لم يتخذ درع الحديد وقاية * يوما ولا طلب الضعيف المدبرا أغناه عن لبس الدروع شجاعة * وبسالة مشهورة بين الورى جعل التوكل والتجلد درعه * والرمح ترسا والمهند مغفرا ان تلقه تلق الغضنفر مغضبا * يوم النزال وحاتما يوم القرى وإذا دها الخطب المريب ازاحه * بسديد رأي في الأمور تبصرا ولكم جلا سجف الكروب وفك من * صفد الحديد ببهجة مستأسرا واسال بني الاتزاك عن سطواته * تنبيك عما قد نقول وما جرى لما تلاشاهم بسيف محمد * ولى له الجيش العرمرم مدبرا ترميه من برق السيوف سواعد * عنا بها ليث المنية كشرا وقد أضاف ولده الشيخ محمد للديوان قصيدة له في رثائه:
يا للرجال لمؤذن بنكاد * أوهى القلوب وفت في الأكباد يا للرجال لفادح اودى بنا * فلقد هوى طود من الأطواد يا للرجال لنكبة جذمت يدي * وجنت علي عظائم الأنكاد غدر الزمان بسيدي ومسودي * وبموئلي ومؤملي وعمادي الوالد البر الرحيم ومن له * فضل على الاقران والأنداد العالم النحرير والأواه والمفضال * في الاصدار والايراد العابد الأواب والبكاء في * الخلوات ليلا أزهد الزهاد الناسك الورع التي فديته * أعظم به فردا من الافراد وهو المجدد للعلوم بعامل * حتى سقاها كل قلب صادي أحيا رسوم الدرس بعد عفائها * فلتبكه علماء ذاك النادي منهم جنى منه ومنهم من جنى * ممن جنى واجرر ليوم معاد يا راحلا سئم المقام بدارنا * متشوقا لمنازل العباد فاهنا بها فلقد صفا لك وردها * لم تأتها الا على استعداد السيد علي ابن السيد حسين بن أبي الحسن موسى بن حيدر بن أحمد الحسيني العاملي النجفي ابن عم جد المؤلف.
كان أبوه من رؤساء العلماء في العراق هاجر إليها وتوطن النجف إلى أن مات بها كما ذكرنا في ترجمته ولما توفي قام ولداه صاحب الترجمة واخوه أبو الحسن مقامه في التدريس والإمامة والرياسة وكان صاحب الترجمة من العلماء المجتهدين والفقهاء المحققين والأتقياء النبلاء المعروفين توفي بالنجف ودفن مع أبيه وأخيه بمقبرتهم المعروفة بمحلة الحويش وتخلف بولد اسمه السيد حسن وذكرت ترجمته في بابه.
السيد علي ابن السيد حسين بن محمد بن محمد الشهير بالصائغ الحسيني العاملي الجزيني توفي ليلة الثلاثاء حادي عشر شهر رجب سنة 980 كما هو مكتوب على قبره ودفن بقرية صديق شرقي تبنين. وعن رياض العلماء ما ذكرناه في نسبه هو الذي صرح به نفسه في أواخر المجلد الأول من شرح ارشاده وهو إلى آخر كتاب الصوم رأيته بقصبة دهخوارقان من اعمال تبريز وفي الأمل كان فاضلا عابدا فقيها محدثا محققا من تلامذة الشهيد الثاني له كتاب شرح الشرائع ورأيته بخطه وكتاب شرح الارشاد وغير ذلك قرأ عنده الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني والسيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي صاحب المدارك ورويا عنه اه ويروي عنه أيضا الشيخ محمد الأردكاني وعن رياض العلماء انه سمي شرحه على الارشاد بكتاب مجمع البيان في شرح إرشاد الأذهان ويظهر من بعض المواضع ان له شرحين على الارشاد كبير وصغير وفي مستدركات الوسائل وصفه بالعالم الفقيه وقال يروي عنه المولى الأردبيلي أيضا كما صرح به العلامة المجلسي في أول الأربعين اه. وقال الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ حسن صاحب المعالم في الدر المنثور بعد ذكر جده الشيخ حسن: وكان والده أي الشهيد الثاني على ما بلغني من جماعة من مشائخنا وغيرهم له اعتقاد تام في العالم العامل السيد علي الصايغ وكان يرجو من فضل الله ان يرزقه الله ولدا يكون مربيه ومعلمه السيد علي المذكور فحقق الله رجاءه وتولى السيد علي الصائغ والسيد علي بن أبي الحسن تربيته إلى أن كبر وقرأ عليهما خصوصا على السيد علي الصائغ هو السيد محمد ولد السيد علي صاحب المدارك أكثر العلوم التي استفادها من والده الشهيد من معقول ومنقول وفروع وأصول وعربية ورياضي اه وقال ابن العودي في رسالته عند ذكر تلامذة الشهيد الثاني ومنهم السيد الجليل الفاضل العالم الكامل فخر السادة الاعلام واعلم العلماء الفخام وأفضل الفضلاء في الأنام السيد علي ابن السيد الجليل النبيل حسين الصايغ العاملي أدام الله توفيقه قرأ عليه وسمع جملة نافعة من العلوم في المعقول والمنقول والأدب وغير ذلك وكان قدس الله لطيفته له به خصوصية تامة اه ورأيت قبره الشريف في قرية صديق وعليه صخرة باقية إلى اليوم قد حفر عليها ما صورته:
هذا قبر السيد الجليل العالم وحيد عصره وفاضل وقته فقيه أهل البيت ع السيد علي المشهور بالصائغ الحسيني تغمده الله برحمته توفي ليلة الثلاثاء حادي عشر شهر رجب سنة تسعمائة وثمانين. ومكتوب تحت ذلك هذه الأبيات:
سل القبر هل يدري بمن حل عنده * وذكره فالذكرى لذي الجهل تنفع وقل صرت للداعين يا قبر مشعرا * وفيك لأهل الشرع يا قبر مشرع وفيك امرؤ للعلم والمجد مجمع * على فضله بين البرية مجمع اه وليس هو المكتوب شهادته على وثيقة ست المشايخ فاطمة بنت الشهيد فذلك هو علي بن حسين الصائغ عامي وهذا سيد وذاك في عصر الشهيد الأول وهذا في عصر الشهيد الثاني وبينهما نحو مائتي سنة.
وفي آمل الآمل: انه لما توفي رثاه الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني بقصيدة منها:
داعي الغواية بين العالمين دعا * من شاب نجم الهدى من بعد ما سطعا وأصبحت سبل الاحكام مظلمة * وكان من قبل فجر الحق قد طلعا وشتت الدهر منه كل ملتئم * وفرقت نوب الأيام ما اجتمعا يا ثلمة بين أهل الحق هد بها * ركن ومن اجلها قلت الهدى انصدعا مضى الهدى والتقى لما مضى وغدا * باب الجهالة في الآفاق متسعا لا يعلم الجاهل الناعي بما صنعا * نعى معالم دين الله حيث نعى نعى الصلاح مع التقوى بذاك كما * نعى المودة والأخلاق والورعا لا خير في مهجة لم تحترق أسفا * منه ولا طرف عين بعده هجعا كيف السبيل إلى نهج السداد وقد * بان الهدى وابن خير المرسلين معا لقد فقدنا من الارشاد تبصرة * ومن دروس بيان بعده لمعا