من بدوه احكم بنيانه * بالخير والقتوى وتفسيره فجاء تاريخ به معبد * كان لوجه الله تعميره عمر هذا المسجد بعد اندراسه وجدده بعد انطماسه راجي عفو ربه وغفرانه نور الدين بن علي بن الحسين الشهير بابن أبي الحسن الموسوي تجاوز الله عن سيئاتهم بدء في ختامه سنة 1039 تسع وعشرين بعد الألف من الهجرة.
السيد علي ابن السيد نور الدين علي أخي صاحب المدارك ابن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي ساكن مكة المكرمة. ولد بمكة المعظمة سنة 1061 وتوفي سنة 1119 ثامن عشر ذي الحجة بمكة المكرمة وأرخ وفاته ولده السيد مصطفى بقول: دخل الجنات وكان أبوه استوطن مكة المكرمة ثم مات أبوه وله سبع سنين فكفله اخوه السيد زين العابدين فعلمه القراءة والكتابة ولما بلغ اثني عشر عاما توفي اخوه أيضا فتولى تربيته جماعة من تلامذة أبيه واخذ العلم عنهم وعن غيرهم من علماء الخاصة والعامة. وفي أمل الآمل فاضل صالح شاعر أديب اه وفي تكملة أمل الآمل يروي عن أخيه لأبيه صاحب المدارك وأخيه لامه صاحب المعالم وقيل يروي عن أبيه ويروي عن الميرزا محمد الرجالي وعن الشيخ البهائي ويروي عنه جماعة لأنه كان حلة للاجلة وشيخ علماء الجلة ويروي عنه الشيخ علي السبط والشيخ قاسم الفقيه الكاظمي والشيخ علي ابن سليمان البحراني المعروف بام الحديث والسيد هاشم بن الحسين بن عبد الرؤوف الأحسائي وغيرهم اه. وذكره المحبي في خلاصة الأثر في اخر ترجمة أخيه السيد جمال الدين فقال كما اخبرني بذلك اخوه روح الأديب السيد علي بمكة المشرفة اه وذكره ولده السيد عباس في نزهة الجليس باسجاع كثيرة خلاصتها مع حذف الأسجاع فقال جهبذ عزيز فاضل تفرد بعلم البديع والمعاني وتوحد بالنحو والصرف وتعزز في اللغة وعلوم الأوائل وتبحر في سائر العلوم إلى كرم يخجل قطر المطر واخلاق الطف وأرق من نسمة السحر أفضل من نثر من البلغاء ونظم كان بمكة المشرفة كالحجر الأسود موقرا مكرما عند السادة آل الحسن وجميع الرؤساء والوزراء والأكابر ومن شعره قوله.
عجبت لجسم كالحرير منعم * يضم فؤادا قد من حجر صلد لها الله من رعبوبة سفكت دمي * بمرهف ماضي اللحظ منها على عمد تعشقتها أخت المهاة خريدة * ثوى حبها في القلب مذ كنت في المهد فعني إليك اليوم يا لائمي اتئد * أ تحسب ان اللوم في حبها يجدي وأقسم بالمسود من مسك خالها * وبالشفق المحمر من صفحة الخد وبالمقلة النجلاء والمبسم الذي * تستر بالياقوت والمرشف الشهدي لو أنك تشكو ما بقلبي عذرتني * وما لمت لكن ما بقلبك ما عندي وقله معارضا كافيا البهائي التي أولها يا نديمي بمهجتي أفديك:
رحمة يا معذبي لفتى * نفسه من اذى الردى تفديك لم يزل في الهوى أخا شجن * يا منى القلب مستهاما فيك والذي قد كساك ثوب بها * انا راض بكل ما يرضيك نم قريرا فان لي مقلا * لم تذق لذة الكرى وأبيك وترك صاحب الترجمة ثلاثة أولاد وهم السيد مصطفى والسيد سليمان والسيد عباس إما السيد سليمان فذكر اخوه السيد عباس في نزهة الجليس انه اجتمع به بمكة المكرمة عام 1131 وانه توفي بمكة عام 1134 واخوه المذكور ببلاد الهند وانه رثاه بأبيات أولها:
الا ان هذا الخطب للقلب صدها * وواصل من عيني ما عشت أدمعا ويا شامتا بالموت والموت خلفه * فلا بد يوما ان تجيب إذا دعا واما السيد مصطفى فترك أربعة أولاد السيد علي والسيد حيدر والسيد نور الدين والسيد مرتضى. وفي بغية الراغبين ان الأخير جد السادة المعروفين بال مرتضى المقيمين بمدينة صور واما السيد عباس فمذكور في بابه.
السيد علي ابن السيد طالب بدر الدين توفي في مجدل سلم سنة 1367 وكان شاعرا أديبا فمن شعره قوله يعزي السيد علي ابن عم المؤلف السيد محمود عن فقد عقيلته سنة 1323.
فجعت يد الأيام والغير * كهف الأنام وواحد البشر بمصونة تركت رزيتها * عين التقى والمجد في سهر اودى الحمام بها فغيبها * وكذا أفول الأنجم الزهر يا دهر هل تدري الغداة بمن * انشبت في ناب وفي ظفر علوية الجدين طاهرة البر * دين في صون وفي خفر من أسرة بلغوا السماء علاء * بالفضل والخطية السمر يا دهر ما صنعت يداك وما * ساقت يد الاقدار والغير ثلث عروش المكرمات وما * أبقت لعز الصون من اثر تركت عيون المجد دامية * ووحيد هذا العصر في كدر كيف استطاعت ان تجوس حمى * ما زال امن الخائف الحذر تحميه آيات العلى فما * تدنو إليه طوارق القدر مولى الورى من سار نائله * في الكون سير الشمس والقمر كشاف داجية الخطوب إذا * عادت ذوو الألباب والفكر يستل من إرائة بثرا * تغني عن الصمصامة الذكر هو حجة للدين بالغة * في الناس من بدو ومن حضر هو حجة العلماء واحدها * وعميدها في الحادث النكر علي بن علي الصغير الوائلي العاملي من امراء جبل عامل.
قتل سنة 1072 هو وأولاده على ما ذكره الشيخ محمد بن مجير العنقاني في تاريخه المختصر قال وقتل عاصي وأولاده وقتل قرقماس بن معن وقال قبل ذلك أنه في سنة 1070 صارت صيدا باشوية وكان أولهم علي باشا وبعده محمد باشا في ثاني سنة وقتل قمرقماس بن معن اه والظاهر أنه قتل المترجم وأولاده كان في الفتنة العظيمة التي حدثت بين علي باشا الدفتر دار أول باشا ولي صيدا وبين امراء الشيعة جبل عامل فقد ذكر الأمير حيدر في تاريخه انه في سنة 1071 قدم علي باشا الدفتردار إلى صيدا وهو أول من تولاها من الباشوات وتعينت باشاوية من ذلك الوقت ليرفع حكم العرب عنها وكانت فتنة عظيمة بينه وبين مشائخ المتأولة. وفي سنة 1073 عزل علي باشا الدفتردار عن مدينة صيدا وتولى مكانه محمد باشا فكتب إلى الأمير قرقماز والأمير احمد المعنيين ولدي الأمير ملحم حاكمي جبل الشوف واخر من حكم منهم بالأمان وكانا مختفيين في كسروان فحضروا فغدر بهما فقتل قرقماز وهرب احمد بعد ما أصابه سيف في رقبته.