أشبار فامر الملا باشي مفتي الركاب آقا حسين ان يقرأ قائما ففعل وهي باللغة الفارسية مضمونها ان الله اقتضت حكمته ارسال الرسل حتى جاءت نبوة نبينا محمد ص ولما توفي اتفق الأصحاب رضي الله عنهم على أفضلهم أبي بكر الصديق رضي الله عنه فبايعوه حتى الإمام علي بن طالب بطوعه واختياره ثم نصب أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب للخلافة فبايعه الصحابة كلهم حتى الإمام علي ثم جعلها شورى بين ستة أحدهم علي فاتفقوا على عثمان بن عفان ثم استشهد فاجتمع الصحابة على علي وهؤلاء الأربعة لم يقع بينهم تشاجر ولا نزاع وكان كل منهم يحب الآخر ويمدحه حتى قال علي في الشيخين هما امامان عادلان قاسطان كانا على الحق وماتا عليه وقال الصديق أ تبايعونني وفيكم علي بن أبي طالب فاعلموا أيها الإيرانيون ان فضلهم وخلافتهم على هذا الترتيب فمن خالف فما له وولده وعياله ودمه للشاه قال السويدي فاعترضت على لفظة النصب المذكورة في خلافة سيدنا عمر وقلت للملا باشي ضع بدلها لفظة العهد لأن في لفظة النصب شائبة انهم ناصبة فعارضني بعض الحاضرين وقال هذا خلاف ظاهر اللفظ والمعنى الذي ذكرته لم يخطر ببال أحد ولا يقصده أحد واخشى ان تثور الفتنة بسببك ووافقه الملا باشي فسكت وذكر انه اعترض على أشياء أخرى لا محل لذكرها فلم يوافقوه عليها ثم وضعوا خواتيمهم في تلك الرقعة وفيها أيضا كتابة عن لسان أهل النجف وكربلا والحلة والخوارز كذا فوضعوا فيها خواتمهم ومنهم السيد نصر الله المعروف بابن قطة والشيخ جواد النجفي الكوفي وغيرهم وكتابة عن لسان الأفغانيين وعلماء ما وراء النهر وفيها شهادة على الإيرانيين بذلك فوضعوا خواتمهم فيها وقال شهدت في أعلاها وبعث الشاة بالحلويات في صواني الفضة ومبخرة من الذهب مرصعة بالجواهر فيها العنبر فتبخرنا واكلنا ووقف الشاة تلك المبخرة على حضرة سيدنا علي ثم ارسل إلي وقربني وقال لي جزاك الله خيرا وجزى احمد خان أحمد باشا خيرا فما قصر في اصلاح ذات البين وحقن دماء المسلمين أيد الله سلطان آل عثمان وزاده عزا ورفعة ثم قال أريد ان تبقى غدا لاني امرت بصلاة الجمعة في مسجد الكوفة وان تذكر الصحابة على المنبر على الترتيب ويدعى لاخي الكبير سلطان آل عثمان ثم يدعى للأخ الصغير يعني نفسه وصبحة الجمعة ارتحل إلى الكوفة وهي فرسخ وشئ وامر مؤذنيه فاعلنوا باذان الجمعة فقلت لاعتماد الدولة ان صلاة الجمعة لا تصح عندنا في مسجد الكوفة لعدم المصر عند أبي حنيفة ولعدم الأربعين من البلد عند الشافعي فقال المراد حضورك لتسمع الخطبة فان شئت صليت وان شئت لا فذهبت إلى الجامع فرأيته غاصا بالناس فيه نحو خمسة آلاف فيهم علماء إيران والخانات وعلى المنبر امام الشاة علي مدد فتشاور الملا باشي وبعض علماء كربلاء فامر الملا باشي بانزال علي مدد وصعد الكربلائي فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ص ثم قال وعلى الخليفة الأول من بعده على التحقيق أبي بكر الصديق وعلى الخليفة الثاني الناطق بالصدق والصواب سيدنا عمر وعلى الخليفة الثالث جامع القرآن عثمان بن عفان وعلى الخليفة الرابع ليث بني غالب سيدنا علي بن أبي طالب وولديه الحسن والحسين وباقي الصحابة والقرابة رضوان الله عليهم أجمعين اللهم أدم دولة ظل الله في العالم سلطان سلاطين بني آدم سلطان البرين وخاقان البحرين خادم الحرمين الشريفين السلطان محمود خان ابن السلطان مصطفى خان أيد الله خلافته وخلد سلطنته ونصر جيوشه اللهم أدم دولة من أضاءت به الشجرة التركمانية ملاذ السلاطين وملجا الخواقين ظل الله في العالمين قران نادر دومران ثم نزل وأقيمت الصلاة فاسبل يديه وجميع من وراءه من علماء وخواقين واضعون ايمانهم على شمائلهم فقرأ الفاتحة والجمعة وقنت قبل الركوع وجهر بتسبيحات الركوع ثم رفع رأسه قائلا الله أكبر بلا سمع الله لمن حمده وربنا لك الحمد وقنت ثانيا جهرا ثم سجد سجدتين جلس بينهما وجهر بالتسبيحات وقرأ في الركعة الثانية الحمد وسورة المنافقين وركع وسجد وفعل كفعله الأول وتشهد فقرأ شيئا كثيرا ما فيه من تشهدنا الا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وجهر به وسلم على اليمين فقط واضعا يديه على رأسه ثم ارسل الشاة حلويات كثيرة. ومما انتقده السويدي على الخطيب انه كسر راء عمر مع أنه امام في العربية وشتم السويدي هنا الامام أقبح الشتم مع أنه يمكن ان يكون لسانه سبقه إلى الكسر والإنسان محل السهو والنسيان وإن كان إماما في العربية سيما في مثل ذلك المجمع العظيم المهيب أو انه لم يخلص الفتحة كما يقع كثيرا فظهرت شبيهة بالكسرة فحمل السويدي سوء ظنه الشديد على أن ظن به تعمد الكسر قال فقال لي الاعتماد كيف رأيت الخطبة والصلاة فقلت إما الخطبة فلا كلام فيها واما الصلاة فخارجة عن المذاهب الأربعة على غير ما شرط عليهم ان لا يتعاطوا أمرا خارجا عن المذاهب الأربعة. فأخبر الشاة فغضب وأرسل لي معه يقول أخبر احمد خان اني ارفع جميع الخلافات حتى السجود على التراب يقول المؤلف يا عجبا للسويدي لا يرضيه عن الشيعة الا ان يتركوا مذهب جعفر الصادق امام أهل البيت ويقلدوا المذاهب الأربعة التي ليس مذهب جعفر دونها ان لم يكن خيرها والسجود على التراب جائز في المذاهب الأربعة بل هو أفضل وأقرب إلى الخضوع لله تعالى الذي شرع السجود لأجله فكيف يمنعه نادر شاة ليرضي السويدي ومع كل هذا التشدد كيف يمكن اتفاق المسلمين الذي حاوله نادر شاة بكل جهده فحال دونه أمثال السويدي ثم ذكر انه تذاكر مع الملا باشي في مذهب جعفر الصادق بما نقلناه في الجزء الثاني من معادن الجواهر فلا نعيده هنا وأرسل الشاة صورة الجريدة إلى أحمد باشا مع السويدي وأرسل بعد ذلك السيد نصر الله الحائري ليكون إماما في مكة المكرمة وأرسل معه هدايا إلى شريف مكة فحاول أهل مكة قتله ثم جاءه الامر بالسفر إلى اسلامبول للسفارة بين الشاة والسلطان فاستشهد فيها لأجل التشيع فبطلت مساعي نادر شاة في جمع كلمة المسلمين.
وذكرنا ملخص هذه الرسالة بطولها في هذه الترجمة وان خرجت عن مقاصد الكتاب لما فيها من الوقائع التاريخية والمناظرة التي لا يمكن للانسان ان يمر بها ولا يبدي رأيه فيها والشئ بالشئ يذكر والحديث شجون.
ميرزا علي أكبر ابن ميرزا شيران الهمداني الملقب صدر الاسلام.
توفي حدود سنة 1334 بهمذان كان في أول امره كاتبا عند الأمير زين العابدين الشوريني الملقب بأمير أفخم حاكم همذان ثم ترك الخدمة عنده وتزهد وذهب إلى النجف فطلب العلم هناك عند الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي وغيره ثم عاد إلى همذان وكان من أفضل العلماء وكان مرتاضا منزويا عن الخلق له من المؤلفات 1 البحر المكفوف في علم الجفر والحروف 2 تكاليف الأنام في غيبة الامام 3 مثنوي المسمى باب حياة شعر فارسي في المواعظ والحكم مطبوع 4 الدعوة الحسنى في الأدعية الحسنى مطبوع 5 ناسخ التفاسير في