وإذا الرياح جرين فوق متونه * فكانه درع جلاها صيقل وكان دجلة إذ تغطمط موجها * ملك يعظم خيفة ويبجل عذبت فما ندري أ ماء ماؤها * عند المذاقة أم رحيق سلسل ولها بمد بعد جزر ذاهب * جيشان يدبر ذا وهذا يقبل وله:
وافى كتابك مثلما * وافى ليعقوب البشير وكأنما الاقبال جاء * أو الشفاء أو النشور وكأنما شرخ الشباب * وعيشه الغض النضير وافى وعير الليل وا * قفة الركاب فما تسير وأضاء لي من كل فج * منه فجر مستطير ورأيت أفلاك السرور * بكل ما أهوى تدور خط وقرطاس كأنهما * السوالف والشعور فكانه ليل يموج * خلاله صبح منير وبدائع تدعو القلوب * تكاد من طرب تطير وله:
وكان السماء خيمة وشي * وكأنما الجوزاء فيها شراع وكان النجوم بين دجاها * سنن لاح بينهن ابتداع مشرقات كأنه حجاج * تقطع الخصم والظلام انقطاع وله:
وصالي شباب لا يليه مشيب * وسخطك داء ليس فيه طبيب كأنك من كل القلوب مركب * فأنت إلى كل النفوس حبيب وقال في شيخ خرج يستسقي:
خرجنا لنستسقي بيمن دعائه * وقد كاد هدب الغيم أن يلحق الأرضا فلما ابتدى يدعو تكشفت السما * فما تم الا والغمام قد انقضا القاضي أبو القاسم علي بن محمد التنوخي.
في الرياض: اسمه علي بن القاضي أبي علي المحسن صاحب كتاب الفرج بعد الشدة ابن القاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم القحطاني التنوخي ويعرف بالقاضي التنوخي. كان تلميذ المرتضى، عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المجاهرين. والانتساب إلى الجد الاعلى شائع، ويحتمل ان يكون المراد منه جده، أعني القاضي أبي القاسم علي بن محمد وهو أقرب لفظا والأول أقرب معي، لأن سبطه مجزوم بتشيعه بخلاف جده. وفي موضع آخر من الرياض: صاحب السيد المرتضى وتلميذه وقد يطلق على جده القاضي أبي القاسم علي ابن محمد، والأكثر على أن السبط كان من الامامية و لذلك أوردناه في القسم الأول، لكن العلامة قد عده في أواخر اجازته لأولاد ابن زهرة من علماء العامة ومن مشائخ الشيخ الطوسي.
ثم قال في الرياض: من غريب ما وقع للقاضي نور الله انه ظن أن الذي كان صاحبا للمرتضى وبقي إلى ما بعد زمانه هو جد هذا القاضي أعني القاضي أبا القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي، قال وكانت ولادته بأنطاكية سنة ثمان وسبعين ومائتين ووفاته سنة اثنين وأربعمائة ولا يخفى ان هذا وهم في وهم على وهم مع وهم إما أولا فلأن الذي كان صاحب السيد هو سبطه أعني هذا القاضي والشبهة نشأت من اشتراكهما في الاسم والكنية واللقب واما ثانيا فلأن وفاة المرتضى كانت سنة ست وثلاثين وأربعمائة والقاضي التنوخي الذي كان صاحب المرتضى قد بقي بعده وهو الناقل لبعض أحوال المرتضى بعد وفاته فكيف يتصور أن تكون وفاة هذا القاضي سنة اثنين وأربعمائة، وأما ثالثا فلأن عمر القاضي التنوخي على هذا يكون مائة وأربعا وعشرين سنة مع قطع النظر عن بقائه بعد المرتضى ولم ينقل أحد ان واحدا منهم كان من المعمرين، وأما رابعا فلأن صاحب الجواهر المضيئة وغيره صرحوا بان وفاة القاضي أبي القاسم علي بن محمد ابن أبي الفهم كانت بالبصرة سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة.
السيد علي الغزنوي بن محمد بن أبي زيد الحسيني العلوي وباقي نسبه في أحمد بن حسن بن أحمد بن محمد بن مهدي كاركيا.
كان عالما فاضلا ولقب بالغزنوي على ما في مجالس المؤمنين لأنه قرأ في مدرسة مولانا عبد الوهاب الغزنوي.
الشيخ نجيب الدين علي بن الشيخ شمس الدين محمد بن مكي بن عيسى بن حسن بن جمال الدين عيسى الشامي العاملي الجبيلي ثم الجبعي.
كان حيا سنة 1041 الجبيلي نسبة إلى جبيل بلفظ تصغير بلد في جبل لبنان ويحتمل أن يكون نسبة إلى بنت جبيل بلد في جبل عامل من باب النسبة إلى أحد جزئي المركب والظاهر الأول.
أقوال العلماء فيه في السلافة: الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي الشامي العاملي نجيب اعرق فضله وأنجب، وكماله في العلم معجب وأدبه أعجب سقى روض آدابه صيب البيان فجنت منه أزهار الكلام أسماع الأعيان فهو للإحسان داع ومجيب وليس ذلك بعجيب من نجيب وله مؤلفات أبان فيها عن طول باعه واقتفائه لآثار الفضل واتباعه، وكان قد ساح في الأرض وطوى منها الطول والعرض فدخل الحجاز واليمن والهند والعجم والعراق ونظم في ذلك رحلة أودعها من بديع نظمه ما رق وراق وقد حذا فيها حذو الصادح والباغم ورد حاسد فضله بحسن بيانها وهو راغم وقفت عليها فرأيت الحسن عليها موقوفا واجتليت محاسن ألفاظها ومعانيها أنواعا وصنوفا واصطفيت منها لهذا الكتاب ما هو أرق من لطيف العتاب اه ثم ذكر منها قصيدة ومقطعات سنذكر ما نختاره منها عند ذكر شعره وقوله حذا فيها حذو الصادح والباغم اي في الحكم والمواعظ لا في كل شئ فالصادح والباغم هو عن لسان الحيوانات والرحلة المذكورة ليس فيها شئ عن لسان الحيوانات كما ستعرف.
وفي أمل الآمل: علي بن محمد بن مكي العاملي الجبيلي ثم الجبعي كان عالما فاضلا فقيها محدثا متكلما شاعرا أديبا منشئا جليل القدر قرأ على الشيخ حسن والسيد محمد والشيخ بهاء الدين وغيرهم، له شرح الرسالة الاثني عشرية للشيخ حسن وجمع ديوان الشيخ حسن وله رحلة منظومة لطيفة نحو 2500 بيت وله رسالة في حساب الخطاين وله شعر جيد، رأيته في أوائل سني قبل البلوغ ولم أقرأ عنده، يروي عن أبيه عن جده عن الشهيد الثاني، ويروي عن مشايخه المذكورين وغيرهم وكان حسن الخط والحفظ وله اجازة لولده ولجميع معاصريه اه وفي رياض العلماء:
الشيخ نجيب الدين علي ابن الشيخ شمس الدين محمد بن مكي بن