ومن أعماله انه آوى جمعا غفيرا من النصارى في داره في حادثة الستين وهي الحادثة التي وقعت بين الدروز والنصارى سنة 1860 م الموافق 1277 ه. وحماهم وأكرمهم وقام بما يجب لهم ففي كتاب مجمع المسرات تاليف الدكتور شاكر الخوري بعد ما ذكر انه أقام في النبطية مع جمع غفير من النصارى خمسة عشر يوما قال: وفي أثناء ذلك ورد لنا خبر عن والدتي واخوتي وخالتي وأولاد عمي انهم في جباع الحلاوة مع جماعة من النصارى في بيت الشيخ علي الحر وهو رجل عظيم جدا من أكابر قومه عمل معروفا مع النصارى لا يقدر وكذلك الشيخ عبد الله نعمة الذي عمل نفس المعروف فأرسل حسين بك الأمين حاكم النبطية خيالة إلى جباع فاحضروا والدتي وأقاربنا الذين كانوا هناك. وقد أخبرتني والدتي انها بينما كانت في جباع مشتتة الأفكار بسبب زوجها واخوتها وأولادها لا تدري أ هم احياء أم أموات وتقضي ليلها ونهارها بالنحيب إذا بسيد من أهل جباع مهيبا متأدبا محتشما اسمه السيد إبراهيم يطلب مقابلتها فأخبرها انه بينما كان في مزرعة الرهبان في جبل طورا رأى خمسة رجال من بكأسين مختبئين هناك هم نصور مبارك الخوري ورفاقة يعيشون على القمح الفريك فسأله منصور عمن عندهم في جباع من أهل الإقليم فأخبره بوجود والدتي هناك فقال له منصور أرجوك ان تخبرها بسلامتنا وانا في ضيق عظيم فارجوها ان تعمل لنا طريقة مع الشيخ علي الحر ليوصلنا إلى جباع فحضرت والدتي إلى الشيخ علي وأخبرته بذلك فاحضر السيد إبراهيم وأمره ان يذهب مع خمسة رجال ويأتوا بمنصور ورفقائه وان يحافظوا عليهم تمام المحافظة فذهبوا واحضروهم. ثم قال إن بيت الحر في جباع حافظوا على النصارى الذين اجتمعوا عندهم في حادثة الستين وعملوهم بالخير والاحسان ثم قال إن مشايخ المتأولة الشيعة عملت كل معروف مع النصارى وكانوا يصرفون من أموالهم الخاصة عليهم فلذلك يلزم أن تكون النصارى مدينة بالمعروف لهم ولا ينسوا حسين بك الأمين الشيخ فضل وولده حسن بك والشيخ علي الحر والشيخ عبد الله نعمة من جباع الخ ولا أولادهم إلى ما يأتي من نسلهم فيما بعد.
الشيخ علي بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي جامع العاملي الحارثي الهمداني.
توفي بالحويزة سنة 1005 ونقل إلى النجف فدفن فيه كذا ارخه حفيده الشيخ جواد في ملحق أمل الآمل ولكن في تكملة أمل الآمل ما يدل على أنه كان حيا سنة 1015 كما يأتي فاحد التاريخين غلط وكانه سقط شئ من تاريخ الوفاة.
وآل أبي جامع الذين صاروا يعرفون بال محيي الدين مر الكلام عليهم عموما في ترجمة أحمد بن علي بن الحسين بن محيي الدين.
والمترجم من ذكر أبيه وابنه عبد اللطيف وابن ابن ابنه الحسين بن محيي الدين ابن عبد اللطيف ويأتي ذكر القاسم بن الحسين بن محيي الدين.
أقوال العلماء فيه لم يذكره صاحب أمل الآمل لأنه لم يطلع عليه ولا يحيط بجميع الأشياء الا علام الغيوب. وفي رياض العلماء: الشيخ علي بن أحمد بن محمد بن أبي جامع العاملي كان من أجلاء تلامذة الشهيد الثاني وقد قرأ كتاب شرح اللمعة على مؤلفه الشهيد الثاني ورأيت نسخة من شرح اللمعة بخطه الشريف وقد كتبها في حياة المؤلف ثم قابلها مع نسخة الأصل وكان تاريخ كتابة تلك النسخة سنة 960 بعد زمان التأليف بثلاث سنين وكان والده الشيخ حمد من علماء عصره وفقهائه وقد مرت ترجمته اه.
ويظهر ان آل أبي جامع لهم علاقة كبيرة بشرح اللمعة فجدهم المترجم قرأه على مؤلفه واستنسخه بخطه في حياة مؤلفه وحفيده الشيخ جواد محيي كان معروفا بتدريس شرح اللمعة وقضى عمره في تدريسه. وفي تكملة أمل الآمل: عالم فاضل جليل يروي عن أبيه عن المحقق الثاني وعن السيد خلف الحسيني اجازة سنة 1015 والعجب من المؤلف كيف أغفل مثله وهو أبو الفضل والعلم وأبو اسره من اعلام العلماء كما عرفت اه. ومر ان تاريخ وفاته ينافي تاريخ الإجازة. ولا عجب من إغفال صاحب أمل الآمل له فإنه لم يطلع عليه.
وذكره الشيخ جواد آل محيي الدين في كتيبه ملحق أمل الآمل وقال إنه أول من انتقل منهم من جبل عامل إلى العراق بعد قتل الشهيد الثاني وقال إنه رأى بخط العالم الفاضل الشيخ علي ابن رضي الدين ابن الشيخ علي المترجم انه لما جرى في تلك البلاد بسبب قتله من الخوف خرج صاحب الترجمة بعياله وأولاده حتى وصل كربلاء فأقام بها وكان عالما فاضلا فقيها محدثا تقيا صالحا ذا ثروة ونعمة فاتفق تصديقا للحديث الوارد المؤمن ممتحن ان رجلا من أهل كربلاء من أهل الخير وهو الذي بنى الجامع المعروف الموجود الآن في الروضة المشرفة الحائرية تجاه الضريح الشريف وعمر مزار الشهداء ع لما حضرته الوفاة أوصى إلى السيد العالم الفاضل السيد محمد بن أبي الحسن العاملي الذي جاء من جبل عامل وجاور في كربلاء والى الشيخ علي المذكور بأمواله فأقام أحدهما وصيا والآخر ناظرا وتوفي فشاع ذلك حتى بلغ مسامع السلطان العثماني فأرسل من قبله قاصدا وأمره بالقبض على الرجلين واحضارهما إليه فقبض على السيد محمد وقيده وكان الشيخ علي غائبا في النجف الأشرف فاخذ السيد مقيدا وسار إلى النجف لطلب الشيخ علي وكان الحاكم في النجف السيد حسين آل كمونة فتوسط لدى القاصد وتلطف له حتى اطلق السيد فخرج السيد من وقته إلى بيت الله الحرام وجاور فيه حتى مات وكان الشيخ علي لما بلغه الخبر خرج هاربا مع عياله وأولاده إلى بلاد العجم فلما وصل إلى الدورق كان الحاكم فيها السيد مطلب والد السيد مبارك فاحسن وفادته وأكرمه وصرف رأيه عن بلاد العجم فبقي هناك ثم انتقل مع السيد مطلب إلى الحويزة وسكن بها حتى مات سنة 1005 ونقل إلى النجف الأشرف وأقامت جنازته في الطريق نحوا من اثني عشر يوما ودفن في الحضر المشرفة الحيدرية وهو أول من نقل من الأموات من الحويزة. له من المصنفات شرح قواد العلامة ورسالة في صلاة الجمعة اه.
وفي كلامه نظر من وجهين أولا ان تاريخ الوفاة يخالف تاريخ الإجازة كما مر ثانيا انه ذكر في ترجمة أبيه الشيخ احمد انه أول من انتقل من جبل عامل إلى النجف وهنا ذكر ان أول من انتقل هو المترجم.
أوحد الدين علي ابن إسحاق الملقب في شعره بانوري الأبيوردي الخاوراني الشاعر الحكيم المعروف:
توفي سنة 551.