ذكره في الرياض في باب الألقاب وقال إنه نص على تشيعه جماعة وذكر أبياته الصريحة فيه وهو من أفاضل الحكماء في عصره الذي انتقلت السلطنة فيه إلى جنكيز خان ملك التتار وصرح في الرياض بأنه من مشاهير حكماء الشيعة له كتاب البشارات في شرح الإشارات للرئيس ابن سينا في المنطق والحكمة رأى صاحب الرياض نسخته في تبريز وله ديوان شعر يعرف بديوان انوري.
أبو محمد علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت.
مات في أيام الهادي ع.
نوبخت مر في إبراهيم بن إسحاق وكان المترجم واخوه يعقوب من رجال آل نوبخت وجهابذة الكلام والنجوم وكان المترجم من العلماء المقربين عند السلطان ومن المعروفين في علم الأوائل وكان من المنقطعين إلى أهل البيت ع كأبيه واخوته يعقوب وإبراهيم صاحب الياقوت.
أبو القاسم علي بن إسحاق بن خلف البغدادي المعروف بالزاهي الشاعر المشهور.
ولد يوم الاثنين لعشر ليال بقين من صفر سنة 318 وتوفي يوم الأربعاء لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة 352 ببغداد ودفن في مقابر قريش كذا عن عميد الدولة أبي سعيد بن عبد الرحيم في طبقات الشعراء وفي تاريخ بغداد قال لي التنوخي مات الزاهي بعد سنة 360 والزاهي بزاي فألف فهاء فياء في انساب السمعاني هذه النسبة إلى قرية زاه ويقال لها الزاه أيضا من قرى نيسابور نسب إليه محمد بن إسحاق وأبو الحسن علي بن خلف الشاعر المعروف بالزاهي، لا أدري هو من هذه القرية أم لا غير أنه بغدادي وكان حسن الشعر في التشبيهات وغيرها اه وبعضهم قال انما لقب الزاهي لأنه أول من زها في شعره وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت ع المجاهرين فقال أبو القاسم الزاهي الشامي وصاف وذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال علي بن إسحاق بن خلف أبو الحسن الشاعر المعروف بالزاهي حسن الشعر في التشبيهات وغيرها واحسب شعره قليلا انشدنا التنوخي انشدنا محمد بن عبيد الله بن الكاتب النصيبي أنشدني علي بن إسحاق ابن خلف الزاهي البغدادي القطان لنفسه وكان دكانه في قطيعة الربيع:
قم نهنئ عاشقين * أصبحا مصطلحين جمعا بعد فراق * فجعا منه وبين ثم عادا في سرور * من صدود آمنين فهما روح ولكن * ركبت في جسدين وذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان فقال كان وصافا محسنا كثير الملح وذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأشار إلى أنه كان قطانا وذكره عميد الدولة أبو سعيد بن عبد الرحيم في طبقات الشعراء قال وشعره في أربعة اجزاء وأكثر شعره في أهل البيت ومدح سيف الدولة والوزير المهلبي وغيرهما من رؤساء وقته وقال في جميع الفنون اه.
وذكره الشيخ الثعالبي في يتيمة الدهر فقال أبو القاسم الزاهي وصاف محسن كثير الملح والظرف ولم يقع إلي شعره مجموعا وانما تطرفته من أفواه الرواة واستفدته من التعليقات اه قال المؤلف كلام المترجمين فيه لا يخلو من تناف فأكثرهم قالوا إنه بغدادي كما سمعت وابن شهرآشوب قال إنه شامي وبعضهم كناه أبو القاسم وبعضهم أبو الحسن واختلفوا في تاريخ وفاته والخطيب قال احسب شعره قليلا وابن عبد الرحيم قال إنه في أربعة اجزاء إلى غير ذلك.
ومن شعره الذي أورده ابن عبد الرحيم قوله:
صدودك في الهوى هتك استتاري * وعاونه البكاء على اشتهاري ولم اخلع عذاري فيك الا * لما عاينت من حسن العذار وكم أبصرت من حسن ولكن * عليك لشقوتي وقع اختياري وأورد له ابن خلكان في البنفسج ولازوردية تزهو بزرقتها * بين الرياض على رزق اليواقيت كأنها فوق قامات ضعفن بها * أوائل النار في أطراف كبريت وأورد له أيضا:
ومدامة لضيائها في كأسها * نور على فلك الأنامل بازع رقت وغاب عن الزجاجة لطفها * فكانما الإبريق منها فارع وأورد له أيضا واقتصر في اليتمية على الآخرين:
وبيض بالحاظ العيون كأنما * هززت سيوفا واستللن خناجرا تصدين لي يوما بمنعرج اللوى * فغادرن قلبي بالتصبر غادرا سفرن بدورا وانتقبن أهلة * ومسن غصونا والتفتن جاذرا واطلعن في الأجياد بالدر أنجما * جعلن لحبات القلوب ضرائرا وأورد له ابن خلكان أيضا:
من عذيري من عذارى قمر * عرض القلب لأسباب التلف علم الشعر الذي عاجله * انه جار عليه فوقف قال وأنشدني أبو سعد نصر بن يعقوب في كتابه روائع التوجيهات من بدائع التشبيهات للزاهي:
الريح تعصف والأغصان تعتنق * والمزن باكية والزهر معتبق كأنما الليل جفن والبروق له * عين من الشمس تبدو ثم تنطبق قال ومن مشهور شعر الزاهي قوله:
لولا عذارك ما خلعت عذاري * ولكنت في وزر من الأوزار ما كنت احسب ان أعاين أو أرى * تخطيط ليل في بياض نهار حتى نظرت إلى عذارك فاغتدى * سقم القلوب ونزهة الابصار وتركت قولي في الوعيد لأجله * وعزمت فيك على دخول النار وقال ووجدت في كتاب أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدان في مجموعة المترجم بحاطب الليل قصيدة للزاهي أولها:
الليل من فكري يصير ضياء * والسيف من نظري يذوب حياء والخيل لو حملتها علمي بها * لتركتها تحت العجاج هباء أحصي على دهري الذنوب بمقلة * لدموعها لا أملك الاحصاء عجبا لصرف الدهر كيف يخون من * غمر البرية نجدة ووفاء عدم الصباح فناب عنه بفكره * وعلت يداه فطاول الجوزاء اخذ البيت الثالث من قول ديك الجن: