كما حاول ان ينشئ مدرسة في المكلا وفاوض الأمير وتم امرها ولكن بعد تركه المكلا كانت المدرسة لم ترق لحاشية الأمير عملت الحاشية على إغلاقها.
وكان هو في المكلا قد عرف بخلاف رؤساء يافع مع الامام يحيى حميد الدين وقدومهم للاستنجاد بأمير المكلا والإنكليز فعمل على ردعهم عن ذلك وأصلح شؤونهم مع امام اليمن.
وقبل ان تتضح له نوايا الحكومة العثمانية كان يسعى ليستعين بها سواء على الهولنديين في اندونيسيا أو على الإنكليز في الجنوب العربي لا سيما في سبيل رفع شأن حضرموت فعمل لأن ينشئ العثمانيون مصرفا وبريدا لهم في حضرموت فلم ينجح بذلك.
وأخيرا يئس من العثمانيين بعد ان تكشفت له نواياهم الطورانية لذلك كان من أول المسارعين تعضيد ثورة الشريف حسين العربية فاتصل به كتابيا ودعمه في صحافة العرب بجاوا لا سيما في جريدة الاقبال.
ولما رأى الإنكليز ذلك حسبوا انهم يستطيعون ان يستهووه فعرضوا عليه رتبا ورواتب فاعرض عنهم وقال إنه لا يخدمهم ولكنه يخدم أمته فإذا تعارضت مصالحهم مع مصالح أمته عاداهم. وبالفعل فقد حدث بعد ذلك ان اصطدام الامام يحيى بالانكليز فاتصل به وأيده مما حمل امام اليمن بعد ذلك على أن يفوض إليه أمر مخاطبة الحكومة اليابانية في أمور وروابط فقام بالعمل خير قيام.
ومن أعماله سعيه في إقامة دار لأيتام العرب فهو أول عربي فكر في هذا وبذل من جيبه حتى تحصل على إذن من الحكومة وطبع قانونها وهو يريد من وراء ذلك أن تكون هذه الدار وسيلة لنشر الاسلام الصحيح في النابتة ولكن الناس عرقلوا مساعيه. فكل دار اسلامية للأيتام بجاوا اليوم انما تأسست بعد تلك الفكرة.
وكان المترجم من المجاهرين والمجاهدين الأولين بالعقائد الصحيحة من نبذ الخرفات واستقاء الدين من منابعه أهل البيت ع، وكان الدعاة إلى ذلك قليلين كالسيد أبو بكر بن شهاب والسيد محمد بن عقيل والسيد محمد المحضار والسيد محمد الشاطري وغيرهم.
وقد ألف المترجم كتبا متعددة جلها لم يطبع وأغلبها في المواضيع الاجتماعية. وله مذكرة كتبها عن حياته وعما طالعه من الكتب ما زالت محفوظة. ويمكن اعتباره أول خطيب اجتماعي في محيطه اتصل بالجماهير عن طريق الخطابة المقنعة.
أبو الحسن علي بن أحمد الجرجاني المعروف بالجوهري.
توفي في حدود سنة 380 عن رياض العلماء انه كان شاعرا أديبا مشهورا وهو صاحب القصائد الفاخرة الكثيرة في مناقب أهل البيت ومصائب شهدائهم اه فمن شعره فيهم قوله من قصيدة طويله:
وجدي بكوفان ما وجدي بكوفان * تهمي عليه ضلوعي قبل اجفاني ارض إذا نفحت ريح العراق بها * أتت بشاشتها اقصى خراسان ومن قتيل بأعلى كربلاء على * جهد الصدى فتراه غير صديان وذي صفائح يستسقي البقيع به * ري الجوانح من روح ورضوان هذا قسيم رسول الله من آدم * قدا معا مثلما قد الشراكان وذاك سبطا رسول الله جدهما * وجه الهدى وهما في الوجه عينان وا خجلتا من أبيهم يوم يشهدهم * مضرجين نشاوى من دم قان يقول يا أمة حف الضلال بها * فاستبدلت للعمى كفرا بايمان ما ذا جنيت عليكم إذ اتيتكم * بخير ما جاء من آي وفرقان أ لم أجركم وأنتم في ضلالتكم * على شفا حفرة من حر نيران أ لم أؤلف قلوبا منكم فرقا * مثارة بين احقاد وأضغان أ ما تركت كتاب الله بينكم * وآية الغر في جمع وقرآن أ لم أكن فيكم غوثا لمضطهد * أ لم أكن فيكم ماء لظمان قتلتم ولدي صبرا على ظما * هذا وترجون عند الحوض احساني سبيتم ثكلتكم أمهاتكم * بني البتول وهم لحمي وجثماني يا رب خذ لي منهم إذ هم ظلموا * كرام رهطي وارموا هدم بنياني أهل الكساء صلاة الله نازلة * عليكم الدهر من مثنى ووحدان أنتم نجوم بني حواء ما طلعت * شمس النار وما لاح السما كان هذي حقائق لفظ كلما برقت * ردت بلألائها ابصار عميان هي الحلى لبني طه وعترتهم * هي الردى لبني حرب ومروان هي الجواهر جاء الجوهري بها * محبة لكم من ارض جرجان وقال يرثي الحسين ع:
اليوم شقق جيب الدين وانتهبت * بنات احمد نهب الروم والصين اليوم قام بأعلى الطف نادبهم * يقول من ليتيم أو لمسكين اليوم خضب جيب المصطفى بدم * امسى عبير الحور والعين اليوم خر نجوم الفخر من مضر * وطاح بالخيل ساحات الميادين اليوم اطفئ نور الله متقدا * وبرقعت عزة الاسلام بالهون اليوم نال بنو حرب طوائلهم * مما صلوه ببدر ثم صفين يا أمة ولي الشيطان رأيتها * ومكن الغي منها كل تمكين ما المرتضى وبنوه من معاوية * ولا الفواطم من هند وميسون يا عين لا تدعي شيئا لغادية * تهمي ولا تدعي دمعا لمحزون قومي على جدث بالطف فانتقضي * بكل لؤلؤ دمع فيك مكنون وفي الطليعة: كان أديبا شاعرا وفد على الصاحب فكان من جملة شعرائه وندمائه أرسله إلى أبي العباس الضبي بكتاب كما في اليتيمة فمن شعره قوله:
زر الصباح علينا شملة السحب * وسدت الريح منها واهي الطنب صك النسيم فراح الغيث فانزعجت * بنفض أجنحة من عنه الزغب كذا تسعى الجنوب بطرف حولها ثمل * من الندا وفؤاد حولها طرب كفى العواذل اني لا ارى مرحا * الا شققت عليه حلة الطرب ان قيل تاب يقول الغي لم يتب * أو قيل شاب يقول اللهو لم يشب عز الدين علي بن أبي طالب الهادي بن أحمد البكاء الأفطسي الحسيني الزاهد.
كان من الزهاد الافراد والعباد الأمجاد وله كتاب قد جمعه لنفسه كان