معاوية كتابه غاظه وأراد إجابته فقال له عمرو بن العاص مهلا إن كاتبته أجابك باشد من هذا وإن تركته دخل فيما دخل فيه الناس فامسك عنه وانصرف قيس بمن معه إلى الكوفة. وروى أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين أنه لما صالح الحسن ع. معاوية اعتزل قيس بن سعد في أربعة آلاف وأبى أن يبايع وفي رواية لأبي الفرج أن معاوية أرسل إلى قيس يدعوه إلى البيعة فاتي به قال وكان رجلا طويلا يركب الفرس ورجلاه يخطان في الأرض وما في وجهه طاقة شعر فلما أرادوا بان يدخلوه إليه قال إني حلفت أن لا ألقاه إلا وبيني وبينه الرمح أو السيف فامر معاوية رمح أو سيف فوضع بينه وبينه ليبر يمينه فاقبل قيس على الحسن فقال أنا في حل من بيعتك قال نعم فألقي لقيس كرسي وجلس معاوية على سريره فقال له معاوية هل تبايع قال نعم فوضع يده على فخذه ولم يمدها إلى معاوية فجاء معاوية عن سريره واكب على قيس حتى مسح يده على يده فما رفع قيس إليه يده اه ومرض قيس فاستبطأ إخوانه عن عيادته فسال عنهم فقيل إنهم يستحون مما لك عليهم من الدين فقال أخزى الله ما لا يمنع الإخوان من الزيارة ثم أمر مناديا من كان لقيس عليه دين فهو في حل منه فكسرت درجته بالعشي لكثرة من عاده.
وقال قيس يوم صفين:
قلت لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل حسبنا ربنا الذي فتح البصر * ة بالأمس والحديث طويل وعلي إمامنا وإمام * لسوانا أتى به التنزيل حين قال النبي من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب جليل إن ما قاله النبي على الأمة * حتم ما فيه قال وقيل قيس بن عبد الله قيل أنه اسم النابغة الجعدي وقيل اسمه حيان بن قيس وذكرنا ترجمته والخلاف في اسمه في حيان بن قيس.
قيس بن عمرو المعروف بالنجاشي شاعر أهل العراق توفي في حدود سنة 50.
من شعره في صفين قوله:
كفى حزنا إن عصينا إمامنا * عليا وإن القوم طاعوا معاوية وإن لأهل الشام في ذاك فضلهم * علينا بما قالوه فالعين باكية فسبحان من أرسى ثبيرا مكانه * ومن أمسك السبع الطباق كما هيه أ يعصي إمام أوجب الله حقه * علينا وأهل الشام طوعا لطاغيه ومن شعره يرثي عمرو بن محصن الأنصاري، وقد كان عمرو من اعلام أصحاب علي ع قتل في المعركة وجزع علي لقتله:
لنعم فتى الحيين عمرو بن محصن * إذا صارخ الحي المصبح ثوبا لقد فجع الأنصار طرا بيد * أخي ثقة في الصالحات مجربا فيا رب خير قد أفدت وجفنة * ملأت وقرن قد تركت مسلبا ويا رب خصم قد رددت بغيظة * فأب ذليلا بعد أن كان مغضبا وراية مجد قد حملت وغزوة * شهدت إذ النكس الجبان تهيبا حويطا على جل العشيرة ماجوا * وما كنت في الأنصار نكسا مؤنبا طويل عماد المجد رحبا فناؤه * خصيبا إذا ما رائد الحمي أجدبا عظيم رماد النار لم تك فاحشا * ولا فشلا يوم النزال مغلبا وكنت ربيعا ينفع الناس سيبه * وسيفا جرازا فاتك الحد معضا فان يقتلوا الحر الكريم ابن محصن * فنحن قتلنا ذا الكلاع وحوشبا وأن يقتلوا ابني بديل وهاشما * فنحن تركنا منكم القرن أعضبا ونحن تركنا حميرا في صفوفكم * لدى الحرب صرعى كالنخيل مشذبا وافلتنا تحت الأسنة مرتد * وكان قديما في الفرار مدربا ونحن تركنا عند مختلف القنا * أخاكم عبيد الله لحما ملحبا بصفين لما ارفض عنه رجالكم * ووجه ابن عتاب تركناه ملغبا وطلحة من بعد الزبير ولم ندع * لضبة في الهيجا عريفا ومنكبا ونحن أحطنا بالبعير وأهله * ونحن سقيناكم سماما معتشبا وقال النجاشي يذكر عليا ع وجده في الأمر:
إني أخال عليا غير مرتدع * حتى يقام حقوق الله والحرم أ ما ترى النقع معصوبا بلمته * كأنه الصقر في عرنينه شمم ومن شعره في صفين:
ونجى ابن حرب سابح ذو علالة * أشيح هزيم والرماح دواني إذا قلت أطراف الرماح تنوشه * مرته له الساقان والقدمان وكنت كذي رجلين رجل صحيحة * ورجل بها ريب من الحدثان فاما التي صحت فأزد شنوءة * وأما التي شلت فأزد عمان ومن شعره في معاوية:
يا أيها الرجل المبدي عداوته * رو لنفسك أن الأمر يؤتمر وما علمت بما أضمرت من حنق * حتى أتتني به الركبان تبتدر إذا نفست على الأمجاد مجدهم * فابسط يديك فان الخير مبتدر واعلم بان علي الخير من نمر * شم العرانين لا يعلوهم بشر لا يجحد الحاسد الغضبان فضلهم * ما دام بالحزن من صمانها الحجر نعم الفتى أنت لولا أن بنيكما * كما تفاضل ضوء الشمس والقمر ولا أخالك إلا لست منتهيا * حتى ينيمك من أظفاره ظفر في أبيات عظم وقعها عنه معاوية ومن شعره فيه:
دعن يا معاوي ما لن يكونا * فقد حقق الله ما تحذرونا أتاكم علي باهل الحجاز * وأهل العراق فما تصنعونا على كل جرداء خيفانة * وأشعث نهد يسر العيونا عليها فوارس شيعية (1) * كأسد العرين حمين العرينا يرون الطعان خلال العجاج * وضرب الفوارس في النقع دينا هم هزموا الجمع جمع الزبير * وطلحة والمعشر الناكثينا فقل للمضلل من وائل * ومن جعل الغث يوما سمينا جعلتم عليا وأشياعه * نظير ابن هند أ لا تستحونا إلى أول الناس بعد النبي * وصنو الرسول من العالمين وصهر الرسول ومن مثله * إذا كان يوم يشيب القرونا وفي الطليعة: وذكر له ابن أبي الحديد هناة لا تصح.
قيس بن عمار بن حيان التغلبي مولاهم أخو إسحاق بن عمار في الخلاصة: قريب الأمر اه ومر في إسحاق قول النجاشي أنه