ثم كسا الرأس والعوائق أبشارا * وجلدا تخاله أدما والصوت واللون والعايش والأخلاق * شتى وفرق الكلما وهو يحكي في كل هذا قول الله تعالى: ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين.
ويتحدث عن الآخرة والحساب وما يصيب كل امرئ ما كسب في دنياه، فالمؤمنون التقاة الصالحون ينعمون بجنات عدن تجري من تحتها الأنهار، والخطاة الفاسقون الذين حبطت أعمالهم يرسفون في أغلال جهنم، ويصلون نارا وقودها الناس والحجارة.
ويعرض النابغة على الناس صورا من اخبار الأمم البائدة التي أذلها الله سبحانه جزاء وفاقا بما اقترفت من سيئات، فأبدل حياتها الناعمة المترفة بحياة فيها عذاب وتمزق وشتات.
ويفيد النابغة من القصص القرآني الذي تفكر فيه فوعاه وراح يحوم حول معانيه، ويستخلص العبرة من أحوال تلك الأمم على شاكلة قوله:
يا أيها الناس هل ترون إلى * فارس بادت وخدها رغما أمسوا عبيدا يرعون شاءكم * كأنما كان ملكهم حلما أو سبأ الحاضرين مارب إذ * يبنون من دون سيله العرما فمزقوا في البلاد واعترفوا ال * هون وذاقوا البأساء والعدما وبدلوا السدر والآراك به ال * خمط، واضحى البنيان منهدما، فهو يذكر فضل الله سبحانه على المسلمين إذ أذل لهم الأمم التي كانوا يخشون بأسها، وهو يلتمس العبرة من زوال دولة الأكاسرة وكذلك دولة سبأ التي كان لها شأن في الأرض وعمران وبناء وسدود، وقد مزق الله شملها في البلاد، وهو يقتبس ذلك مما جاء في كتاب الله العزيز من أسر سبأ بل يحاول ان ينظم الآيات الكريمة في ذلك نظما، ويذكر الألفاظ القرآنية نفسها وذلك من قوله تعالى: لقد كان لسبا في مسكنهم آية جنتان، عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور، فاعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي الا الكفور، وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق.
ان الجوانب الاسلامية في شعر النابغة الجعدي كثيرة، وهو في كل شعره الاسلامي يستلهم القرآن الكريم ويستفيد من آياته فائدة كبيرة تدل على فهم واضح لآيات الله البينات واقبال على تلاوة كتاب الله ليل نهار.
علاء الدين أبو الفضل عبد الله بن كثير بن محمد شاة الأشنهي الفقيه.
توفي سنة 687 في كتاب معجم الآداب ومجمع الألقاب لابن الفوطي بخطه: قدم مراغة سنة 770 وكان فصيح اللسان مليح البيان وكان يحضر مجلس مولانا نصير الدين ويورد الفصول المختارة بالعربية والفارسية ويتردد إلى محافل الحكام في التهنئة والتعزية وله أخلاق حسنة وكتب الرسائل باللغتين نثرا ونظما وكان يتردد إلي مدة مقامي بالرصد وكتبت عنه وكتب عني وتوفي بمراغة سنة 687.
عبد الله بن كثير السهمي.
سمع عمال خالد بن عبد الله القسري يلعنون عليا والحسن والحسين على المنابر. فقال:
لعن الله من يسب عليا * وحسينا من سوقة وامام أ يسب المطيبون جدودا * والكرام الأخوال والأعمام يا من الظبي والحمام ولا يا * من آل الرسول عند المقام طبت بيتا وطاب أهلك أهلا * أهل بيت النبي والاسلام رحمة الله والسلام عليهم * كلما قام قائم بسلام وقال حين عابوه بذلك الرأي:
ان امرءا أمست معايبه * حب النبي لغير ذي ذنب وبني أبي حسن ووالدهم * من طاب في الأرحام والصلب أ يعد ذنبا ان أحبهم * بل حبهم كفارة الذنب الشيخ عبد الله بن كرم الله الحويزي توفي في حدود سنة 1132 في ذيل اجازة السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري الكبيرة كان فاضلا محققا مهذبا كريم الأخلاق مستجمعا للفضائل والمكارم معظما عند الملوك مطاعا مرجوعا إليه في القضاء والفتاوى ذا فطرة علية وهمة سنية وعزيمة قوية وكنت اسمع والدي يصفه بغزارة العلم وجلالة الشأن وجميع مكارم الأخلاق ويثني عليه كثيرا وارى من فتاويه في المعضلات بأيدي المستفتين ما لم أره من أحد من علماء العصر فكنت أتشوق إلى لقائه إلى أن تشرفت بذلك في الحويزة سنة 1131 فرأيت بحرا زخارا وفاضلا ما زيد اختبارا الا زيد اختبارا ووجها صبيحا ولسانا فصيحا وجبهة بادية الفسحة وشيبا عليه من نور الله مسحة وصدرا رحيبا وفضلا لا يجبه سائله ولا يخيب ودارا مطروقة لا يصد عنها صاد وزادا مبذولا سواء العاكف فيه والباد وكنت أكثر التردد إليه واعرض مشكلاتي عليه فكان يتعطف علي ويحسن الاصغاء إلي ويمتحني بغرائب الفوائد ويشنف سمعي بجواهر كلماته الفرائد ثم توفي بعد ذلك بفاصلة قليلة ورسومه جميعا باقية في داره على حالها بوجود اخلافه الكرام.
عبد الله بن كعب المرادي.
شهادته سنة 307 في صفين قال ابن عبد البر في الاستيعاب قتل يوم صفين وكان من أصحاب علي اه.
وفي الإصابة: قتل يوم صفين وكان من أعيان أصحاب علي ذكره أبو عمر مختصرا اه. أقول: روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله ان عبد الله بن كعب قتل يوم صفين فمر به الأسود بن قيس باخر رمق فقال: عز علي والله مصرعك