المشهورة الرسالة الميسية في الفقه ينقل عنها العلماء في مصنفاتهم كثيرا ويعتنون بشأنها. والعجب أن صاحب الأمل لم يذكر له مؤلفا لا هي ولا غيرها، وقال صاحب اللؤلؤة لم اقف على من نسب إليه شيئا من المصنفات اه تلمذ عليه الشهيد الثاني وبقي ملازما له حتى توفي المترجم وكان المترجم زوج خالة الشهيد الثاني وزوجه ابنته وهي زوجته الكبرى وتزوج ابنتها السيد علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي فولدت له السيد محمد صاحب المدارك.
اجازة المحقق الكركي له قال المحقق الكركي في اجازته له ولولده الشيخ إبراهيم لما كتب إليه الميسي يستجيز لنفسه ولولده:
وبعد فان الكتاب الكريم الصادر عن سيدنا الشيخ الأجل العالم العامل الفاضل الكامل علامة العلماء ومرجع الفضلاء جامع الكمالات النفسانية حاوي محاسن الصفات الكاملة العلية المتسنم ذروة المعالي بفضائله الباهرة الممتطي صهوات المجد بمناقبه السنية الزاهرة زين الملة والحق والدين أبي القسم علي ابن المرحوم المبرور المقدس الموج المحبوب الشيخ العالم الاجل الكامل تاج الحق والدين عبد العالي العاملي الميسي أدام الله تعالى ميامن أنفاسه الزكية بين الأنام وأعاد على المسلمين من بركات علومه السامية إلى يوم القيامة بمحمد وآله الاطهار الأبرار صلى الله عليهم أجمعين مصابيح الظلام ومفاتيح الإنعام وحفظة الشرائع والاحكام ورد على هذا الضعيف المعترف على نفسه بالعجز والتقصير كاتب هذه الأحرف بيده الجانية فقابله بمزيد الاعظام والاكرام ووفاه ما يجب له من التوقير والاحترام وحيث تضمن الاستجازة على القانون المقرر بين أهل الصناعات العلمية من العقلية والنقلية لما ثبت لي من روايته من أصنافها على تفاوتها واختلافها اجازة عامة لنجله الأسعد الفاضل الأوحد ظهير الدين أبي إسحاق إبراهيم أبقاه الله تعالى في ظل والده الجليل دهرا طويلا وقد استفيد من المكتوب الشريف استدعاء نحو ذلك لنفسه النفيسة وعلو مقامه أدام الله تعالى بقاءه وإن كان صارفا عن الإجابة الا ان وجوب متابعة مرامه منع من المخالفة فاستخرت الله وأجزت له أدام الله أيامه ونجله الأسعد أقر الله عينه ببقائه لفظا وكتابة صريحا لا كناية رواية كل ما يجوز لي وعني روايته من العلوم الاسلامية مما للرواية فيه مدخل معقولها ومنقولها مثل الأصوليين والفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والتصريف وساير العلوم الأدبية التي تثبت حق الاتصال بهم بأنواع الرواية السماع والقراءة والمناولة والإجازة وكذلك أجزت رواية ما صنفته وألفته على نزارته وقلته.
السيد علي بن غياث الدين أبو المظفر عبد الكريم بن علي بن محمد الحسيني.
له كتاب جامع شتات الاخبار.
أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن أبي محمد الخليعي الموصلي الحلي.
توفي في حدود سنة 750 بالحلة وله قبر بها يزار.
كان فاضلا مشاركا في الفنون أديبا شاعرا، له ديوان ليس فيه الا مدح الأئمة ع. أصله من الموصل وسكن الحلة ومات بها، هكذا ذكر صاحب الذريعة ويوجد في بعض المجاميع المخطوطة أشعار في رثاء الحسين ع منسوبة للشيخ حسن الخليعي وبعضها للخليعي بدون ذكر اسمه. وذكر ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس أشعارا للخليعي في مدح ناصر الدولة ابن حمدان ومدح الحسين بن سعيد ابن حمدان أخي أبي فراس ولم يذكر اسمه. والذي يظهر لي ان الخليعي لقب لثلاثة اشخاص لا لاثنين أحدهم مادح الحمدانيين والثاني صاحب المراثي في الحسين ع وهو حلي أصله موصلي، وصاحب الطليعة يقول اسمه علي بن عبد العزيز والظاهر أنه من نسل مادح الحمدانيين وهو غيره يقينا لان المادح كان في المائة الرابعة وصاحب المراثي المذكور في الطليعة كان في المائة الثامنة، إما صاحب المراثي الآخر المسمى بالحسن ان تحقق وجوده فهو متأخر أيضا، ويمكن كونه ولد علي بن عبد العزيز، ويمكن كونه أبا الحسن الخليعي وسمي الحسن اشتباها بل هو غير بعيد فلا يكون الخليعي سوى اثنين والله أعلم.
فمن شعر الخليعي الحلي علي بن عبد العزيز قوله في أمير المؤمنين ع:
سارت بأنوار علمك السير * وحدثت عن جلالك السور والمادحون المجدون غلو * وبالغوا في ثناك واعتذروا واحكم الله في إمامتك الا * يأت واستبشرت بك العصر وذكر المصطفى فاسمع من * ألقى له السمع وهو مدكر وجد في نصحهم فما قبلوا * ولا استقاموا له كما امروا واختلفوا فيك أيها النبأ الأعظم * الا من دله النظر فمعشر امنوا فزادهم الله * بيانا ومعشر كفروا أسماؤك المشرقات في أوجه القر * آن من كل سورة غرر أقامك الله للعباد فلم * يقعدك عما أقامك البشر يا صاحب الكرة المنورة الغراء * جار بحكمها القدر يا راكبا ظهر هوجل سرح * لا يعتريها أين ولا ضجر تحثها قاصدا مزار فتى * به تنال النجاة والظفر بلغه عن عبده السلام وقل * والدمع من مقلتيك منهمر يا شاهدا لا تغيب عن بصري * وغائبا عنه يخسأ النظر عليك يوم المعاد متكلي * وأنت لي عدة ومدخر وله:
سل جيرة القاطنين ما فعلوا * وهل أقاموا بالحي أم رحلوا وقف معي وقفة الحزين عسى * أنشد ربعا ضلت به السبل ولا تلمني على البكاء فللأدمع * ري تطفى به الغلل بانوا فلي مقلة مقرحة * ومهجة بالزفير تشتعل جسمي لشوك القتاد مفترش * وناظري بالسهاد مكتحل قد كان قلبي والدار جامعة * والعيش غض والشمل مشتمل مروعا خائفا فكيف به * عند التنائي والركب مرتحل فواضلا لي تبكي لوحشتهم * عيني وبين الضلوع قد نزلوا واسال النطق من صدى طلل * بال واني يجيبني الطلل فما لقلبي والنائبات وكم * يرمى بسهم نوى وينتبل يا نفس صبرا فكل نائبة * سوى مصاب الحسين تحتمل ويا جفوني سحي عليه فلي * عن كل رزء برزئه شغل يا سادتي يا بني النبي ومن * عليهم في المعاد اتكل ما راعني فقد من ألفت به * ولم يهجني التشبيب والغزل