مع قرب العهد وجودة مواضيعها وشهرة مؤلفها نعم رأينا نسخة الاقبال في النجف سنة 1352.
الكلام على تكملة الرجال وعثرنا على نسخة من كتابه تكملة الرجال بخط ولده الشيخ محمد علي وهو يدل على فضل مؤلفه وسعة اطلاعه وفي آخر النسخة ما صورته هذا آخر ما يسر لنا جل جلاله وسهل علينا من فضله وكرمه ونسأله أن ينفع به اخواني في الدين واخلائي المؤمنين وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم ليكون ذخيرتي يوم حشري ونشري أنه على كل شئ قدير.
وكان الفراع من تصنيفه وجمعه وتأليفه على يد الحقير الفقير إلى الله الغني عبد النبي بن علي الكاظمي ليلة الثلاثاء النصف من شهر ربيع الثاني سنة 1240 من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والتحية وفي آخرها أيضا ما صورته فرع من كتابته لنفسه ولمن يشاء الله من المؤمنين من بعده ولده محمد علي ابن المرحوم الشيخ عبد النبي في يوم الأربعاء غرة الشهر السادس من السنة التاسعة من العقد الثامن من المائة الثالثة بعد الألف اه يعني غرة شهر جمادي الأولى سنة 1279.
وكتب في آخر النسخة ما صورته: وقد مدح بعض الفضلاء هذا الكتاب بهذين البيتين:
لله درك من كتاب ناقد * يكسو الرواية نقده تصحيحا كشفت محجته وفصل خطابه * كنه الرواة معدلا مجروحا وجاء في ديباجة الكتاب ما صورته وبعد فيقول العبد الجاني عبد النبي بن علي الكاظمي: لا يخفى أن من أجل العلوم قدرا وارفعها خطرا العلم بأحوال رواة الأحاديث النبوية وحملة الاخبار المعصومية بل ذلك مما تشتد الحاجة إليه وتتوفر الدواعي عليه لما علم من وقوع الكذب فيها واختلاط بعضها ببعض ولذلك قال ص فيما نقله الفريقان لقد كثرت علي الكذابة الا فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وما نقله الخاصة عن خاصتنا ع أن لكل منا من يكذب عليه ولان من طبيعة الإنسان السهو والغلط والنسيان كما هو مشاهد بعين الوجدان والعيان ولذلك أمر الصادق ع بالأخذ بقول العدل والأعدل ولان اخبارهم ع متعارضة وأمروا بالأخذ بالأحدث وكل هذه الأحوال قد بحث عنها أهل الرجال ولا تعرف الا به وهذا كله يورث بداهة بطلان دعوى قطيعتها من رأس بل ولا يعارض التصحيح فان ذلك كما يعرض للراوي يعرض للتصحيح ولئن سلمنا قطعيتها فلا نسلم عدم احتياجنا إليه لأن ذلك حينئذ يكون من باب التعبد لمقبولة عمر بن حنظلة. وتصحيح المحمدين الثلاثة لها على تقديره لا يسد باب التراجيح ولان قدماء أصحابنا ومتأخريهم على عدم الاعتماد على تصحيح غيرهم أ لا ترى الصدوق رحمه الله مع تقدم الكافي عليه يقول لم اقصد قصد المصنفين في ايراد جميع ما رووه ولهذا المقام تحقيق طويل بيناه في مقدمات نقد القواعد وسيجئ انش في جملة المسائل أيضا فقد ظهر ابتناء استنباط الاحكام عليه وتوقف الاستدلال لديه وقد جمعت أحوالهم وأعربت محاسنهم ومساويهم كتب معلومة مدونة في تراجمهم وعناوين معنونة من قدمائنا والاجلاء من أصحابنا هي كتاب أبي عمرو الكشي وأبي العباس النجاشي وكتابي الشيخ وابن الغضائري ورجال علي بن أحمد العقيقي وقد جمعها جماعة من المتأخرين منهم المصنف يعني الأمير مصطفى التفريشي صاحب نقد الرجال ثم اني عثرت على تحقيقات فائقة وتدقيقات رائقة لبعض فقهائنا وغيرهم وكثير من الاخبار في موارد منتشرة ومواضع متبددة لم يجمعها كتاب فجمعتها من شواردها في هذا الكتاب تسهيلا على طالبها وتيسيرا لخاطبها وجعلتها تعليقا على هامش نقد الرجال للمولى الفاضل أمير مصطفى التفريشي قدس سره وكانت تحول دون تدوينه العوائق وتقطعني عنه العلائق فدونته حاشية عليه لاستغني عن نقل عبارات المدون من كتب الفن ويكون منحصرا في نقل العبارات الشاردة والفوائد المتبددة ويكون ذيلا وتكملة لكتابه فلذلك سميته بكتاب تكملة الرجال وأنت إذا تأملت هذا الكتاب وجدت كم مجهول أثبت وثاقته وكم فاسق حقق عدالته وكم عدل ابان فسقه وكم وفاق منقول تحول إلى خلاف وكم خلاف آل إلى الخلاف وكم دعوى علم سندها وبان اعتضادها وكم من عبارة مجملة أوضحتها الأدلة أو صارت محتملة إلى غير ذلك ثم عد الكتب التي نقله منها زيادة عن أربعين كتابا وعد منها حاشية المختلف للسيد فيض الله وشرحي الاستبصار للشيخ محمد بن صاحب المعالم والسيد نعمة الله الجزائري ومرآة العقول شرح الكافي للمجلسي قال وحواشي بخطه جمعتها وشرح محمد صالح المازندراني وملا خليل وحواشي بخط البهائي قال رأيتها معلقة على رجال النجاشي جمعتها كلها حواشي للسيد مهدي الطباطبائي بخطه غير مذكورة فيما جمع من متفرقاته وكمال شهر رمضان للشيخ المفيد وشرح صاحب المعالم لاعتقادات ابن بابويه وفرج الهموم لابن طاووس وحواشي العلامة محمد تقي المجلسي والمعتصم للمولى محسن الكاشي وحواشي المصنف التي علقها على الهامش ثم أنه قدم مقدمات تشمل على فوائد في علم الرجال.
الشيخ عبد النبي القزويني اليزدي الفقيه الفيلسوف المتكلم صاحب ذيل أمل الآمل ألفه باقتراح أستاذه السيد بحر العلوم الطباطبائي وهو يروي بالإجازة عن الطباطبائي وهو ممن سافر وجاب البلاد وحصل واستفاد أقام مدة في تبريز واخرى في شيراز وله تعاليق على بعض كتب الفلسفة.
وقد كتب له السيد الطباطبائي تقريضا على ظهر كتابه ذيل أمل الآمل وإجازة هذه صورتهما بعد المقدمة وبعد فقد وفقني الله وله الحمد للتشرف بما املاه الشيخ العالم الفاضل والمحقق البدل الكامل طود العلم الشامخ وعماد الفضل الراسخ أسوة العلماء الماضين وقدوة الفضلاء الآتين بقية نواميس السلف وشيخ مشايخ الخلف قطب دائرة الكمال وشمس سماء الفضل والافضال الشيخ العلم الزكي والمولى المهذب التقي المولى عبد النبي القزويني اليزدي لا زال محروسا بحراسة الرب العلي وحماية النبي والولي محفوظا من كيد كل جاهل غبي وعنيد غوي ويرحم الله عبدا قال آمينا فأجلت فيما املاه نظري ورددت فيما أسداه بصري وجعلت أطيل فيه فكري وأديم به ذكري فوجدته أنضد من لبوس وأزين من عروس وأعذب من الماء وأرق من الهواء وقد ملك أزمة القلوب وسخى ببذل المطلوب:
لقد وافت فضائلك المعالي * تهز معاطف اللفظ الرشيق فضضت ختامهن وقلت اني * فضضت بهن عن مسك فتيق وجال الطرف منها في رياض * كسين محاسن الزهر الأنيق شربت كؤوسا من معان * غنيت بشربهن عن الرحيق