عبيد بن أبي سلمة الليثي وهو ابن أم كلاب قال ابن أبي الحديد: قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتاب الجمل أن عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة أقبلت مسرعة وهي تقول آية ذا الإصبع لله أبوك إما إنهم وجدوا طلحة لها كفوا فلما انتهت إلى سرف استقبلها عبيد بن أبي سلمة الليثي فقالت له ما عندك قال قتل عثمان قالت ثم ما ذا قال ثم حارت بهم الأمور إلى خير محار بايعوا عليا فقالت لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن تم هذا ويحك انظر ما ذا تقول قال هو ما قلت لك يا أم المؤمنين فولولت فقال لها ما شانك يا أم المؤمنين والله ما أعرف بين لابتيها أحدا أولى بها منه ولا أحق ولا أرى له نظيرا في جميع حالاته فلما ذا تكرهين ولايته قال فما ردت علي جوابا. وروى الطبري بسنده أنها خرجت من مكة تريد المدينة فلما كانت بسرف لقيها رجل من أخوالها من بني ليث يقال له عبيد أو عبد بن أبي سلمة وهو ابن أم كلاب فقالت له مهيم (1) قال قتل عثمان وبقوا ثمانيا قالت ثم صنعوا ما ذا قال أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز اجتمعوا على بيعة علي فقالت ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الامر لصاحبك ردوني ردوني فانصرفت إلى مكة وهي تقول قتل والله عثمان مظلوما والله لأطلبن بدمه فقال لها ولم والله أن أول من أمال حرفه لأنت ولقد كنت تقولين اقتلوا نعثلا فقد كفر قالت إنهم استتابوه ثم قتلوه وقد قلت وقالوا وقولي الأخير خير من قولي الأول.
عبيد الله بن العباس أراد رجل أن يضار عبيد الله بن العباس فاتى وجوه قريش فقال يقول لكم عبيد الله تغدوا عندي اليوم فاتوه فملئت عليه الدار فقال ما هذا فأخبر بما صنع الرجل فأرسل إلى السوق فجئ بالفاكهة وأرسل قوما فذبحوا وخبزوا وشووا فلم ينقض اكلهم الفاكهة حتى جاء الطعام ثم قال لوكلائه فليتغد عندنا هؤلاء في كل يوم. وخرج عبيد الله يريد معاوية فاصابته السماء وهو في أرض قفر ليلا فرفعت له نار فقال لغلامه مقسم اقصد بنا النار فاتاها فإذا شيخ معه أهله وكان عبيد الله من أجمل الناس فلما رآه الشيخ أعظمه وقال لامرأته إن كان هذا قرشيا فهو من بني هاشم وإن كان يمانيا فهو من بني آكل المرار فهيئ لنا عنزك اقض بها ذمامه قالت إذا تموت ابنتي من الجوع قال الموت خير من اللؤم فاخذ الشفرة وقام إلى العنز وهو يقول:
قرينتنا لا توقظي بنيه * إن توقظيها تنحب عليه وتنزع الشفرة من يديه * أبغض بهذا وبذا إليه فذبحها وحدث عبيد الله حتى نضجت فاكل منها عبيد الله وباتا ليلة فلما قرب الرحيل قال لمقسم كم معك من نفقتنا قال خمسمائة دينار قال القها إلى الشيخ قال مقسم سبحان الله إنما كان يكفيه أن تضعف له ثمن عنزة والله ما يعرفك ولا يدري من أنت قال لكني اعرف نفسي وأدري من انا هذا لم يكن له من الدنيا غير هذه العنز فجاء لنا بها وهو لا يعرفنا فخرج من دنياه وأعطيناه بعض دنيانا فهو أجود منا وسار عبيد الله حتى قدم على معاوية وقضى حوائجه فلما انصرف قال يا مقسم مر بنا على الشيخ ننظر كيف حاله فإذا ابل عظيمة وانشده الشيخ شعرا قال فيه:
توسمته لما رأيت مهابة * عليه وقلت المرء من آل هاشم والا فمن آل المرار فإنهم * ملوك ملوك من ملوك خضارم فقمت إلى عنز بقية أعنز * فاذبحها فعل امرئ غير عاتم فعوضني منها غناي ولم تكن * تساوي عناقي غير خمس دراهم فقالت لعرسي في الخلا ووصيتي * أ ألحق هذا أو هو أضغاث حالم فقالوا جميعا لا بل الحق هذه * يخب بها الركبان وسط المواسم بخمس مئين من دنانير عوضت * من العنز ما جادت بها كف حاتم فبلغ ذلك معاوية فقال لله عبيد الله من اي بيضة خرج ومن اي عش درج وروي أن عبد الله بن عباس اتى الحسن والحسين فقال أن أخي واخاكما يريد عبيد الله قد أسرع في ماله اسراعا قد خفت منه على نفاده وله صبية قد خفت أن يدعهم عالة وقد عاتبته في ذلك مرارا ولا أراه يقلع ولا ينزع وارجو أن يكون لكما مطيعا وأن قولكما عنده مقبولا فلو عاتبتماه فقالا نفعل فصارا إليه فلما دخلا وجداه يطعم الناس فإذا جزر تنحر فقال أحدهما لصاحبه هذا بعض ما شكاه عبد الله فاستقبلهما وأسهل لهما عن فراشه ولقيهما بالاجلال والاعظام وقالا أتيناك في حاجة فقال الحوائج بعد الغداء قالا فهاته فقال ما كنت لأغديكما بنحيرة لغيركما فاحتبسهما حتى نحر لهما فلما طعما قالا أن أخانا واخاك عبد الله سألنا معاتبتك على اسرافك في مالك وقد رأينا بعض ما شكا ولك بنون ولسنا نأمن عليهم الضيعة بعدك فقال ما لقولكما عندي مرد ولا لي عما تأمراني مدفع لكني أخبركما بقصتي وارد الامر إليكما فما أمرتماني به أتيته وما نهيتماني عنه وقفت عنده أن الله تبارك وتعالى عودني عادة جميلة فعودتها عباده ولست آمن أن قطعت عادتي عن عباده أن يقطع عادته عني فقالا لا نأمرك في هذا بشئ وانصرفا حامدين لامره (2).
عز الدين عبيد الله بن عبد الله بن المختار العلوي الفقيه قرأت بخطه على تقويم له.
إن تغترر باخ يخنك وأن تشم * برقا يضن وأن تقل لم يقبل فاقنع برزقك واطرح هذا الورى * فلعل حظك ليله أن ينجلي (2) عبيد الله بن موسى بن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع يروي عن أبي محمد جعفر بن أحمد وعن أحمد بن الحسين الأيوبي الخضيب ويروي عنه تلميذاه الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيشابوري وأبو سعيد محمد بن أحمد النيشابوري جد أبي الفتوح الرازب صاحب التفسير كما يأتي وكلاهما من أعيان علماء الإمامية وأصحاب التصانيف. في فهرست منتجب الدين: ثقة ورع فاضل محدث له 1 كتاب انساب آل الرسول ص وأولاد البتول 2 كتاب في الحلال والحرام 3 كتاب الأديان والملل.
أخبرنا بها جماعة من الثقات عن الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيشابوري منتجب الدين والمترجم هو أبو الفتح بن أبي الحسن موسى بن أبي عبد الله احمد النقيب بقم بن محمد الأعرج بن أحمد بن موسى