كان عالما فاضلا حافظا متقنا مؤرخا واحد زمانه في الإحاطة والضبط وحفظ التواريخ والآثار ودقائق العربية، وكان شاعرا مطبوعا منشئا بليغا وواعظا زاهدا عابدا هاجر من جبل عامل إلى النجف الأشرف لطلب العلم في حياة والده السيد أحمد وكان عمره قريب خمس عشرة سنة مع ابن عمه السيد محسن ابن السيد علي ابن السيد محمد أمين وكان متزوجا بأخت السيد كاظم التي ذهبت معه من جبل عامل ويظن ان سفره هذا كان حدود سنة 1252، وقرأ على الفقيه الشيخ مشكور الحولاوي وتزوج ابنته. وبقي مكبا على طلب العلم حتى فاق اقرانه وامتاز على أهل زمانه بعلوم كثيرة منها اللغة والتاريخ فقد كان عديم النظير فيهما يقف جهابذة العلماء عند قوله ولم ير اضبط منه للعربية في عصره حدثني بعض ثقات بني عمنا انه جرت مذاكرة في بعض مجالس العلم بالنجف في لفظة فقال بعض الحاضرين هي كذا وانا رأيتها البارحة في بعض الكتب فقال السيد اني رأيتها منذ سنة وأظن أنها خلاف ما تقول فراجعوها فإذا هي كما قال السيد. أما حسن أخلاقه وتقوله وورعه وسخاؤه وكرم طباعه فمما يضرب به المثل وترك بخطه من فرائد التفسير واللغة والتاريخ ودقائقها شيئا كثيرا وجل شعره في المواعظ والنصائح والآداب والحكم. ووقعت بينه وبين ابن عمه السيد محمد الأمين هنات ومعاتبات لأسباب اعرضنا عن ذكرها وأرسل إلى ابن عمه المذكور عدة قصائد يعاتبه فيها ويستعطفه، وقصائده وكتبه التي كان يرسلها لبني عمه في جبل عامل في المواعظ والنصائح كثيرة وكان له اتصال شديد بتجار بغداد لا سيما آل كبه الكرام الحاج مصطفى وأخيه الحاج محمد حسن أبناء الحاج محمد صالح الذين يعجز القلم عن إحصاء محاسنهم وكان له حجرة مخصوصة في دارهم ويقضي جل أيامه عندهم ثم يعود إلى النجف. وفي تكملة أمل الآمل وممن عاصرته السيد الجليل والعالم الفاضل الأديب النبيل عمدة الاشراف الأعاظم السيد كاظم الأمين العاملي كان واحد عصره في علم الأدب والتاريخ وعلى جانب من الآباء وعزة النفس والجلالة والحشمة كبير في أعين العلماء مهاب عند التجار والأدباء آثار السيادة وأنوارها ساطعة من جبينه كنت كثير الأنس به من جالسه لا يستطيع مفارقته لحسن محاضرته اه أولاده كان له ولد يسمى السيد احمد وكان عالما فاضلا كاملا توجه من العراق إلى الشام في حياة أبيه فقتل في الطريق وتخلف بولد مات في حياة جده السيد كاظم وولد للسيد كاظم بعد الياس السيد عبد الهادي ومرت ترجمته.
شعره من شعره ما أرسله من العراق إلى الشيخ حسن السبيتي بعد خروجه من النجف إلى جبل عامل:
يا نازحا عن مقلة * شرقت بماء دموعها روحي لديك وديعة * الله في تضييعها عجبا لها ظعنت ونا * ر الشوق بين ضلوعها ومن العجائب ان لي * طمعا بوشك رجوعها هيهات ما لم تكتحل * عيني بوجه ربيعها ويقر ناظرها بمن * فيه لذيذ هجوعها ذاك الذي نفسي إليه * غدا شديد نزوعها فرد المحاسن كلها * حسن الفعال جميعها نجل الهمام محمد * سامي الدعام رفيعها لا زلت مخضل الديار * طلولها وربوعها ما عاودت شمس الضحى * لغروبها وطلوعها وتحيتي لك ما شدت * ورقاء في تسجيعها وأرسل إليه من العراق أيضا بهذه القصيدة وعرض فيها بالعتب على ابن عمه السيد محمد الأمين.
أيا حسن الأخلاق اني لشيق * إليك فهل للوصل من موعد يرجى ويا حسن الافعال هل تنجلي النوى * بأسنى صباح بعد ما ليلها دجا وهل بعد شحط يجمع الله شملنا * فيطفئ من أشواق أحشائنا وهجا لحا الله هذا الدهر حتام صرفه * يعوم بنفسي من عباب الأسى لجا وكم ريبة يقتادني قود قاهر * يجانبني بهجا ويقحم بي فجا ولا در در النائبات إلى متى * تمانعني محضا وتمنحني سحجا فكم من أخ جم الحفاظ محضته * من الود عذبا لا مشوبا ولا مجا وما كان ظني والحوادث جمة * لأدرج في أثناء نسيانه درجا أحاشيه عن نقض الوداد وانما * هو الجد كم اودى بما نيله ارجي ورب أخ لي منه رحم مسيسة * لقد مزجت مني بصافي الولاء مزجا رماني مذ طالت بد البعد بيننا * بهجرانه والهجر من مثله اشجى وواعدني الحسنى وأرجى ولم يكن * ليذهب يوما أو يميل إلى الارجا على إنه والحمد لله لم يزل * حمى وركاب الوافدين له تزجى فامن ويمن شاملان ببابه * وجود جزيل ثج من كفه ثجا وكم فائز بالسؤال قبل سؤاله * وكم سائل نال المرام وما لجا ولست بناس ما حباني وإنما * رأيت الغنى فيه عن الناس لي أنجى وما ذاك إلا إنه نفسي التي * أروم لها الحسنى وارجو لها الفلجا عذرتهما ان الحفاظ على النوى * لصعب وإن ظن الفتى انه أحجى لئن أصبحا لم يغنيا عن أخيهما * فلا يعداه من سحابهما رهجا فذاك على الحالين والله عالم * أخ ليس يبغي غير ودهما نهجا ولا برحا طول المدى في سعادة * ونجمهما لم يأو غير العلى برجا ومن شعره قوله:
وقائلة أظنك من تميم * فقلت لها كفى بالشك جهلا فقالت بنتها ذا من قريش * فقلت لها كفى بالعلم فضلا فقالت أمها هو عبشمي * فقلت لها بفيك الترب لا لا فقالت بنتها هو هاشمي * فقلت أجل نعم أهلا وسهلا فقالت أمها وأراه ينمى * إلى العباس منهم قلت كلا فقالت بنتها هو طالبي * فقلت نعم كذا فرعا واصلا فقال أمها لا ريب هذا * عقيلي فقلت رزقت عقلا فقالت بنتها علوي بيت * قواعده من الخضراء أعلا حسيني ورب البيت لاحت * عليه سماتهم قولا وفعلا إلى زين العباد نماه زيد * وهل كابي الحسين رأيت مولى به قد بشر الهادي واثنى * عليه بذاك جاء النص يتلى ومن ماء الإمامة بعد ماء النبوة * قد سقي علاء ونهلا امام هدى دعا الله جهرا * ولابن أخيه حتى مات قتلا