قال: وما قال؟ قال: أ لم تكن معنا ونحن نبني المسجد والناس ينقلون حجرا حجرا ولبنة لبنة وعمار ينقل حجرين حجرين ولبنتين لبنتين فغشي عليه فاتاه رسول الله ص فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: ويحك يا ابن سمية الناس ينقلون حجرا حجرا ولبنة لبنة وأنت تنقل حجرين حجرين ولبنتين لبنتين رغبة منك في الاجر وأنت ويحك مع ذلك تقتلك الفئة الباغية فدفع عمرو صدر فرسه ثم جذب معاوية إليه فقال: يا معاوية أ ما تسمع ما يقول عبد الله؟ قال: وما يقول؟ فأخبره الخبر فقال معاوية: انك شيخ أخرق ولا تزال تحدث بالحديث وأنت تدحض في بولك أ ونحن قتلنا عمارا انما قتل عمارا من جاء به فخرج الناس من فساطيطهم وأخبيتهم يقولون:
انما قتل عمارا من جاء به، فلا أدري من كان أعجب هو أو هم.
ولما بلغ أمير المؤمنين عليا ع ذلك قال: يكون النبي ص قاتل حمزة لأنه جاء به.
وأورد ابن عساكر الدمشقي في تاريخه أن عليا ع قال حين قتل عمار: ان امرأ من المسلمين لم يعظم عليه قتل عمار بن ياسر ويدخل عليه المصيبة لغير رشيد رحم الله عمارا يوم أسلم ورحم الله عمارا يوم قتل ورحم الله عمارا يوم يبعث حيا لقد رأيت عمارا وما يذكر من أصحاب رسول الله ص أربعة الا كان رابعا ولا خمسة الا كان خامسا.
عمر بن إسماعيل بن موسى الحرفوشي.
في بعض مكتوبات الأستاذ عيسى إسكندر المعلوف قال الشيخ عبد الرحمن التاجي البعلبكي في قصر الأمير عمر الحرفوشي حاكم بعلبك مؤرخا بناءه سنة 1078 من قصيدة طويلة قال فيها:
عمر الأمير الندب ما غمر الورى * احسانه الصافي فكل يحمد ليث يريك البرق في يوم الوغى * عضب يجرده وطرف أجرد من أسرة سادوا الورى بمكارم * غر وآلاء لهم لا تجحد أعني الحرافشة الكرام ومن لهم * عز يذل له العزيز الأصيد ولذاك ثغر السعد قال مؤرخا * قصر زهي للأمير مشيد أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع الكوفي.
ولد سنة 442 وتوفي في شعبان 539 في أيام المقتفي ودفن في المسبلة التي للعلويين وقدر من صلى عليه بثلاثين ألفا.
أقوال العلماء فيه في معجم الأدباء: امام من أئمة النحو واللغة والفقه والحديث قال السمعاني وكان خشن العيش صابرا على الفقر قانعا باليسير ورحل إلى الشام وسمع من جماعة وأقام بدمشق وحلب مدة وحضرت عنده وسمعت منه وكان حسن الاصغاء سليم الحواس ويكتب خطا مليحا سريعا على كبر سنه اه وذكره السيوطي في بغية الوعاة.
اخباره في معجم الأدباء عن أبي الغنائم النرسي أنه قال سمعت الشريف عمر يقول دخل أبو عبد الله الصوري الكوفة فكتب بها عن أربعمائة شيخ وقدم علينا هبة الله بن المبارك السقطي فأفدته عن سبعين شيخا من الكوفيين وما بالكوفة اليوم أحد يروي الحديث غيري ثم ينشد:
منذ دخلت اليمنا * لم أر وجها حسنا ففي حر أم بلدة * أحسن من فيها انا قال ياقوت: حكي ان أعرابيين مرا بالشريف عمر وهو يغرس فسيلا فقال أحدهما للآخر أ يطمع هذا الشيخ مع كبره ان يأكل من جني هذا الفسيل فقال الشريف يا بني كم كبش في المرعى وخروف في التنور ففهم أحدهما ولم يفهم الآخر فقال الذي لم يفهم لصاحبه أيش قال قال إنه يقول كم من ناب يسقى في جلد حوار، فعاش حتى أكل من ثمر ذلك الفسيل.
قال تاج الاسلام سمعت عمر بن إبراهيم بن محمد الزيدي يقول لما خرجنا من طرابلس الشام متوجهين إلى العراق خرج لوداعنا الشريف أبو البركات بن عبيد الله العلوي ودع صديقا لنا يركب البحر إلى الإسكندرية فرأيت خالك يتفكر فقلت له اقبل على صديقك فقال لي قد علمت أبياتا اسمعها فانشدني في الحال:
قربوا للنوى القوارب كيما * يقتلوني ببنيهم والفراق شرعوا في دمي بتشديد شرع * تركوني من شدها في وثاق قلعوا حين أقلعوا لفؤادي * ثم لم يلبثوا بقدر الفواق ليتهم حين ودعوني وساروا * رحموا عبرتي وطول اشتياقي هذه وقفة الفراق فهل أحيا * ليوم يكون فيه التلاقي مذهبه قال السيوطي في بغية الوعاة كان زيديا جارودي المذهب وقال ياقوت عن السمعاني سمعته يقول أنا زيدي المذهب ولكني أفتي على مذهب السلطان يعني أبا حنيفة إلى أن قال سمعت أبا الغنائم بن النرسي يقول كان الشريف عمر جارودي المذهب لا يرى الغسل من الجنابة (1) وقال السمعاني كنت ألازمه طول مقامي بالكوفة في الكرات الخمس ما سمعت منه في طول ملازمتي له شيئا في الاعتقاد أنكرته غير اني كنت يوما قاعدا في باب داره وأخرج لي شدة من مسموعاته وجعلت افتقد فيها حديث الكوفيين فوجدت فيها جزءا مترجما بتصحيح الاذان بحي على خير العمل فأخذته لاطلاعه فاخذه من يدي وقال هذا لا يصلح لك له طالب غيرك ثم قال ينبغي للعالم أن يكون عنده كل شئ فان لكل نوع طالبا وسمعت يوسف بن محمد بن محمد بن مقلد يقول كنت أقرأ على الشريف عمر جزءا فمر بي حديث فيه ذكر عائشة فقلت رضي الله عنها فقال لي تدعو لعدوة علي فقلت حاشى وكلا ما كانت عدوة علي ثم قال ياقوت: قال في تاريخ الشام حكى أبو طالب ابن الهراس الدمشقي وكان حج مع أبي البركات انه صرح له بالقول بالقدر وخلق القرآن فاستعظم أبو طالب ذلك منه وقال إن الأئمة على غير ذلك فقال له ان أهل الحق يعرفون بالحق ولا يعرف الحق باهله قال هذا معنى حكاية أبي الطيب.
مشائخه قال ياقوت أخد النحو عن أبي القاسم زيد بن علي الفارسي عن أبي