول بيت المقدس جاء مجمعا * حطبا ليحرق للزكية بابها من عنوة ولج الحجاب على التي * ارخى عليها ذو الجلال حجابها من هاج زفرتها واجرى دمعها * وابتز نحلتها وشق كتابها من رد حجتها وأبطل ارثها * عمدا وأغلظ في الجدال خطابها أوه لبنت محمد ما نابها * والحادثات لها أحدت نابها هي كالصلال من الرمال تدافعت * وثابها ستتبع منسابها ذلت عزيزة احمد من بعد أن * جاءته دعوة ربه فأجابها وخيام ذاك العز قد عصفت بها * ريح الخطوب وزعزعت اطنابها حتى مضت متفقدا محرابها * تلك التي كم لازمت محرابها وتفقدت منها الدجنة غرة * كانت إذا الشهب انطمس شهابها هي نجمة سطعت قصيرا عمرها * فحكت باسحار الدجى اترابها وحبيبة عجلت لوصل حبيبها * والنفس تطلب دائما احبابها لاقت رسول الله فاجتمعا على * نجوى تفت من الصخور صلابها أبتاه بعدك هل علمت بما جرى * والبوم بعدك أكثرت تنعابها والطائر الميمون أخفت صوته * ومضى يوم من الفلاة شعابها وبدفتها والناس هجع نوم * في ليلة سدل الظلام نقابها أدى وصيتها وصي محمد * والله يعلم والورى أسبابها وعلى ثرى قبر الزكية أرخصت * عيناه دمعهما فبل ترابها هاجت به الزفرات حرى لوبها * خضراء تلفح أحرقت اعشابها ما ريع من خير الورى بغيابه * حتى على عجل أنيل غيابها وبها له كان العزاء لنفسه * فمضت وجرع الحزن أصبح دأبها وقال:
طريقي إلى رب العباد شققته * وجاهك يا دنيا بنعلي سحقته وأعرضت عن مال يحملني العنا * وما المال الا مالكي ان ملكته هو المسهري عينا عليه وشاغلي * عن الله في اصلاحه ان جمعته وماء المحيا صنته وانا الذي * أراني فارقت الحيا ان أرقته وما انا الا باب ربي بطارق * فذلك يوليني المنى ان طرقته هنالك إذ لا حاجب دون فتحه * يحول فانى جئت طلقا وجدته وقد عز مني جانبي غير انني * له خافض في جنب من قد صحبته وكم رحت امشي خلف من لو تجاريا * معا فرسانا للرهان سبقته وأعرضت عن صدر الندي تجافيا * ولو احتبى فيه بفضل ملأته أجامل خلي أي أمر عذلته * عليه متى أبدى اعتذارا عذرته واعلم اني لو فقدت تحملي * إساءته جهلا إلي فقدته وان خلل في قوله جاء لم أكن * لأفهمه اني عليه انتقدته ألاطفه في رده لصوابه * بالطف أسلوب جميل أصبته وكم جدل لا ينثني عن جماعة * عنادا له فضل الزمام تركته وحدت له عن دربه ولو انني * وقفت له فيها حجاي أضعته الشيخ عبد الكريم الزين ابن الشيخ حسين المشهور بالشيخ أبو خليل ابن الحاج سليمان ابن الشيخ علي الزين الأنصاري الخزرجي العاملي (1) ولد سنة 1284 وتوفي سنة 1360 وكانت ولادته في جبع أعظم بلد علمي في جبل عامل يوم ذاك حيث كانت فيها مدرسة الشيخ عبد الله نعمة حافلة بطلاب العلوم الدينية وغيرها من علوم الاسلام وكان والده يومئذ مقيما في جبع مع اخوته فنشأ في هذا المحيط العلمي ثم انتقل من جبع إلى بنت جبيل ودخل مدرستها التي أسسها الشيخ موسى شرارة وتهافت عليها