يا من إليه إشارات العقول ومن * فيه الألباء بين العجز والخطر لك العبارة في النطق البليغ كما * لك الإشارة في الآيات والسور كما خاض فيك أناس فانتهوا فإذا * معناك محتجب عن كل مفتكر أنت الدليل لمن حارت بصيرته * عليه في مشكلات القول والعبر تصالح الناس الا فيك واختلفوا * الا عليك وهذا موضع الخطر وكم أشاروا وكم أبدوا وكم ستروا * والحق يظهر من باد ومستتر (1) عبد الله بن حماد الأنصاري له كتاب طبقات الشعراء وغيره.
الأمير أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي العدوي والد سيف الدولة وناصر الدولة وهو أول من ولي الموصل من بني حمدان وباقي نسبه مر في ابن أخيه أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون قتل ببغداد سنة 317 والمعروف في كنيته أبو الهيجاء وبعض المعاصرين قال أبو العباس ولا نعلم له موافقا.
ولى المكتفي بالله الموصل واعمالها أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي العدوي فسار إليها، وله اخبار ذكرت في ترجمة أخيه الحسين بن حمدان قال ابن الأثير في حوادث سنة 301 في صفر عزل أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان عن الموصل. وفيها خالف أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان على المقتدر فسير إليه مؤنسا المظفر فخرج إلى الموصل منتصف صفر ومعه جماعة من القواد وخرج مؤنس في ربيع الأول فلما علم أبو الهيجاء بذلك قصد مؤنسا مستأمنا من تلقاء نفسه وورد معه إلى بغداد فخلع المقتدر عليه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 302 فيها قلد أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان الموصل وقال في حوادث سنة 303 انه لما خرج الحسين بن حمدان بالجزيرة عن طاعة المقتدر وحاربه واسره قبض المقتدر على أبي الهيجاء ابن حمدان وعلى جميع اخوته وحبسوا وقال في حوادث سنة 305 فيها اطلق أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان واخوته وكانوا محبوسين بدار الخليفة وفي سنة 308 خلع المقتدر على أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان وقلد طريق خراسان والدينور وخلع على أخويه أبي العلاء سعيد بن حمدان وأبي السرايا نصر بن حمدان وقال في سنة 312 في هذه السنة سار أبو طاهر القرمطي إلى الهبير في عسكر عظيم ليلقى الحاج في رجوعهم من مكة فأوقع بقافلة تقدمت معظم الحاج فيها خلق كثير فنهبهم واتصل الخبر بباقي الحاج وهم بفيد فاقاموا بها حتى فني زادهم فارتحلوا مسرعين وكان أبو الهيجاء ابن حمدان قد أشار عليهم بالعود إلى وادي القرى وان لا يقيموا بفيد فاستطالوا الطريق ولم يقبلوا منه وكان إلى أبي الهيجاء طريق الكوفة وتسيير الحاج فلما فني زادهم ساروا على طريق الكوفة فأوقع بهم القرامطة واخذوهم وأسروا أبا الهيجاء. وقال في حوادث سنة 314 عن الحرب بين عبد الله بن حمدان والأكراد والعرب: في هذه السنة أفسد الأكراد والعرب بأرض الموصل و طريق خراسان وكان عبد الله بن حمدان يتولى الجميع وهو ببغداد وابنه ناصر الدولة بالموصل فكتب إليه أبوه يأمره بجمع الرجال والانحدار إلى تكريت ففعل وسار إليها فوصل إليها في رمضان واجتمع بأبيه واحضر العرب وطالبهم بما أحدثوا في عمله بعد ان قتل منهم ونكل ببعضهم فردوا على الناس شيئا كثيرا ورحل بهم إلى شهرزور فوطئ الأكراد بالجلالية فقاتلهم وانضاف إليهم غيرهم فاشتدت شوكتهم ثم إنهم انقادوا إليه لما رأوا قوته وكفوا عن الفساد والشر. وفي هذه السنة ضمن أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان اعمال الخراج والضياع بالموصل وقردى وبازندى وما يجري معها. وقال في حوادث سنة 315 انه حصل فيها وحشة بين المقتدر ومؤنس المظفر وركب إلى مؤنس جميع الأجناد وفيهم عبد الله بن حمدان واخوته وخلت دار الخليفة ثم قال: في هذه السنة وردت الاخبار بمسير أبي طاهر القرمطي من هجر نحو الكوفة فدخلها إلى أن قال فبرز مؤنس المظفر ليسير إلى الكوفة فاتاهم الخبر قال ابن خالويه:
حج أبو الهيجاء بالناس فأخذت بنو كلاب جمال السواقي فاسرى إليهم فلحقهم وراء نجد فأوقع بهم وقتلهم واخذ الحريم والأموال وعاد حتى نزل العقبة في طريق مكة فاجتمعت سائر بطون بني عامر بن صعصعة وقبائل من طئ واشتد القتال ثم هزمهم وكان لأبي سليمان داود بن حمدان أخي أبي الهيجاء فيها اثر يذكر في ترجمته قال أبو فراس: حدثني مطرف البلدي الكلابي قال شهدتها صبيا وابلى الطراد عمك أبو سليمان وكسرناه واثخناه بالجراح فانكشف فأفضينا إلى البركة فشربت منها بدرقتي وشرعنا في جمع بعض أمواله فحمل علينا عمك أبو الهيجاء في عدد يسير فكشفنا ووضع السيف فينا حتى حجز بيننا الليل وحمل النساء والصبيان إلى مدينة السلام ثم اطلقهم فقال بعضهم في ذلك شعرا:
ما أمة سكرى عليها الغلبه * تجر ذيلا نطفا في مشربه أو همة بين قفاف جذبه * خلفها الحي بأرض مذأبة أذل من عامر يوم العقبة وقال بعض شعراء بني قشير:
مهلا قليلا يا غواة نبهان * لسنا بانكاس ولا بذلان لكن لقينا من سراة حمدان * طعنا ينسي الطعن كل طعان وفي ذلك يقول أبو فراس في رائيته الطويلة التي يفتخر فيها بعشيرته.
وعمي الذي سلت بنجد سيوفه * فروع بالغورين من هو غائر فما طاوعتهم للطعان أكفهم * ولا حملتهم للنجاء الضوامر تناصرت الاحياء من كل وجهة * وليس له الا من الله ناصر ولم يبق غمرا طعنه الغمر فيهم * ولم يبق وترا ضربه المتواتر وكان رجل يسمى يوسف بن أبي الساج واسم أبي الساج ديوداذ بدال مهملة مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة وواو مفتوحة ودال مهملة وألف وذال معجمة آخر الحروف هكذا رسمت بذال معجمة آخر الحروف في نسخة تجارب الأمم المطبوعة وكان يوسف هذا قد ولي آذربيجان وأرمينية من قبل المقتدر العباسي وعليه مال يؤديه فاخر في بعض السنين حمل بعض المال ثم أظهر كذبا ان الخليفة قلده الري فأرسل إليها جيشا وهي لنصر بن أحمد الساماني صاحب خراسان فلما بلغ المقتدر ذلك أنكره وأرسل جيشا فهزمه يوسف فأرسل جيشا كثيفا مع مؤنس فهزمه يوسف وأقام مؤنس بزنجان يجمع العساكر ويستمد الخليفة ثم حاربه فانهزم عسكر يوسف وأسر يوسف وجئ به إلى بغداد هكذا ذكر ابن الأثير ولكن ابن خالويه قال في شرح ديوان أبي فراس: سار مؤنس للقاء يوسف بن ديوداذ أبي الساج فهزمه يوسف فأقام مؤنس بآذربيجان وأمده السلطان بالجيوش فامتنع من معاودة